المجال المغناطيسي للأرض “يُظهر علامات الانقلاب”
السياسية ـ وكالات:
يلعب المجال المغناطيسي للأرض، دورا كبيرا في حماية البشر من الإشعاعات الخطرة والنشاط المغناطيسي الأرضي، الذي قد يؤثر على الاتصالات عبر الأقمار الصناعية وتشغيل شبكات الكهرباء.
ويقول العلماء إن المجال المغناطيسي للأرض قد ينقلب. وأوضح عوفر كوهين، الأستاذ المشارك في الفيزياء والفيزياء التطبيقية في جامعة ماساتشوستس-لويل، لموقع The Conversation كيف يتم توليد المجالات المغناطيسية، قائلا: “تتولد المجالات المغناطيسية عن طريق تحريك الشحنات الكهربائية. وتسمى المادة التي تمكن الشحنات من التحرك بسهولة داخلها بالموصل. المعدن هو أحد الأمثلة على الموصلات، حيث يستخدمه الناس لنقل التيارات الكهربائية من مكان إلى آخر. التيار الكهربائي نفسه هو ببساطة شحنات سالبة تسمى الإلكترونات التي تتحرك عبر المعدن. هذا التيار يولد مجالا مغناطيسيا”.
ويمكن العثور على طبقات من المواد الموصلة في لب الحديد السائل للأرض. وتتحرك تيارات الشحنات في جميع أنحاء النواة (اللب)، كما يتحرك الحديد السائل ويدور في النواة أيضا. وهذه الحركات تولد المجال المغناطيسي.
ويتقلب المجال المغناطيسي بين الحين والآخر، وكانت آخر مرة انقلب فيها المجال المغناطيسي للأرض منذ نحو 780 ألف سنة.
ويحدث هذا الانعكاس المغناطيسي الأرضي عندما يتبادل القطبان الشمالي والجنوبي أماكنهما.
وقد ظل العلماء يراقبون هذه الظاهرة عن كثب بحثا عن دلائل تشير إلى أنها على وشك الانقلاب مرة أخرى.
ويمكن أن يكون لهذه الانعكاسات آثار مدمرة على التكنولوجيا، مثل إتلاف الأقمار الصناعية والإلكترونيات وشبكات الطاقة.
والآن، يعتقد بعض الخبراء أن هذا يمكن أن يحدث في غضون القرون القليلة المقبلة.
وفي الواقع، فإن موقع القطب المغناطيسي الشمالي قد تحرك بالفعل بنحو 600 ميل منذ إجراء القياس الأول في عام 1831.
وقال كوهين: “لقد زادت سرعة الهجرة من 10 أميال سنويا إلى 34 ميلا سنويا في السنوات الأخيرة. وقد يشير هذا التسارع إلى بداية انعكاس المجال، لكن العلماء لا يستطيعون معرفة ذلك من خلال بيانات أقل من 200 عام”.
ويستخدم العلماء القياسات المحلية لتتبع شكل واتجاه المجال المغناطيسي للأرض. ومن خلال هذه القياسات، وجدوا أن المجال المغناطيسي للأرض ينعكس على فترات زمنية تتراوح بين 100 ألف إلى مليون سنة.
وأضاف كوهين: “يمكن للعلماء معرفة عدد المرات التي ينعكس فيها المجال المغناطيسي من خلال النظر إلى الصخور البركانية في المحيط. تلتقط هذه الصخور اتجاه وقوة المجال المغناطيسي للأرض عند إنشائها، لذا فإن تأريخ هذه الصخور يوفر صورة جيدة لكيفية تطور المجال المغناطيسي للأرض مع مرور الوقت.”
ولا يمكن للعلماء التأكد من متى سيحدث انعكاس المجال التالي، لكنهم يراقبون المجال المغناطيسي باستمرار. وسيساعد ذلك على فهم سلوك المجال المغناطيسي بشكل أفضل وحماية بنيتنا التحتية من الأضرار المحتملة.