فضل فارس

الكيان الإسرائيلي -وَبعد هذه العملية الضاربة والموجعة التي نفذها الجيش اليمني من احتجاز سفينة “جلاكسي ليدر” في البحر الأحمر، كذَلك الهزائم المهولة والقتل الذريع الذي تلحقه فصائل المقاومة كُـلّ يوم في صفوفه- أصبح -بحسب كُـلّ معطيات الحسم وعون الله وهو الأهم- خاسرًا عقب فشله في تحقيق مراميه من العدوان على غزة.

هذا الكيان الغاصب والمحتلّ -وَمن خلال همجيته النازية واستقوائه الوحشي على أطفال ونساء غزة، متجاهلاً بذلك دعاة وقف العدوان على غزة؛ اتكاء على غطرسة الإدارة الأمريكية- قد أدخل نفسه في دوامة السخط الصادق وَالقرار الصائب لرجال الإسلام الأقحاح.

فمن جهة سادة المجاهدين في لبنان، حَيثُ هم وبكل قوة مواصلون الاستهداف اليومي المثخن لجراح كيان العدوّ، كذلك الإخوة في العراق وسوريا، حيث يتفننون في الاستهداف المتواصل للقواعد الأمريكية.

أما من اليمن الجهة البعيدة جغرافياً عن غزة ولكنها الأقرب عوناً وأثراً ومساندة فَــإنَّها وبكل ثقلها رسميًّا وشعبيًّا تتصدر الموقفَ المسؤولَ على كُـلّ دول العالم تجاه هذه القضية المركزية، والشاهد تلك العمليات البطولية التي نفذتها وتنفذها صنعاء وتتوعد باستمرارها والأشد أَيْـضاً منها إيلاماً، غيرَ آبهة بترغيب وتهديد المتآمرين.

وبكل إباء وشجاعة تستهدفُ اليمنُ مكامنَ الألم في الصلف الصهيوني، وخُصُوصاً ما كان منها -وهو جزء من رد يماني- عبر المياه الإقليمية وباب اليمن البحري، وذلك الأشد خطورة على الكيان الصهيوني.

إذن.. هو دورٌ فاعل يشي بما وصل إليه اليمن من قدرات تخطت الحدود؛ ما يُعَدُّ مؤشرًا على بداية عصر تاريخي وَاستراتيجي جديد “يكون اليمن سيداً وحصوراً عليه” في المنطقة.

كما أن اليمن العظيم بقيادته الربانية الحكيمة وشعبه الباسل المؤمن الجريء في سباق الرضوان؛ مِن أجل مقدسات الإسلام قد أصبح اليوم وبعد دهر من الحصار وَالإجرام النازي والوحشي الصهيو أمريكي أعرابي المتواصل عليه، في ما يُحدِثُه في شتى السبل من نكاية موجعة وأليمة مضرة ومرهقة -وهو الموقف الدولي السامي تجاه هذه المحورية بين كُـلّ دول العالم-بهذا الصلف الصهيوني المحتلّ والغاصب وذلك لقيم إيمانية وإنسانية مسؤولة محط ومأوى توجّـه أنظار ومسامع كُـلّ العالم.

اليمن اليوم مقتدِرٌ بفضل الله وصلابة وإرادة وثبات موقفه، كذا حكمة وَنخوة وشجاعة وإيمان قيادته، وذلك ما حق وبكل عزة ورفعة واقتدار على كُـلّ يمني وعربي وإسلامي الافتخارُ به.

  • المصدر: صحيفة المسيرة
  • المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي الموقع