عطايا الشهادة…. كرامات غير محدودة
السياسية || منى المؤيد
هي الشهادة التي لطالما كانت نصب أعين المؤمنين الصادقين، كما كانت غاية المجاهدين، ولأنها عطاء الله لمحبي خلقه لها – فهو أرقى عطاء وأسمى ما يناله الإنسان، ليس هذا فحسب، بل إنها ثمرة للأمة في عزتها ونصرتها وحريتها.
وعندما نتحدث عن الشهداء نحن نتحدث عن مؤمنين (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) فتحركوا من واقع إيماني لبذل العطاء في سبيل الله بالروح والمال والكلمة.
فعندما نرى مجاهدا في سبيل الله يتحرك لمواجهة الظلم والطغيان – نجد أن أول تحرك له هو الصدق مع الله – صادقاً في انتمائه إلى هذا الدين العظيم -صادقاً في انتمائه للقرآن الكريم، لهذا نجد فيهم العطاء والثبات والموقف الإيماني الراسخ.
إقامه الحق وإقامة العدل، وإنصاف المستضعفين والمظلومين لابد له من مواجهة فعلية – هي الجهاد بالسيف والكلمة والموقف، وعند هذه الأفعال تحصل مواجهة قتالية، ويسقط شهداء، وهؤلاء الشهداء الذين قدموا حياتهم إنما قدموها حبا وعشقاً لنيل الشهادة، فكل من يدرك مسؤوليته تجاه الآخرين فهم من يستحقون عطاء الله وكرمه، وهي الشهادة – الحياة عند ربهم.
مشاعر الشهداء ليست كمشاعر عامة الناس بل إن إنسانيتهم عالية – جعلتهم يتألمون عندما يرون الظلم، ويشاهدون ذلك الطغيان فلا يقفون مكتوفي الأيدي – بل يتحركون بكل مسؤولية وعزة وإباء، وشهامة ونخوة – ليكونوا عونا للمظلومين، وخصوماً للجبابرة الظالمين.
مقام الشهداء عند الله لا يشبهه مقام- فسلام الله عليهم- ينالون عطاء من الله، ورزق كريم وعظيم مستمر – ضيافة دائمة إلى يوم القيامة – فكرم الله وعطاء الله يفوق الخيال والتصور، فرحين بما آتاهم الله من فضله لا يصيبهم حزن أو ضيق، ويستبشرون بمن سيلحق بهم من بعدهم من المؤمنين المجاهدين.
عندما نرى إيثار وتضحية وصمود وشجاعة وثبات.. لا نراها إلا في المجاهدين الصادقين، والذين يكون مشروعهم مشروع شهيد – فنراهم يحملون هم الأمة بكلها، ونرى كل ذلك متجسدا على أرض الواقع – عملاً وتضحية وعطاء لا يوازيه عطاء.
روح الجهاد والاستشهاد ما أعظمه من تعلم واتباع، خصوصاً في زمننا هذا – عندما نرى الظلم والطغيان من جبابرة العرب والمسلمون أنفسهم، والباطل يعلو والحق يسقط، فمهما جدا تجاه أسر الشهداء الذين صدقوا مع الله، وتفانيهم في سبيله، وتضحياتهم الجبارة، وتحقيق النصر والعزة على أيديهم بأن نعينهم ونكون معهم بكل ما نستطيع عمله، وهذا يعتبر أقل واجب نقدمه إليهم.
الشهداء قد وفقهم الله وجعل من تضحياتهم سبباً للنصر، وسبباً للعزة، وسبباً لقوة المستضعفين من هيمنة الطغاة والظلمة.. فقد حققوا لهذه الأمة الفضل الكبير والجزيل بدمائهم الطاهرة.
يكفيها فخرا تلك الأسرة التي قدمت شهيدا في سبيل الله – بأنها بنت لبنة في صرح الإسلام وأعطت لأمتها فخر العزة والكرامة ولا يضاهيه أي فخر، فيجب علينا أن نحمل هذه الثقافة العظيمة وننقلها إلى أجيالنا جيلا بعد جيل.
- المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي الموقع