السياسية || تقرير : محمد الغفاري

 

كل ما في الأمر مبدأ التغيير يحتاج إلى ضمير وثقة الهية، والقضية الفلسطينية قد يتغنى بها الكثير في يومياتهم والعلماء في منابرهم والساسة في خطاباتهم إن سمح لهم ذكرها أصلاً.

أما الشعوب وما أدراك ما الشعوب هم القرار والسيف الذي في غمده ولم يسل إلى الآن رغم قوته وصلابته ولعبة الأمم تطبخ باسمه ورغم كل الصراحة التي أمامه إلا أن الغباء يوقعان به في وحل السياسة ولن نكون بعيداً أو نخوض في أشياء غامضة أو أن كشفت بعض حقائقها هناك من لا يستوعب بشاعتها والبعض رغم معرفته ببعض حقيقتها إلا أن الشيطان بداخله يجعله يراوغ جديتها.

لنقف قليلاً مع ما يسمى بـ (الربيع العربي) والذي لا ينكر حقيقة صناعته أحد وجميع العالم يعلم ومتأكد من أنه عبارة عن صناعة صهيو أمريكية بحته من الدرجة الأولى وهو بحد ذاته أعتبر من الجانب الأمريكي بولادة شرق أوسط جديد يحفظ أمن واستقرار إسرائيل ولا أحد ينكر ذلك.

ومن المضحك في ذلك وكما يقول المثل الشعبي الشهير(غلطة الشاطر بألف) فإن الغباء الذي فشل مخططاتهم في هدم الشعوب بعد إرادة الله هو ذاك السيناريو الموحد الذي كُتب ونُفذ في جميع الدول المستهدفة مثل (تونس- العراق- سوريا- ليبيا – مصر – اليمن) والذي بدأ خروج مظاهرات – ومطالبة بإسقاط النظام – ومن ثم ايجاد رئيس يتم تلميعه إعلامياً أنه هو الخلاص والتوافق والخروج إلى بر الأمان هذا ما يقنعون به الشعوب في الظاهر أما ما خفي فهو عكس ذلك أنه ما يلبي (أمان ومصالح الصهيو أمريكية) ونجح مبتغاهم وطبق بحذافيره بغباء رغم دراية الشعوب والسياسيين أن كل متغير يجب أن لا يتعارض مع مصالح الصهيو أمريكية فكان مستمر التنفيذ على جميع الدول بحذافيره إلا ان سيناريو اليمن تغير وتغيره لم يكن في الحسبان والذي أتى ليفشل مخططاتهم ومصالحهم ومخالف لرغباتهم وخارج عن وصايتهم ومن نتائج هذا التغيير هي الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة التي تدك العدو الصهيوني الأمريكي اليوم في عقر داره.

 

لماذا هذه الجراءة ضد الصهيو أمريكية

ومن دراسة على المتغيرات والسياسات المدارة في جميع الدول خاصة العربية فإن الوصاية الصهيوامريكية حاضرة في جميع القرارات الخاصة في أي دولة ما حتى إلى درجة أنه لم يتم تعيين أي وزير لأي وزارة ما إلا بموافقة السفير الصهيوامريكي وهذه حقيقة لا يستطيع نكرانها احد لا من السياسيين ولا من عامة الشعوب إلا نحن في اليمن خرجنا عن الوصاية ولا يجب أن يكون لأي دولة علينا أي وصاية فنحن دولة لها سيادتها ودستورها وقانونها وهذا ما طالب به السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي منذ الساعة الأولى لفجر ثورة ٢١سبتمبر وأوتيت هذه القيادة وخروجها عن الوصاية الخارجية ثمارها وهو انتصار وصمود اليمن في وجه العدوان السعودي الصهيوني الأمريكي بكل ثقة وصلابة والذي موقفه لم يتغير إلى أن ولد فجر طوفان الأقصى والذي الآن يصارع إلى تحرير الأقصى الشريف ومن ثمار الخروج عن الوصاية الصهيوامريكية تم إعلان قائد الثورة وبكل جرأة وثقة ربانية قرانيه شعار (لستم وحدكم) والمشاركة في طوفان الأقصى وإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة إلى إسرائيل.

ودخول المعركة بكافة الوسائل المتاحة وسننتصر وما مسنا من لغوب وذلك من منطلق المسؤولية ونصرة للمستضعفين.

 

هل الكيان الصهيوني بمفرده يقتل الشعب الفلسطيني

المحزن في الأمر أن العالم والعرب بحد ذاتهم يعتقدون أن العدو الصهيوني بمفرده من يحاصر ويقتل الشعب الفلسطيني أو أن صح التعبير يحاولون أن يقنعون أنفسهم أن إسرائيل هي وحدها من تقتل وتحاصر الشعب الفلسطيني وإسقاط مسؤوليتهم عن الدفاع عن الشعب الفلسطيني بالشجب والندب والتنديد وارجاع المسؤولية للأنظمة الحاكمة فقط وأن الشعوب ليس بمقدورهم صنع متغير ينصر القضية الفلسطينية وأن حديثهم وتألمهم عن ما يحدث في فلسطين كل فلسطين من جرائم حرب( قتل- أسر -سحل – هدم للمنازل -خطف للأطفال ) هي مسؤولية الأنظمة من الدرجة الأولى فقط ورمي عن عاتقهم هذه المسؤولية هذا بحد ذاته يعتبر تخاذل عن المسؤولية، وكما أن الشعوب متخاذلة فهي بحد ذاتها تعد شريك أساسي في حصار وقتل الفلسطينيين.

 

وفي ما يحدث في غزة من إبادة لا تحرك الحكام خاصة المطبعين لكن من الطبيعي أنها تحرك مشاعر وغرائز الإنسانية للمواطنين لكن الذي ليس طبيعي أن هذه المشاعر محددة بوقت ما نشاهد المقاطع الدامية التي تبث على شاشات التلفاز أو على مواقع التواصل الاجتماعي فقط مجرد وقت فقط ومن ثم يتم تداولها وكأنها قصة ماضية هل رأيت ذلك هل سمعت ذلك وأصبحت مجرد قصة ماضية مؤلمة عابرة وانتهى تألمك مع مشاهدتك لأي فيديوهات أخرى لا تخص القضية وهذا هو سبب تخاذل الأمة الإسلامية، وهكذا سننسى الدماء الذي تسفك اليوم في غزة سننسى إبادة الأطفال الخدج سننسى موت مرضى السرطان سننسى ضحايا مستشفى المعمداني سننسى البيوت المهدمة وأفران الخبز المدمرة سننسى كل مؤلم كما نسينا محمد الدرة وغيره من القصص المؤلمة والدامية والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني وذلك يعود إلى عدم الارتباط بأصل القضية الفلسطينية وعدم جعلها قضية دينية واجبة على كل (شيعي – سني) وأي مسمى آخر يعتنق الإسلام وينتمي للإنسانية واجبة على الشعوب قبل الحكام، وكما جعل الشعوب من الربيع العربي لعنة على الحكام فعليهم اليوم أن يجعلوا من طوفان الأقصى…ربيع فلسطيني عربي يقضي على الخنوع والذل يقضي على الاستعمار وجعل القضية الفلسطينية واجب ديني يلتف حولها جميع الشعوب وتطرد العدو الصهيوني من فلسطين ومن الشرق الأوسط بشكل عام وإعادة الأرض لأهلها وإعادتها إلى مسمياتها الحقيقية.

عاشت فلسطين حرة عربية

الرحمة للشهداء

الشفاء للجرحى

الحرية للأسرى

الموت واللعنة لإسرائيل.