بقلم / محمد محسن الجوهري

يتردد كثيراً، وبشكل مبالغ فيه، الحديث في الإعلام الإسرائيلي عن تحالف “صهيوني ـ سنّي” لردع طموحات إيران التوسعية في الشرق الأوسط، التي تتعارض مع مصالح إسرائيل ودول التطبيع، حسب وصفهم.

وتتواكب الدعاية الإسرائيلية تلك مع أخرى تنفذها وسائل إعلام ناطقة باللغة العربية، لكنّها تنتهج العقيدة الإسرائيلية وتلتزم بأطروحاتها السياسية بشكل حرفي، وكأنها والإعلام الصهيوني يخرجان من بوتقة واحدة ويسعيان معاً لتحقيق الغايات نفسها.

وبحسب الإعلام الصهيوني؛ فإن قضية غزة وفلسطين ليست إلا أزمة عابرة أحدثتها إيران، ولا يقر بأي مظلومية أو جرائم يرتكبها اليهود بحق الشعب الفلسطيني.

التساؤل الغريب هنا حول؛ من أعطى هذا التحالف صفة: “سنّي”، وعن أي سنّة يتحدث الإعلام العبري بالضبط؟

إذا كان المقصود بالكلمة هو سنّة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فإنّ المسلمين اليوم يطالبون الحكام العرب باتباعها في التعامل مع الجرائم الصهيونية بحق أتباع محمد في غزة وسائر فلسطين، وتحكيم المنهج الرسولي الأصيل لردع الإفساد اليهودي في العالم بكله.

لقد تجاوز اليهود كل الحدود في إجرامهم وقتلهم المسلمين، وإفسادهم الأخلاقي في الأرض، وبات لزاماً على أمّة محمد أن تقتدي بمحمد، وأن تحتمي بسنته الشريفة في وجه الهمجية اليهودية التي حذرنا الله منها في كتابه الكريم.

وبالعودة إلى سنّة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، سنجد أنّ الرسول استطاع التخلص من الخطر اليهودي على هامش معاركه مع مشركي قريش، وتمكن من كبح مطامعهم التوسعية ودرء خطرهم من جزيرة العرب خلال سنوات قليلة، رغم أن اليهود حينها لا يختلفون عن يهود اليوم في الخبث والدهاء.

فضَعف العرب اليوم منبعه الإعراض عن سنّة محمد، فبأي حق وبأي حال ينسب صهاينة العرب أنفسهم إليها وهي منهم براء، والله يشهد بردّة من يتولاهم ويدافع عنهم ولو كان عربي الحسب والنسب.

التلاعب بالألفاظ، والتواري خلف “المصطلحات” البراقة لا يغير شيئاً في الواقع، بل يشهد على “آل سعود” وبقية المطبعين بالارتداد عن النهج الإسلامي الأصيل، والتعصب لعقائد ضالة ما انزل اللهُ بها من سلطان.

إن السنة المحمدية تدعو المسلمين كافة إلى التوحد ونبذ الفرقة ومواجهة اليهود، وكسر شوكتهم في فلسطين المحتلة، والمسارعة في إنقاذ إخواننا المسلمين في غزة من براثن الخطر اليهودي.

لقد نجح الصهاينة في إحداث تشوهاً فكرياً لدى زمرة من أبناء الأمة، مراهنين بذلك في منع الوحدة الإسلامية وتحرير فلسطين، إلا أن سنة الله غالبة على ذلك، وهاهي أمة محمد تتداعى لنصرة غزة وتدمير إسرائيل، ولن يجني دعاة التصهيٌن سوى العار من تحالفهم المخزي مع اليهود على حساب ثوابت الأمة الإسلامية.

  •  المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي الموقع