واقعة طوفان الأقصى.. خافضة رافعة
بقلم د.يوسف الحاضري
رغم إنجازات عملية طوفان الأقصى العظيمة على المستوى العسكري والاقتصادي والمجتمعي في داخل الكيان الصهيوني الا انني أرى ان هذه الإنجازات لا تمثل ١٠٪ من انجازاتها الحقيقية على المستوى الإقليمي والعالمي في مجالات أخرى كالمستوى الديني والثقافي والفكري والعروبي والاصولي وغيرها.
عملية طوفان الأقصى دمرت كلما قام به الباطل وما بناه وشيده وأسسه ونشره وجذره في العقول والقلوب والأرض منذ عقود كثيرة مضت خاصة في العالمين العربي والإسلامي، وأحيا حياة إنسانية كانت قد تلاشت من قلوب ومشاعر شعوب العالم أجمع ، وفضحت من كنا نظنهم من الاخيار، ورفعت من كنا نظنهم من الأشرار، فهي بالفعل خافضة رافعة، فعندما وقعتي لم يكن لوقعك كذب او ظلم وانما كان حق ونصر لمظلومية وغربلة للجميع في هذه الأرض بلا ادنى استثناء وذلك كالتالي:-
– في العالم العربي والاسلامي صنفت هذه العملية العرب الى ثلاثة أصناف (السابقون) و (أصحاب اليمين أو الميمنة) و (اصحاب الشمال او المشئمة) فرأينا كيف تسابقت أنظمة وشعوب لتأييد العملية ومناصرتها والوقوف بجانبها وتأييدها الشعب اليمني وقيادته الثورية والسياسية والعسكرية وايران شعبا وقيادة وحزب الله جمهورا وقيادة والعراق شعبا ومقاومة وشعوب الأردن وسوريا والكويت وتونس والجزائر هؤلاء كانوا سباقين في التأييد للعملية، ثم بعد ذلك يأتي الصنف الثاني الذين لم تحركهم إلا المجازر بعد ان كانوا مترددين في تأييد العملية الجهادية العظيمة التي لا يؤمن بها الا أصحاب القلوب المتأصلة في الحق والايمان والعارفة بخطورة اليهود حق المعرفة، حيث وجدناهم بعضهم في عمان وقطر وتركيا ومصر والمغرب وموريتانيا وباكستان وبعض الدول الإسلامية، اما الصنف الثالث فهم المشئمة بعينها أصحاب الشمال أصحاب اليهود المنطويين في عباءتهم من داخل الامة العربية والاسلامية ويأتي على رأسهم أنظمة السعودية والامارات والبحرين ومصر والأردن والمغرب وتركيا (أنظمة التطبيع) بجانب معظم شعوب السعودية والامارات الذين لم نسمع لهم حتى همسا لا في تأييد العملية ولا في استنكار المذابح الشنيعة بحق أبناء فلسطين بل كانوا مؤيدين كل التأييد لهذه الجرائم وداعمين لها بكل أنواع الدعم الممكن عسكريا ولوجستيا واستخباراتيا وماليا وسياسيا وغيرها فشكرا لطوفان الأقصى.
لم يقتصر الامر عند ذلك بل كشفت هذه العملية وعرت تماما المسلمين خاصة علماءها وجهاتهم التي ينتمون اليها وحقيقة استيعابهم وترجمتهم للعلم الديني القرآني السليم، فرأينا كيف تعروا تماما علماء السلفية الوهابية بشكل مقزز جدا حيث رأينا تسابقهم وتزاحمهم من يصل الأول للإعلام ولمنابر المساجد خاصة مسجد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في المدينة ومن لم يستطع او يمتلك المنابر هذه فقد رأى من واجبه التحرك في وسائل التواصل الاجتماعي وبين المجتمعات لدعم الصهاينة اليهود في قتل الناس في غزة خاصة وفلسطين عامة وتجريم حركات المقاومة المجاهدة كحركة حماس وحرفوا كلام الله عن مواضعه وتخندقوا بجانب اخوانهم اليهود الصهاينة فهذا يسعى لتثبيط عزائم الشعوب الثائرة ضد الصهاينة بحرمة الخروج تأييدا للحق وهذا يسعى لشيطنة حركات المقاومة وهذا يسعى للاستجابة لتلبية نداء قيادات الكيان الصهيوني الداعي لهم للتحرك للتخفيف عنهم وطأة عملية طوفان الأقصى بتجريم المجاهدين وهكذا بلا ادنى حياء ولا مثقال ذرة إيمان وهكذا خفضت من رفعة هؤلاء الزنادقة المنافقين الذين كان ينظر اليهم الكثير في العالم الإسلامي كقيادات يعشقون اتباعها والان وضعوهم جميعا تحت أقدامهم ونعالهم، فشكرا لعملية طوفان الأقصى.
عملية طوفان الأقصى أحييت الإنسانية عند البشرية اجمع في اقصى الأرض وادناها واطرافها ومشارقها ومغاربها بعد ان كنا نظن انهم تلاشوا من فطرتهم وتلاشت منهم انسانيتهم بسبب حركة الافساد الصهيونية التي يسعون بها في الأرض واوصلوا الكثير منهم للمثلية الخبيثة وللتمثل بالحيوانات (الحيوانات البشرية) وغيرها من جوانب فلم نكن نظن ان الإنسانية مازالت تغرق قلوب هذه الشعوب حتى داخل الأراضي الامريكية التي يحكمها الشيطان الاكبر منذ مئات السنين وذلك عندما خرجوا ومازالوا يخرجون بالملايين في دول امريكا واوروبا واسيا وافريقيا وامريكا الجنوبية وبصورة مستمرة وبنفسية إنسانية راقية تنعكس في ملامحهم ووجدنا أيضا عملية تضامن مع فلسطين وهجوم وبغض ضد الكيان الصهيوني على وسائل الاعلام والرياضة ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها فأرتفعوا هؤلاء بعملية طوفان الأقصى وزاد انخفاض وانحدار شعوب تسمي نفسها إسلامية وعربية كشعب السعودية والامارات الذين تلاشت نفوسهم من الإنسانية فتلاشى الدين منهم واصبحوا مجرد جواري نرى رجالها أو بالأصح ذكورها ترقص وتهز مؤخرتها كبنات الليل وعاملات الجنس والجواري فيما سبق على انغام تركي ال الشيخ ومحمد بن سلمان في موسم الرياض الشيطاني، فشكرا لعملية طوفان الأقصى..
لن تنتهي هذه الإنجازات عند هذه الأمور فهناك انجازات واسعة وشاملة ستأتي مستقبلا برفع دول وجماعات واشخاص وشعوب عاليا وبخفض بل بتدمير واسقاط مماليك وكراسي وعروش وجماعات واشخاص فعملية طوفان الأقصى ستجر في طريقها الزبد الخبيث وتبقي ما ينفع الناس في الأرض.. فشكرا طوفان الأقصى.
– كاتب وباحث في الشئون الدينية والسياسية
– المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي الموقع