«إدارة الرعب» تثبت جدواها: مُسيّرات صنعاء تتفادى الاعتراض
السياسية:
رشيد الحداد*
كشفت مصادر في صنعاء، لـ«الأخبار»، أن المجموعة الأخيرة من الطائرات المُسيّرة التي أطلقتها القوات المسلّحة اليمنية، أمس الأول، تمكّنت من تجاوز صواريخ الاعتراض المنصوبة في الأراضي السعودية، أو تلك التي على السفن الأميركية في البحر الأحمر، على رغم قدوم حاملة الطائرات الأميركية «يو أس أس أيزنهاور» إلى ذلك البحر، ونصب الرياض المزيد من بطاريات صواريخ «باتريوت» على أراضيها.
وقالت المصادر إن العملية الجديدة استُخدمت فيها مُسيّرة من طراز «صماد 3» بعيدة المدى، والتي سبق أن استُهدفت بها خزانات نفط شركة «أرامكو» في بقيق وهجرة خريص في العمق السعودي في أيلول 2019.
ووُجّهت المجموعة الأخيرة من المُسيّرات إلى قاعدة إيلات البحرية العسكرية ومطار إيلات العسكري ومطار رامون العسكري الواقع شمال إيلات؛ وهي أدّت، بحسب المصادر، إلى توقف الحركة في الميناء والمطارَين اللذين يُستخدمان لشنّ عمليات ضدّ قطاع غزة. وكان الناطق باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، أكّد، في بيان تبنّي الهجوم، استهداف منشآت حسّاسة وتعطّل العمل فيها، من دون الكشف عن طبيعتها.
وصار معلوماً أن ضربات القوات المسلّحة اليمنية ضدّ الأهداف الإسرائيلية لا تتوقّف تقريباً، منذ الإعلان عن دخول اليمن معركة «طوفان الأقصى» في أواخر تشرين الأول الفائت، إلا أنها لا تُعلَن كلها، وذلك في إطار سياسة «إدارة الرعب» التي تستخدمها صنعاء في حربها المفتوحة مع الكيان الإسرائيلي، فيما يقتصر التبنّي على العمليات النوعية التي يمكن عدّها إنجازاً.
عمليات الاستهداف تجري في أوقات متباعدة زمنياً، ما يسهم في تشتيت تركيز العدو
ويرى مراقبون في صنعاء أن استهداف إسرائيل بالطائرات المُسيرّة أثبت جدواه خلال الأسابيع الماضية، بعد فشل منظومات الدفاع الجوي الأميركية والإسرائيلية في اكتشافها. ويضاف إلى ذلك أن عمليات الاستهداف تجري في أوقات متباعدة زمنياً، ما يسهم في تشتيت تركيز العدو. ويؤكد المراقبون أن صنعاء تمتلك طائرات مُسيّرة تحمل عدّة رؤوس متفجّرة حسب نوع الهدف، لافتين إلى أن الغرض من مشاركة القوات اليمنية في المعركة ممارسة تأثير فعلي على الأرض، وليس مجرّد التضامن مع أهالي غزة.
في هذا الوقت، استقبلت صنعاء قدوم البارجة البحرية الأميركية «يو أس أس أيزنهاور» إلى البحر الأحمر، بنشر دوريات مكثّفة في المياه الإقليمية اليمنية وفي أعالي البحار، لأوّل مرّة، ووضع قواتها البحرية في حالة استنفار قصوى لمواجهة أيّ تحرّكات أميركية أو إسرائيلية في البحر المذكور.
وتزامنت إعادة تموضع القوات البحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر، مع قيام السعودية بنصب عدد من بطاريات «باتريوت» في مناطق قريبة من الحدود الشمالية لليمن، بهدف اعتراض المزيد من الصواريخ الموجّهة نحو جنوب فلسطين المحتلة.
كذلك، كشفت حكومة صنعاء، مساء أول من أمس، تمكّنها من إحباط هجوم سيبراني يُعتقد أنه إسرائيلي. ووصف نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي في وزارة الدفاع، العميد عبدالله بن عامر، في منشور على منصة «إكس»، الهجوم السيبراني بأنه خطير، مشيراً إلى أن «التهديدات الأميركية لصنعاء في حالة تصاعد».
على خطّ موازٍ، زار وفد عسكري رفيع المستوى من قيادة تحالف العدوان برئاسة اللواء الطيار عبدالله الحبابي، ومستشار قائده، فلاح الشهراني، مدينة عدن المحتلة، وذلك في إطار التنسيق ضدّ صنعاء. وجاءت الزيارة بعد يوم من الكشف عن إنشاء غرف عمليات مشتركة بين قيادة تحالف العدوان في الرياض، والميليشيات الموالية له في المحافظات الجنوبية المحتلة، والقيادة المركزية الأميركية، لمتابعة تداعيات عمليات «أنصار الله» ضدّ الكيان الإسرائيلي.
* المصدر: الاخبار اللبنانية
* المادة الصحفية نقلت حرفيا من المصدر وبتصرف