السياسية: بقلم // صادق سريع

 

يا قادة العرب: أخبروا الشعوب كم قبضتم ثمناً عن كل شهيد في غزة ، وكم عن كل طفل رضيع فارق الحياه كان ينتظر كبسولة الدواء وعن كل عملية تُجرى بدون أدوية تخدير وعن كل جريح فلسطيني أصيب بقصف طيران العدو الصهيوني.. أليس هكذا تم الإتفاق ؟

وكم ثمن غارات طائراتكم وطائرات الكيان على غزة، وعقود تأجير قواعدكم العسكرية للغرب وأمريكا والصهيونية، وكم تقبضوا ثمن كل رصاصة تقتل أبناء غزة وكل فلسطين وكم كم وكم رصاصات تُطلق كل يوم وكل دقيقة وثانية.. قاتلكم الله يا قادة العرب؟

وكم بلغت فاتورة محاولاتكم اعتراض صواريخ طوفان اليمن الخارقة والحارقة رؤوسها المتفجرة أهدافها حيث الكيان المغتصب لأرض فلسطين المحتلة؟

وماذا عن فواتير العروض المغرية لتجديد الحرب في اليمن لقولها : لن نسكت عما يحدث لشعب غزة دام يجري في عروقنا الدم العربي.. بينما يخيم الصمت والذل والخضوع بقادة الأنظمة العربية المطبعة في السر والعلن ، فلم ولن يتجرأ أي قائد عربي حتى لو كان يمتلك قليلا من الجرأة والشجاعة أن يفكر بضرب الكيان الصهيوني مثلما فعلتها اليمن وقائدها الثوري وقواتها المسلحة.

وماذا عن ثمن إسكات شعوبكم العطشى للجهاد ومحو اسم الكيان من خارطة العرب، وكم وكم صرخت لكم شعوبكم أن هناك شعب عربي يُباد وسط عالم مصاب بالعمى والصم والبكم كما أصابكم ؟

وماذا عن ثمن حماية الكيان بالصمت والكلام وفي السياسة والسفالة والتفاهة والحقارة وفي القمم وفي اللقاءات الثنائية والثلاثية والرباعية والخماسية والعشرية والعشرينية في السر والعلن وما يحدث فوق وتحت الطاولات وخلف الكواليس وما ترونه في الكوابيس وما خفي كان أعظم؟

وماذا عن بيع وقمع شعوبكم.. هل تنكرون قبضكم الثمن وإمضائكم اتفاقيات طويلة الأمد ، وماذا بعد يا خونة العروبة والإسلام والتاريخ؟

وماذا عن ثمن صفقة إتفاق زعماء ووزراء حرب الكيان وأمريكا ودول الغرب لانتزاع سلاح المقاومة الفلسطينية، ومحو حركاتها في غزة والقدس والضفة والخليل وكل مدن فلسطين .

وماذا عن فاتورة حصاركم 2.3 مليون نسمة 17 عاماً وكم زاد سعرها بعد عملية “طوفان الأقصى” الساحقة لأسطورة كيانكم الصديق والفاضحة زيف أصولكم والمعرية قبح مواقفكم مُنذ عام 48 من القرن الماضي إلى يوم سبعة عشرة 2023، وإلى اليوم الذي حصد عداد الموت ما يقارب 11 ألف شهيد في غزة ؟

وكم يقبض أحدكم مقابل قصف المستشفيات والمدارس المساجد ومراكز النزوح والطرقات والمحلات وخزانات المياه والحجر والشجر والشارد والوارد والصادر والداخل والخارج من وإلى قطاع غزة الجريح؟

وكم ثمن قطع الكهرباء والمياه وخدمات الاتصالات وشبكة الأنترنت وعطش وجوع وخوف وهلع مرض وصراخ وبكاء أطفال وشباب وبنات ونساء وكل أهل غزة، وما ثمن الأمان الذي أستبدله جيش الكيان المهزوم بالخوف والقتل والدمار في قطاع غزة؟

واستباحة جيش لقيطة الغرب الصهيوني بر وجو وبحر غزة بطائراته وآلياته ومدرعاته وصواريخه وقنابله وقذائفه المحرمة في الكتاب ومعاهدات الأمم، وانتهاك ما حرم الله ومن الأرض إلى اغتصاب النساء المسلمات..؟ ألا تخافون الله!

وماذا عن ثمن وصف المقاومة الفلسطينية بالإرهاب، المناضلة لتحرير أرضها المغتصبة واستعادة حرية شعبها المسلوبة وحماية أعراض أبنائها المنتهكة في ظل خذلانكم يا صناع الإرهاب؟

وماذا عن الثمن الباهض بحق ما يقارب من 11 ألف شهيد نصفهم أطفال وثلثهم نساء والبقية من المسنين ومثلهم تحت الأنقاض وأضعاف أضعاف أضعافهم جرحى في غزة يا خونة العرب؟ حسبكم الله ونعم الوكيل ..
“وما النصر إلا صبر ساعة” .