طوفان الأقصى يعري حقيقة العلاقة بين الصهاينة والوهابية
بقلم د. يوسف الحاضري*
لم تكتف الماسونية بصنع ساسة لحكم الدول العربية بل أيضا ادركت خطورة الجانب الديني لهذه الشعوب فقامت أيضا بصنع علماء وائمة وخطباء بطريقتها الشيطانية بحيث أهتمت بشكل كبير بأدنى النفوس البشرية وأكثرها ضلالا وفشلا مجتمعيا وأسهلها خضوعا وانقيادا لما يملى عليها بجانب الصوت الجميل والبلاغة في الحديث واذا امتلك ايضا وجها حسنا وروح تنكيتية فهذا له أولوية، ثم ينتشلونه من البيئة القذرة اخلاقيا ومن الوضع المادي المتدهور موفرين له كل المغريات التي لم يكن يتصور ان يصل اليها ثم يتم الزامه بحفظ القران (نعم إلزاما عليه حفظا وليس فهما) وبعض الكتب الدينية الفقهية خاصة المكتظة أكاذيب ثم يفرضون عليه الشكل الخاص بالعلماء (الذي رسموه هم ) من خلال لحية وشنب خفيف جدا وثوب قصير لتكتمل الصورة البصرية للمشاهد، ثم يسلطون عليه وسائل الاعلام المختلفة بطريقة او بأخرى حتى تقدسه الشعوب وتستبدله مكان القران الكريم وبهذا سيطرت الماسونية على الشعوب تاركة لسيف الحاكم يسلطه على القلة المارقة التي لا علاقة لها بالدين والتدين وبهذا رأينا امثال العريفي والقرني والسديس وآل الشيخ وغيرهم من حثالات البشرية يتزعمون التوجيه الديني للشعوب بالطريقة الصهيونية الماسونية الامريكية البريطانية وليس بالطريقة القرآنية المحمدية.
لعل من أكثر الفاضحات لهؤلاء العلماء هي الاحداث التي يعيشها العالم العربي والاسلامي لأن الوضع المستقر هو وضع معزز لوجود هؤلاء في قلوب المجتمعات كونها وضعية (مسابقات الصوت الجميل للتغني بآيات القران ، ووضعية سرد القصص الجنسية الكاذبة الممتلئة بها تراثهم المسمى السيرة مما يجذب نفوس المستمع والمتابع – وغيرها من وضعيات خاملة جامدة معززة للضلال الواقع عليهم) ، لذا كانت حكمة الله ورحمته تقتضي فضح ممارسات الماسونية في صنع هؤلاء العلماء لكي لا يجرون الشعوب معهم الى التنصل عن مسئولياتهم في الدنيا والى جهنم في الاخرة (ولذا أسمه الرحمن الرحيم) ومن هنا تأتي اهداف الرحمة من الاحداث الشديدة التي تعيشها الامة العربية والاسلامية عبر التاريخ في اطار الصراع بين الحق والباطل، لأن هذه الحالات الشديدة التي يكون فيها النفس والروح معرضة للقتل والازهاق عوضا عن انفاق المال وغيرها من امور كمعارضة الحاكم السياسي اذا كان متخاذلا عن التحرك ضد الباطل ، وهذا ما نراه اليوم في مرحلة طوفان الاقصى والذي صاحبه عدوان شديد على غزة لان الطوفان لوحده لم يكن ليغربل هؤلاء لانهم سوف يصفقون للنصر ان حدث سريعا غير ان الجرائم وتأخر النصر هو لفضح علماء الوهابية الماسونيين والذين بالفعل أفتضحوا جملة وتفصيلا بحيث ان الملائكة التي زعموا كذبا انها نزلت لتؤيد عملاء امريكا في سوريا لم يعد يرونها لمساندة اطفال ونساء غزة ، والعملية المباركة من الله التي زعم هؤلاء في توصيفهم لعدوان أمريكا والسعودية على اليمن لم تعد مباركة عندما تحرك مجاهدو فلسطين ضد الصهاينة المجرمين وغيرها من تناقضات تفضح حقيقتهم.
لم يكتف الله بفضحهم في أحاديثهم بل في استيعابهم للقران ووضعهم في منزلة المنافقين بحيث جاءت ردود افعالهم لمجريات احداث غزة تطابق جملة وتفصيلا لنفسية المنافقين المفضوحين في القران الكريم خاصة عندما تسابقوا لاتهام حماس بانها السبب في جرائم الصهاينة بحق ابناء غزة وذلك عندما تحركوا لدفع الجرائم التي طالما مورست عليهم وعلى اباءهم واجدادهم خلال ٧٥ سنة متهمين أشلاء الأطفال والنساء والرجال وبيوتهم ومساجدهم وكنائسهم المدمرة بانها السبب وليست صواريخ وقنابل أسيادهم ومصنعيهم الأمريكيين والصهاينة في توصيف فاضح لهم دينيا وانسانيا على حد سواء خاصة ونحن نرى العالم بمختلف توجهاتهم الفكرية والثقافية والجغرافية كيف دفعتهم فطرتهم الإنسانية السوية لاتهام الجلاد القاتل المجرم بالجريمة ومتضامنة مع المظلوم كوضع طبيعي اي ان هؤلاء العلماء نزعت منهم حتى انسانيتهم وفطرتهم السوية وتحولوا الى مركز للاضرار بالمجتمع كما يضر الكلب العقور وهذا ما وصفهم به الله في القران الكريم ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176)).
*كاتب وباحث في الشئون الدينية والسياسية