السياسية:

نقلت وسائل الاعلام الإسرائيلية عن وزارة الحرب في الكيان، أنه تم خلال الأيام الماضية في إطار معركة طوفان الأقصى، إجلاء 27 ألف مستوطن من 28 بلدة استيطانية على الحدود الفلسطينية المحتلّة مع لبنان.

كما ذكرت وسائل الإعلام بأنه تم اجلاء 23 الفا من مدينة كريات شمونة الاستيطانية وحدها، وانهم سيتم إجلاء 11 ألف مستوطن إضافي من 14 قرية على الحدود اللبنانية أيضا، وبالتالي سيصبح المجموع 61 ألف مستوطن حتى الآن، مع احتمال ارتفاع هذا العدد في الأيام المقبلة، خاصةً إذا ما تصاعدت حدّة المواجهة بين المقاومة الإسلامية في لبنان – حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي، بالتزامن مع التطورات الي تحصل في قطاع غزة (بحيث قد يتجاوز شعاع منطقة الإخلاء الـ 5 كيلومتر). مع الإشارة إلى أن صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية نقلت عن بعض سكان منطقة الشمال قولهم بأنهم هربوا “قبل أن تسقط الصواريخ هنا مثل المطر”، مؤكدين بأنهم لن يعودوا إلى المستوطنات “إلا في حال هزيمة حزب الله”. وهذا ما يعني بأن المستوطنين إن عادوا في حال انتهت المعركة، سيبقى كابوس حزب الله وهاجس تكرار سيناريو اقتحام المقاومة الفلسطينية خلال عملية طوفان الأقصى يراودهم ما بقوا في تلك المنطقة مستقبلاً.

هذا القرار قوبل بسخرية العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية، التي قال بعضها: “هناك مشاهد مستفزة على الجانب اللبناني، على الرغم من اشتعال الجبهة، يعمل اللبنانيون على قطاف مواسم الزيتون على مرأى مواقع قواتنا وعيون طائرات الاستطلاع، بينما شعبنا أفرغ بيوته وحقوله وأعماله باتجاه وسط إسرائيل يستعطف كسرة الخبز وقنينة المياه”. مضيفين بأن “الفارق أنهم يستندون على قوة صادقة تحميهم، بينما نحن مستندون على حكومة كاذبة ضللتنا على مدى سنوات بأنها غريندايزر القرن الواحد والعشرون”.

من جهة أخرى، ‏تم إجلاء المستوطنين الى مراكز إيواء ومدارس داخلية وفنادق رخيصة وبيوت للدعارة في وسط فلسطين المحتلة، ومنهم من تم إجلاؤه الى تجمع خيم في “قرية المكابياه”. وتقدّر تكلفة خطة الإجلاء هذه بحوالي 120 مليون شيكل خلال 14 يوم فقط (أي ما يعادل حوالي 30 مليون دولار أمريكي).

ضربة استراتيجية للمشروع الاستيطاني

يعدّ هذا القرار خاصةً في مدينة كريات شمونة الاستيطانية، يعدّ ضربة استراتيجية للمشروع الاستيطاني في منطقة الجليل الأعلى. فكريات شمونة تعتبر مقياساً للاستقرار الأمني على الحدود الشماليّة، وتشهد في السنوات العشر الماضية طفرة في تطورها الاقتصادي، خاصةً في قطاع الهايتك.

وقد أقيمت كريات شمونة على أنقاض قرية الخالصة، وتعد أكبر مدينة استيطانية في منطقة إصبع الجليل، لذلك تم اعتمادها كمركز إقليمي للمستوطنات المحيطة في الخدمات الصحية والصناعة وخدمات الأعمال والتجارة. كما يوجد في هذه المدينة منطقتين صناعتين تضمان العديد من الشركات والمصانع.

وللمفارقة فإن كلمة “كريات شمونة” تعني مستوطنة “الثمانية”، بحيث اختير لها هذا الاسم لتخليد ما يزعمون بأنه بطولة 8 مستوطنين اختاروا القتال “حتى الموت ولا الرحيل” في معركة تل حاي (الملاصقة لكريات شمونة خلال العام 1920). وتعدّ هذه المعركة هي واحدة من أهم الأساطير المؤسّسة للصهيونية المقاتلة، بحيث يعتبر تمثال “الأسد الزائر”- النصب التذكاري لجوزيف ترومبلدور قائد المستوطنين الذين قتلوا – من أمكنة التراث الرئيسية في كيان الاحتلال.

ضربة اقتصادية قاسية

تهجير المستوطنين من منطقة الشمال، مع عدم تحديد المدّة التي ستستمر فيها خطوة حكومة نتنياهو بذلك. وهذه أهم القطاعات الاقتصادية:

1) – المناطق الصناعية: مدينة “مجدل تفن” الصناعية التي تعدّ المكان الأساسي في الكيان لنمو المصانع والشركات الصغيرة والمتوسطة. توجد في “مجدل تفن” عشرات الشركات والمصانع، منتشرة على مساحة 25 ألف متر مربع.

2) – الشركات التكنولوجية “High Tech”: يوجد العديد من المستوطنات والكيبوتسات المتخصصة في هذا القطاع. ففي مدينة مجدل تفن هناك مقر لشركة ويسترن ديجيتال الأمريكية التي تعدّ من أكبر شركات العالم لتخزين البيانات الرقمية وتصنيع الأقراص الصلبة.

3) – المؤسسات السياحية: مطاعم وفنادق ومتاجر متخصصة ومتاحف ومحميات طبيعية.

4) – المزارع والبساتين والمصانع الزراعية (التوضيب والصناعة الغذائية).

5) – قطاع البناء الاستيطاني.

* المصدر: موقع الخنادق اللبناني

* المادة نقلت حرفيا من المصدر