السياسية ||  صادق سريع

 

لم تكن مجرد اختبار لإسلامية وعروبة وقومية قادة العرب وشعاراتهم المقدسية المزيفة التي يفاخرون بها أمام شعوبهم ورنين خطاباتهم في أن القدس عاصمة أبدية لفلسطين وأن هوية الأقصى عربية وإسلامية مثلما كانت ومثلما ستكون من قبل وبعد الطوفان وإلى قيام الساعة.

 

ولم تكن عملية “طوفان الأقصى” فقط اختبار للفقاعات الأسطورية التي حاول حاخامات وصهاينة كيان إسرائيل ترويجها لخداع العالم والأعراب الأشد نفاقاً على أنها أي الكيان شعب الله المختار وأن جيشها الذي لا يقهر ؛ بل فضحت من يظنوا أصولهم عربية، أمثال قاده العرب المتصهينين وأنصافهم المتيهودين وأرباعهم المذبذبين وأثمانهم اللا عرب ، وكأن عملية الطوفان أرادت أن تقول للعرب : “هذه حقيقة مواقف قادة العرب ننقلها لكم من واقع الحدث في غزة بالصوت والصورة”.

 

تباً لكم، سحقاً لكم ، خزياً لكم ،جهنم لكم يا قادة العرب .. فقد طوى طوفان 10 / 7 ، تاريخكم للأبد ، وأنتهى عهدكم فلم يعد لكم حق الكلام عن العرب والحديث عن قضايا العرب والسلطة على شعوب العرب ولا حتى الانتساب لأصل العرب ، ومن لا أصل له من العرب لا مكان له في أرض ولا حكم العرب ، ولترفع الأقلام وتجف الصحف ..!

 

ألم يسمع قادة العرب بكاء الأطفال وصراخ النساء وصرخات الجرحى وتنهيدات الأمهات الثكالى وحسرات الكبار وتهليلات جنائز الشهداء وأستغاثات وآنات الأطفال والنساء في غزة من تحت الأنقاض وفوق الأنقاض وخلف الأنقاض ومن داخل سجن غزة الكبير، المسيج بالفولاذ وتقنية العصر ..

ألم يقرؤوا آلاف عناوين الأخبار في المواقع وعشرات آلاف قصص الأحداث في غزة وغزو غزة وضرب غزة وحصار غزة على شبكات أجهزة الاستخبارات ومنصات التواصل الاجتماعي ..!

 

وألم يشاهدوا آثار الدموع التي رسمت خريطة فلسطين على خدود الصغار وصدور الكبار ومشاعر القهر بعيون شعوب العرب والعجم وملامح الحزن على وجوه فلسطينيي غزة والضفة وكل فلسطين والعرب الأحرار ..!

 

تباً، ألم ترق قلوبهم لمشاهد جثث الأطفال المحروقة والمبتور رؤوسها وأطرافها والكم الهائل والمأهول لصور الدمار والمحارق التلمودية لأحياء غزة وسكان غزة وأحجار وأشجار غزة التي تنتجها آلة القتل والذبح الصهيونية بعملية “الأرض المحروقة” التي تبث لحظة بلحظة على شاشات التلفزة العالمية والعربية ..!

 

أو لم يروا ملايين شعوبهم تملأ المساجد والساحات والشوارع تندد وتستنكر وتتوعد وتدعو للجهاد
ضد الكيان المحاصر لسكان غزة وكل فلسطين .. أخانتهم عيونهم أن ترى تصاعد أعمدة الدخان وكتل السحب السوداء المغطية سماء غزة بفعل القصف الهولوكوستي لطيران العدو الصهيوني..!

 

ألم تحرك مشاعرهم لهجة تهديدات خطابات عجوز أمريكا بايدن وتبجحه وتعهده بحماية كيان بني صهيوني من أصحاب الأرض، فأي وقاحة أقذر من وقاحة هذا العجوز البيضاوي، ناهيك عن حجيج زعماء الغرب ووزرائه إلى أراضي فلسطين المحتلة وتصريحاتهم النارية المتعصبة للصهيونية جهاراً نهارا.. فما هو عذر صمت قادة العرب..!؟

 

وما فائدة مواقفكم اليائسة وبيانات قممهم الميؤوسة، فقد سئمت الشعوب سماع مصطلحات الإدانة والشجب والاستنكار وعبارات التودد لكيان إسرائيل وقف إطلاق النار والتذلل للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية لشعب غزة المحاصر وكل فلسطين مُنذ 75 عاماً..؟

 

ماذا تتوقع شعوب العرب من قادة رضعوا من حليب الغرب وجاؤوا من وإلى أحضان الغرب ودرسوا مناهج الغرب في مدارس وجامعات الغرب وعاشوا حياة وإتكيت الغرب وغُسلت عقولهم بثقافات وأيدولوجيات ونظريات الغرب ، فليس غريباً أن يفنوا أعمارهم على تحقيق أهداف الغرب..؟

مُنذ صغرنا كنا نسمع ونشاهد أن فلسطين مُحتله ، وللأسف يا قادة العرب بعد أن كبرنا عرفنا أن كل دول العرب محتلة إلا فلسطين ، لكن لا بأس مادام الحال هكذا فانتظروا عواصف رياح الربيع وسيول الطوفان الآتية عما قريب فلا تستعجلوا ..

 

.. إلى حكام العرب المقعدون على كراسي الحكم كالمعاقين ولا معاقين إلا معاقو العقل أمثالكم يا من رُهن بقائكم في السلطة على مواقفكم من قضايا العرب والقدس والمسجد الأقصى وتحرير أرض فلسطين والتطبيع مع كيان إسرائيل وتجويع وتعذيب وقتال شعوبكم (…) ..

غريباً وضعكم أيها القادة العرب ، فإلى متى سيظل صمتكم هكذا كحال مشجع أبكم أصنج في مدرجات ملاعب كرة القدم ..؟

 

يتابع المواطن العربي بمختلف أعمارهم واتجاهاتهم الثقافية وانتماءاتهم الفكرية بمختلف جنسياتهم التي صنعت حدودها نكبات سايكس بيكو وسان ريمو، الحرب الدموية والتصفية العرقية التي تشنها كيان إسرائيل على شعب غزة ، بتأمل واستغراب متحسرا من حالات الخضوع والخنوع والإذلال التي تعيشها الأمة العربية أمام كيان بني صهيون ودول الغرب وساستها ،بفعل تواطؤ أغلب زعماء العرب حيال ما يجري في غزة على مرأى ومسمع العالم الذي يمثل سكانه مئات ملايين العرب .

 

وفي ظل خذلان وقيود معالي قادة العرب لطموحات شعوبهم المترامية الأطراف المتشوقون للحرية والتحرر من هيمنة الوصاية الغربصهيونية؛ تعلق هذه الشعوب التي لا تملك ما تقدمه لشعب وأبطال غزة سوى الدعاء، أمالها على دول وقادة وأحرار محور المقاومة حيث يجد الشعب العربي ما يشبع كبريائه ويسترد حقوقه المسلوبة ويحقق وصايا شهدائه الأبرار ..

وحسبنااا الله ونعم الوكيل..