مجزرة المعمداني.. نقطة تحوّل تقرب محور المقاومة من الانخراط في معركة “طوفان الأقصى”
السياسية – وكالات :
لا شك في أن المجزرة الوحشية التي ارتكبها العدو الصهيوني بقصف مستشفى المعمداني، يمكن اعتبارها نقطة تحوّل جديدة في سياق الصراع مع العدو الصهيوني، كما أنها نقطة تحوّل في موازاة تصاعد حدة التحذير من أن محور المقاومة يقترب من الانخراط كلياً في مجريات معركة طوفان الأقصى.
فقراءة المشهد بعد مجزرة المعمداني لا تقف عند حد معين، فحالة الاستنفار والجهوزيّة القصوى باتت تلفّ كافة أركان محور المقاومة من لبنان، مرورا بسورية والعراق وإيران وصولا الى اليمن.
ففي موازاة تصاعد حدة التحذير من أن محور المقاومة يقترب من الانخراط كلياً في مجريات المعركة تعرضت قواعد عسكرية للقوات الأمريكية في سوريا، اليوم الخميس، لهجمات جوية، تزامناً مع جرائم العدو الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأفادت المقاومة الإسلامية في العراق بانها شنت هجوم بطائرات مسيرة على حقل غاز كونيكو شمال سوريا والذي تتخذه القوات الامريكية كقاعدة لها.
وتزامن الهجوم على كونيكو مع هجوم مماثل طال القاعدة الامريكية الرئيسية في التنف على حدود الأردن وسوريا والعراق.
وأكّدت المقاومة الإسلامية تحقيق إصابات مباشرة بصفوف القوات الامريكية.
هذه التطورات تأتي بعد يوم على من إعلان المقاومة العراقية دخولها معركة طوفان الأقصى، حيث تبنت فصائل المقاومة الإسلامية العراقية أمس الأربعاء استهداف قاعدة عين الأسد بطائرات مسيرة وأخرى استهدفت قاعد حرير شمال العراق.. متوعدة بتنفيذ مزيد من العمليات ضد القوات الامريكية في البلاد، وداعية القوات الأمنية العراقية الى الابتعاد عن أماكن تواجد قوات الاحتلال الأمريكي.
ويتزامن ذلك مع تحذير وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، عن اتخاذ دول محور المقاومة اجراءات خلال الساعات المقبلة ردا على تصعيد العدو الصهيوني وارتكابها مجازر بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
وحول تحديد ساعة الصفر لرد المقاومة على جرائم العدو الصهيوني قال عبداللهيان: إن “قادة المقاومة متماسكون وينسقون معاً بشكل ممتاز وهم حددوا جميع السيناريوهات معاً ويدهم على الزناد.. والرد من المقاومة سيجعل الكيان والجميع يندمون وسيغير خارطة الأراضي المحتلة”.
وأضاف رداً على سؤال حول احتمال دخول إيران في الحرب مع العدو الصهيوني: إن “جميع الاحتمالات يمكن تصورها ولا يمكن لأي طرف أن يقف موقف المتفرج فقط على استمرار المجازر في غزة”.
ولفت إلى أن “اتساع رقعة الحرب في محور المقاومة سيؤدي لوحده إلى رسم معالم جديدة تغير الخارطة الجغرافية للكيان الصهيوني المحتل، وان قادة محور المقاومة لن يسمحوا بأن يفعل الكيان الصهيوني ما يحلو له في غزة ويتجه بعد الانتهاء من غزة، ليتفرغ لبقية محاور المقاومة في المنطقة.
وأكد وزير الخارجية الإيراني أن “جميع الخطوات الاستباقية واردة خلال الساعات القادمة”.
وتأتي هذه المواقف المحذرة لوزير الخارجية الإيراني، في حين قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية للصحفيين عقب لقاء وفد حماس والوفد الإيراني الذي زار الدوحة مؤخرًا: “في هذه المحادثات التي استمرت ثلاث ساعات، تحدثنا عن إنشاء أو تشكيل محور أكبر ضد الكيان الصهيوني، وتمت مناقشة مسألة كيفية مساعدة إيران والحكومات الأخرى بقدراتها على وقف هجمات العدو الصهيوني.
وقبل مجزرة المعمداني كان كلام قائد الثورة الاسلامية في إيران السيد علي الخامنئي واضحاً بأن أحداً لا يستطيع إيقاف محور المقاومة عن التحرك بما يتناسب مع العدوان إذا استمرّ القتل في غزة.
وقال السيد علي الخامنئي: إنه “لا أحد يمكنه منع المسلمين وقوى المقاومة من الرد إذا استمرت جرائم الكيان الصهيوني في غزة”.
وأضاف خامنئي: إن على جميع الأطراف ألا تطلب لاحقاً من أحد منع فريق ما من القيام بخطوات معينة رداً على الجرائم الصهيونية.
وبينما كان الوضع على جبهة جنوب لبنان بعد مجزرة المعمداني يسجل تصاعداً ملحوظاً يكشف قرار المقاومة بتوسيع نطاق التحرك تمهيداً لما هو أكبر.
وشددت مصادر مقربة من حزب الله اللبناني على أن استمرار المجازر الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني سيؤدي الى نهاية المطاف إلى الرد على كيان العدو من جبهات مختلفة خاصة أن ما حصل جرائم لا يمكن أن يبقى دون رد صاعق.. معتبرة أن من شأن ما يرتكبه الصهاينة من دون تحرك المجتمع الدولي وإيقاف هذا العدو عن همجية أن يدفع المحور إلى التدخل في الحرب وعدم الوقوف على الحياد.
فبالتزامن مع المؤتمر الصحافي الذي عقده الرئيس الأميركي جو بايدن في “تل أبيب”، استأنف حزب الله عملياته ضد مواقع عسكرية صهيونية متعددة وسط توقعات تفيد بأن هذه العمليات ستتزايد وتيرتها في المرحلة المقبلة.
وحسب ما يتردد لدى جهات المقاومة، فان جبهة الجنوب اللبناني ستكون مفتوحة أمام حماس والجهاد وكل الفصائل الفلسطينية واللبنانية لاجتياح مستعمرات شمال فلسطين كما حصل في غلاف غزة والمشاركة بالقتال وتنفيذ العمليات على كل المستعمرات القريبة من الحدود.
كما ستكون منطقة غوش دان محط الصواريخ لما تحويه من اماكن حيوية للعدو، وحسب ما يتردد ايضا، فان دخول الجيش الأميركي في المعركة وتواجده على الأرض سيعرضه للهجمات ويعطي الذريعة لكل قوى محور المقاومة للتدخل وفتح جبهة الجولان.
وعلى خط آخر، كانت تصريحات الناطق الرسمي لأنصار الله في اليمن محمد عبدالسلام، التي قال فيها: إنَّ مجزرة المستشفى الأهلي المعمداني في غزّة إبادة جماعية بغطاء أمريكي غربي، وهي فظاعة صهيونية توجب الكثير من العمل لتحطيم الغطرسة الصهيونية، تأكيدا على أن أيدي المقاومة مبسوطة، ولن تقف مكتوفة جراء جرائم العدو الصهيوني.
وشدَّد عبد السلام على أنَّه “لا مجال لترك أهل غزة عرضة للإبادة الجماعية، والدول الإسلامية جمعاء معنيةٌ بالتحرك الفاعل والرادع وفي المقدمة محور المقاومة، ومن ترتعد فرائصه أو يقدم مصالحه على دماء شعب غزة فلا خير فيه، مصلحة المسلمين في الانتصار لأهل غزة، وما دون ذلك فهو الذل والهوان”.
وبالتالي، فإن مقاربة مسألة دخول محور المقاومة مباشرة في معركة طوفان الأقصى تؤكد أننا بصدد مشهد جديد لردع العدوان الصهيوني، فدون تدمير غزة كأرض محروقة صواريخ ومسيرات جبهات ساحات محور المقاومة التي من المؤكد أنها ستغير المعادلات وترسم مسارا جديدا للمنطقة ينهي عصر الجرائم الصهيونية ويضع المداميك الاولى لتحرير فلسطين.