متى تشرق شمس أكتوبر الجديد على عدن والجنوب المحتل..!
السياسية || نصر القريطي:
الرابع عشر من أكتوبر ليست مجرد ثورة طردت المستعمر بل هي شعلةٌ تنير سماء مدن الجنوب القابعة اليوم تحت ايدي المستعمرين الجدد..
أشرقت علينا اليوم شمس الرابع عشر من أكتوبر لتحيي فينا الرغبة المتسارعة لتطهير ارضنا من دنس المستعمرين الجدد الذين يتسترون زوراً خلف شماعات أدعياء الشرعية لشرعنة غزوهم..
في مثل هذا التاريخ قبل ستين عاماً كانت عدن على موعدٍ مع التاريخ لأنها تطهّرت من احتلالٍ جثم على صدرها لما يقارب قرناً ونصف من الزمان..
يومها ظنّت “مملكة اليزابيث” ان عدن صارت قطعةً من التاج البريطاني وانه لا يمكن لها ان تنتزع منه..
حتى ان الانجليز استحدثوا فيها الكثير من المعالم التي تشير الى توأمة المدينة مع العاصمة البريطانية ومنها على سبيل المثال ساعة “بيج بين عدن” النسخة الوحيدة في العالم لساعة “بيج بين لندن” الشهيرة..
اليوم واليمن على اعتاب مرحلةٍ حرجةٍ من تاريخه تترقب عدن وبقية مدن الجنوب المحتل رجالاً سيطهرونها من المستعمرين الجدد تحت راية يمن واحدٍ من أقصاه الى أقصاه..
كل قواميس الكون ونواميسه تؤكد ان المستعمرين الجدد لن يطول بهم المقام على ظهر هذه الأرض الطاهرة لأنها كانت ولا زالت وستظل أرض مقبرة الغزاة..
تدعي الرياض وابوظبي انهما جبهتان متقدمتان للعرب والمسلمين في حربها الاجرامية على اليمن لكن كل الحقائق على الأرض اكدت انسلاخ امراء الحرب السعوديين والاماراتيين من قيم العروبة والإنسانية والإسلام وكل آدابها واخلاقياتها بل وحتى قشورها..
لقد لفظت الأرض اليمنية دولة الاستعمار التي قيل ان عين الشمس لا تغيب عنها فكيف سترتضي ان يبقى على ظهرها هؤلاء الأعراب الذين ينفذون مشاريع واشنطن وتل ابيب ولا يملكون حتى مشروعاً وطنياً لبلدانهم..
تعيش عدن وبقية مدن الجنوب المحتل حالة من اللا استقرار الأمني والمعيشي والاقتصادي بسبب السياسات التخريبية الممنهجة لقوى العدوان الهادفة لتفتيت اليمن واضعافه وقتل روح الوحدة فيه على عكس ما تدعيه من حرص على امنه واستقراره..
اضف الى ذلك كثرة رؤوس أفاعي فصائل المرتزقة وتناقضاتها وتعدد ولاءاتها وهي ايضاً سياسة استعمارية هدّامة تجعل تلك الجماعات والميليشيات في حالة صراعٍ بيني دائم فيما بينها على الرغم من ادعائها انهم كتلةٌ واحدة..
يتصارع هؤلاء على كعكة المحتل وخيرات البلاد ليحيلوا حياة الناس هناك لجحيمٍ يستوجب معه سرعة الخلاص من هذا الاستعمار الذي يرتدي قناع المخلّص..
الحديث عن الحالة الاقتصادية في المدن المحتلة لا يعني على الإطلاق أن صنعاء والمدن المحررة لا تعاني من آثار الحرب والحصار وانعدام الموارد لأن تسع سنين من العدوان والحصار وانقطاع رواتب موظفي الدولة كانت كفيلة بتضييق الخناق على هذه الأمة العظيمة..
لكننا هنا نتحدث عن انهيار اقتصادي شامل وانفلات أمني مخيف تعيشه المدن المحتلة على الرغم من ان موانئها ومطاراتها والكثير من ثروات البلاد الغازية والنفطية تحت أيدي حكومة المرتزقة..
نفذت حكومة المرتزقة كل ما أملاه عليها الاستعمار الأمر الذي فاقم حالة الانهيار الاقتصادي الذي تريد قوى العدوان ان توصل البلاد اليه في مسعى منها لتحقيق اهدافٍ عجزت عن تحقيقها عبر العدوان العسكري..
اليوم وبعد مرور ستة عقود على ذكرى الانتفاض في وجه المستعمر البريطاني يشعر اليمنيون في المدن المحتلة بأن واجب الثورة في وجه المستعمرين الجدد صار فرضاً جمعياً لازماً لا يجب ان يتوانى عنه احد..
يجب ان يتحرر كل شبرٍ من هذا الوطن من دنس المستعمرين الجدد الذين ينفذون مخططات الأمريكان والصهاينة بولاء مقيت..
لقد حوّلت السعودية والامارات ومرتزقتهما الكثير من الجزر اليمنية لقواعد استخبارية أو عسكرية يتواجد فيها الإسرائيليون او يكون لهم يدٌ فيها..
هذه اليد الخبيثة يجب ان تقطع فالأيادي المباركة التي قطعت يد الاستعمار الإنجليزي لن تسمح لليهود بان يتسللوا تحت أضواء الهدنة ومزاعم السلام وبمباركة قوى العدوان..
في الرابع عشر من أكتوبر 2023 يدرك اليمنيون حتمية طرد كل المستعمرين وتطهير الأرض اليمنية المقدسة التي رويت بدماء الشهداء والأبرياء الذين قتلتهم طائرات العدوان دون تمييز او مراعاة لأبسط حقوقهم الآدمية والإنسانية..
في ذكرى الرابع عشر من أكتوبر المجيد نقول للمستعمرين الجدد ان اليوم الذي اخرجنا فيه آخر جندي بريطاني من بلادنا صار عيداً للجلاء وهذا اليوم قادمٌ لا محالة وستكونون انتم المجليّون عمّا قريب..