السياسية-وكالات:

مع بدء معركة “طوفان الأقصى”  لجأ خونة وجبناء العرب المطبعين مع العدو الصهيوني إلى لغة سياسية وإعلامية خبيثة تبنت جوهرياً الروايات والأكاذيب الصهيونية وبثّت السموم تجاه المقاومة والقضية الفلسطينية العادلة.

فمنذ انطلاق القذيفة الأولى من أراضي غزة، سارعت هذه الأنظمة إلى الإنحياز الى كيان العدو الصهيوني بإعلانها موقفاً أدان معركة “طوفان الأقصى” التي تنفذها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

ففي مقابل ما يرتكبه الصهاينة بحق شعب فلسطين من قتل وقهر وتنكيل وحصار وتجويع، وصلت دناءة المطبعين العرب إلى لوم المقاومة الفلسطينية على ما يحدث ناهيك عن تحول بعضهم إلى خادم في بلاط الصهيونية وراعٍ لمخططاتهم دون حياء أو خجل.

حيث وصفت وزارة الخارجية الإماراتية عملية “طوفان الأقصى”، التي تأتي رداً على استباحة الصهيونيين المسجد الاقصى واستفزازاتهم المتكررة، بـ”التصعيد الخطير”.

وأعربت الوزارة عن “استيائها الشديد إزاء التقارير التي تفيد باختطاف مدنيين صهاينة من منازلهم كرهائن، وأكدت على ضرورة أن ينعم المدنيون من كلا الجانبين بالحماية الكاملة بموجب القانون الإنساني الدولي، وضرورة ألا يكونوا هدفا للصراع”.

غير أن واحدة من أهم دلالات تأييد أنظمة التطبيع للعدو الصهيوني البيان المتخاذل الذي أصدرته السعودية .

فعلى إثر التطورات في فلسطين المحتلة، اكتفت الحكومة السعودية بإصدار بيان يتيم يدعو إلى الوقف الفوري للتصعيد “بين عددٍ من الفصائل الفلسطينية وقوات العدو الصهيوني”.

وضمن هذه الرؤية تحديداً، كانت ردَّة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان برهان آخر لعمالة نظام آل سعود مع العدو الصهيوني حيث انتابه حالة إحباط شديدة من عمليات المقاومة الفلسطينية ضد العدو الصهيوني وما حققته من ضربات غير مسبوقة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني.

وكشف مصدر مقرب من الديوان الملكي لموقع “سعودي ليكس”، أن محمد بن سلمان سيطر عليه الغضب الشديد من التطورات في فلسطين المحتلة واعتبرها ضربة لمساعيه إلى إعلان التطبيع العلني مع كيان العدو.

وذكر المصدر أن ولي العهد وجه الأذرع الإعلامية والذباب الالكتروني بالعمل على تشويه صورة المقاومة الفلسطينية واتهامها بالمتاجرة بالقضية الفلسطينية.

كما أمر بن سلمان بحسب المصدر، بالتقليل من الضربات التي تلقتها “إسرائيل” وقدرتها على الحفاظ على الردع وذلك لمحاولة الحد من سقوط صورتها لدى الشعب السعودي.

وجوه خيانية جديدة للدول المطبعة أكدها النظام البحريني حيث انتقد عملية “طوفان الأقصى” التي تشنها المقاومة الفلسطينية ، في ظل استمرار العدوان الصهيونى ضد المدنيين في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.

وقالت وزارة الخارجية البحرينية في بيان: إنه “من الضروري الوقف الفوري للقتال الدائر بين حركة حماس والقوات الإسرائيلية”.. مشددة على “دعم الجهود الرامية إلى وقف القتال والتصعيد، والتوصل إلى حل سياسي عبر الحوار والمفاوضات وتسوية سلمية نهائية للصراع وفقا لحل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية”.

وأعربت الوزارة عن “استنكار المملكة لما ورد في بعض التقارير عن اختطاف المدنيين من منازلهم كرهائن (في إشارة لعملية “طوفان الأقصى”)، وأسفها البالغ للخسائر الكبيرة في الأرواح والممتلكات وتعازيها لأسر الضحايا، وتمنياتها للمصابين بالشفاء العاجل”..مطالبة بـ”وقف التصعيد وتجنب العنف الذي يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي وينذر بعواقب وخيمة على المنطقة”.

وقد علّق القياديّ في حركة حماس اسماعيل هنية على بيان وزارة الخارجيّة البحرينيّة قائلا “لم ننتظر من وزير خارجيّة البحرين ووزير خارجيّة دولة خليجيّة أخرى بعينها أقلّ من ذلك، بل لم ولن نستغرب إذا قامت هاتين الدّولتين بدعم قوات الاحتلال أيضًا بالعتاد والسّلاح” .

وأضاف: “بعتم عروبتكم وإسلامكم وأنفسكم وكرامتكم،ولم يبقَ فيكم ما يحفظ ماء وجهكم يا حثالة العرب”.

بدوره النظام في المغرب رافق مواقف المطبّعين المذلّة من معركة “طوفان الأقصى” فمن  خلال البيان الذي عممته الخارجيةالمغربية، يتضح أن هذا النظام ماض في انزلاقه غير المحسوب نحو التماهي مع الجرائم الصهيونية، وهو اليوم غير قادر حتى على بلورة موقف حاسم يدين العدوان الصهيوني على الفلسطينيين الأبرياء، بل يضع وبوقاحة شديدة الجلاد والضحية في مستوى واحد.

وجاء في بيان الخارجية المغربية “تعرب المملكة المغربية عن قلقها العميق جراء تدهور الأوضاع واندلاع الأعمال العسكرية في قطاع غزة وتدين استهداف المدنيين من أي جهة كانت”.

كما يدعو البيان إلى “الوقف الفوري لجميع أعمال العنف والعودة إلى التهدئة وتفادي كل أشكال التصعيد التي من شأنها تقويض فرص السلام بالمنطقة”.

وأكد محللون سياسيون أن المواقف المعلنة من قبل الأنظمة العربية المطبعة مع الكيان الصهيوني من معركة “طوفان الاقصى” تعد مؤشرا واضحا على عمالة هذه الأنظمة والتخادم مع العدو الصهيوني.. مؤكدين أنها شريكة في جرائمة ضد غزة والفلسطينيين.

ويرى المحللون  أن هذه المعركة شكلت صدمة اصابت أنظمة التطبيع التي راهنت على هذا الكيان وفضحت هشاشته خلال ساعات قليلة، بينما كانت تعتقد واهمة أنها حظيت بتحالف مع كيان حديدي قوي، يملك ترسانة ضخمة من السلاح والعتاد، والقدرات الأمنية والاستخبارية والعسكرية الضخمة، فإذا بها أمام كيان أوهن من بيت العنكبوت، عاجز عن حماية جيشه ومستوطنيه.

كما شكلت هذه المعركة بحسب المحللون محطة مفصلية في تاريخ الصراع العربي الصهيوني، لأن الصدمة والدهشة والإرباك بدت واضحة لدى الدول العربية المطبعة التي سارعت إلى إصدار بيانات تدعو إلى وقف القتال وحماية المستوطنين الصهاينة وصون حقوقهم المدنية، وكأن ما يرتكبه الصهاينة بحق الشعب الفلسطيني، أمر لا يستدعي المطالبة بصون الحقوق الإنسانية والمدنية والتاريخية لهذا الشعب.