لماذا نعلن التطبيع مع الكيان المحمدي؟
السياسية || محمد الغفاري
خلق الله الإنسان واصطفاه عن العالمين وخلقه لنفسه ومن أجل ذلك وجد للإنسان ثوابت لكي ينشئ وفق إرادة الله في أرضه، فكان لا بد من فرض عدة قوانين إلهية لتنظيم الكون ليرى الله من سيكون بجانب الحق ومن سيكون بجانب الباطل، من يخلد في النار ومن يخلد في الجنة، فالإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله للبشرية وربط به هدايتهم، وحكم على من ابتغى غيره بالخسران، قال تعالى: إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ {آل عمران:19}، وقال تعالى: وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ {آل عمران:85}،
ومما لا شك فيه أن الإسلام هو الامتثال لأمر الله تعالى وعبادته وحده وهو دين الأنبياء جميعاً، فقد اتفقت دعوتهم جميعاً إلى عبادة الله وحده، وعدم الشرك به وإن وجد اختلاف بعض الشرائع، إلا أن جميع الأنبياء والرسل منهجهم واحد ورسالتهم واحده ودعوتهم واحدة هي الايمان بالله وحده لا شريك له.
مهد الأصنام التي يقدسها العرب
كانت قريش قبل الإسلام بها ثلاثمائة وستون وثن بعدد القبائل العربية وكانت مزاراً لجميع القبائل في الأشهر الحرم حتى إشراقة شمس الإسلام وجعل الكعبة قبلة للمسلمين وتحطيم جميع الأصنام والأوثان عندما بعث الله نبينا منذرا وبشيرا.
ولادة نبينا
وُلد النبي صلى الله عليه وآله وسلم في يوم الإثنين الثاني عشر من شهر ربيعٍ الأول بمكّة المكرمة في شِعِب أبي طالب.
نسب النبي
هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان من ذرية إسماعيل بن إبراهيم عليهم السلام.
إلى ما يدعو دين محمد!؟
ما دعا إليه الاسلام حينها كان بمثابة انصاف للإنسان ونصرة للمستضعفين وإخراج الأمة من الظلمات إلى النور وفي حوار جعفر عليه السلام مع النجاشي يلخص ما كانت عليه العرب، حينما قال كنا قوم أهل جاهلية نعبد الأصنام اللاتي نصنع بأيدينا من الحجارة والخشب ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الارحام ونسي الجوار ويأكل منا القوي الضعيف.
فكنا على ذلك حتى بعث الله الينا رسول منا نعرف حسبه وصدقه وأمانته وعفته، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وأباءنا من الحجارة والأخشاب؛ ويأمرنا الدين أن نعبد الله وأن لا نشرك به شيء وبالصلاة وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلت الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم، ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم وقصف المحصنات وديننا يساوي بين الرجال والنساء لهن مالنا وعليهن ما علينا.
فكلما ذُكر في خطبة جعفر عليه السلام بمثابة دستور للامة يحفظ حقها وكرامتها ما أن تمسكت به وعملت به في كامل حياتها فعندما بعث الله نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وإشراقة شمس الإسلام الذي هو مؤسس حقوق الإنسان وحقوق الطفل وحقوق المرأة.
وكل ما تدعيه الدول والمؤسسات الحقوقية اليوم أنها هي مؤسسة كل ما يكفل ضمان للحياة الكريمة هو مأخوذ من دستور نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي قال تعالى فيه ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ [ سورة آل عمران: 164].
هل انتهى الدين بموت النبي؟
لن يكون هناك انتهاء للدين الذي أراده الله في أرضه فهو المتكفل بحمايته وحماية القران الكريم الذي هو دستور الاسلام وشريعته ولن يضر الاسلام أي شخص ينقلب على عقبه قال تعالى: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) سورة آل عمران/ 144.
اليوم وما يحدث من تثبيط وارجاف من بعض الأشخاص والذي يصبح وجهه كظيم عندما يرى من يحتفلون بميلاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتأخذه العزة والأنفة لماذا هذا الاحتفال؟ ولماذا هذه الأموال؟ ولماذا إقامة هذه البدعة؟ وكل بدعة إلى ظلالة.. أظل الله وجهك وسخط الله وجهك إلى جهنم ألم يحق لك أن تحتفل بميلاد خير البشر الذي هداك إلى طريق الحق أم تحن إلى أعمال الجاهلية التي تحييها اغلب دول العالم الان، ولكن بالطريقة الحديثة وبمسميات أخرى والتي ترعاها الصهيونية من الدرجة الأولى مثل إقامة الحفلات والمهرجانات والمراقص.
اما المرحلة العلنية هي التطبيع مع الصهاينة فهو يضعك أمام خياران لا ثالث لهما إما التطبيع العلني مع الكيان الصهيوني تحت مسمى العولمة والانفتاح والتقدم والتطور وتحت عباءة ما تسمى حرية الرأي والاختلاط، وإن صح التعبير قريش الأمس هي الصهيونية اليوم ….. وليس أمامك إلا أن تعلن التطبيع مع الكيان المحمدي بقلبك ولسانك وتجدد ولائك للرسول الاعظم واتباعه وأن تقف أمام كل غزوا فكري وأخلاقي وديني كما كان هو بإيمانه بالله وارتباطه به وثقته أن لا غالب الا الله قال تعالى ﴿ إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ [ آل عمران: 160].