السياسية || رهف جناني

يحتفل أهل التحيتا بذكرى المولد النبوي الشريف بطريقتهم الخاصة الشعبية البسيطة، حيث تعلو التراحيب أهلا ربيع الحبيب… أهلا شهر المسك والطيب.. لتعم أرجاء المدينة فرحة عارمة ممزوجة بالتقديس والتعظيم بمولده العظيم وتتجلى تلك الفرحة في مراسمهم وطقوسهم التي لا يكاد يخلو بيت منها والتي لا تزال تتفرد بها التحيتا عن غيرها من مديريات الحديدة.

في صباح الـ 11 من ربيع الأول يبدأ أهالي التحيتا بتزين جدران بيوتهم بالريحان وتكتض أسواقهم وتمتلئ وتكثر فيها الذبائح، وفي عصر اليوم نفسه يلبس الصغار والكبار الملابس الجديدة، ويجتمعون في سوق المدينة وحديقتها كأنه عيد وينتشر بائعو الحلوى والألعاب النارية التي يتم إطلاقها، وبحلول الليل تجتمع كل أسرة في التحيتا بمنزلها على مائدة عشاء تضم اللحم واللحوح والأرز والحلبة والبقل، في تقليد سنوي يمارسه جميع أهالي المدينة.

ومن ثم تقام تجمعات وندوات مسائية ليلية في جميع المبارز الرجالية والنسائية على روائح البخور التي تشمل كافة المجالس، ويقرؤون ويتدارسون فيها البدرية الخاصة بالمولد النبوي ويردون “سلام عليك أزكى الانبياءِ، سلام عليك طه يا حبيبي، سلام عليك طه يا شفيعي، سلام عليك يا مسكي وطيبي”، وتكثر فيها الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله، وما أن ينتهوا من قراءة المولد يتم توزيع أنواع من الحلوة على جميع الحاضرين وهذا تتفرد به المبارز الرجالية، حيث تمتد فترة هذه التجمعات إلى الساعة 12 و 1 صباحًا..

وينتظر الكثير من أبناء التحيتا قدوم هذه المناسبة العظيمة لإقامة أعراسهم حيث تفرش الولائم الجماعية في الليل، ويتم السمر في المخيمات التي تعج الموشحات الدينية الخاصة بالمولد النبوي الشريف على صاحبه وآله الصلاة وأزكى التسليم وعلى إثرها يقوم الشباب بالرقصات الشعبية.