رسالة مقصودة إلى قوم “ريمونت كنترول” في بلاد الغربة..!
بقلم: صادق سريع
مرت قرابة تسع سنوات وأنتم تتحدثون عن الوطن وتكتبون باسم الوطن وتبكون لأجل الوطن وسينتهي عقد من الزمن وتمر بعده عقود وأنتم تدمرون الوطن بولائكم لأعداء الوطن من المعتدون والغزاة والطامعين والمستعمرون ؛ فعن أي وطن تتكلمون !؟ هل وطن الغربة أو يمن العروبة وكليهما ليسا لكما وطناً؟
أأمن المعقول أن يمتلك وطناً من على جباههم نُقشت عباره “نحن بائعو الوطن”؟
أتتذكرون هذه الكلمات ، “لن ترى الدنيا على أرضي وصيا”؛ المقتبسة من روح الأنشودة الوطنية والسلام الوطني يوم كنتم ترددونها وتغردون سمفونيتها المستوحاة من قلب شاعراً وطنيا بحجم الوطن، في الطابور المدرسي والإذاعة المدرسية أمام سارية العلم المرفرف ألوانه في سماء الوطن…!
أو أن ولائكم لأعداء اليمن أنساكم قدسية قصيده الوطن ومفاهيم حب الوطن ومعانيه الدينية والوطنية المرتبطة بالولاء لله ثم للوطن والوحدة اليمنية التي تعلمتموها في فصول مدارس اليمن.
فـ ليحيا الوطن ولـ “تحيا الجمهورية اليمنية” حرة موحدة والنصر لليمن وليسقط الغزاة والخونة و”رددي أيتها الدنيا نشيدي.. ردديه وأعيدي وأعيدي وأذكري في فرحتي كل شهيد.. وأمنحيه حللاً من ضوء عيدي (….) وسيبقى نبض قلبي يمنياً.. لن ترى الدنيا على أرضي وصيا “ً.
وهكذا سيظل يتردد سلام يمننا الوطني والجمهوري في المناسبات الرسمية والشعبية والاحتفالات الوطنية وفي فضاء اليمن الواحد الموحد إلى قيام الساعة؟
يا لجمال روحية كلمات الأنشودة الوطنية المكتوبة على شكل قالباً شعرياً، حين تلامس حروفها روح وتراب كل الوطن ويدغدغ لحنها مشاعر كل وطنيو اليمن ، حين يتردد صداها عالياً في الأفق ويقف سامعيها رهبه للوطن ويحل الصمت وتعم السكينة أعداد الحضور احتراما وتقديساً لأسم اليمن وسلام الوطن، كإن شيئاً ما حوّلهم إلى ما يشبه تماثيل، لكنها بشرية، فهي لا تتحرك لحين انتهاء أنشودة الوطن العذبة.. كم أنت غالي في قلوبنا يا وطني؟
بالله عليك كيف يبدو شعورك وأنت تقرأ وتسمع وتشاهد أخبار أسراب طائرات العدو تمطر قنابلها وصواريخها من على سماء وتراب الوطن .. تقتل وتفتك أبنائه ونسائه وشيوخه، بينما أنت تطل على أحدى نوافذ فنادق الغربة مبتسماً، ترتشف كأساً من نبيذ البن اليمني ذو النكهة الخرافية ، تدير لاقط التحكم “ريمونت كنترول”؛ يتنقل بك بين فضاء القنوات إلكترونياً، كما يتحكم فيك العدو، باحثاً عن آخر أخبار الضربات، غير آبهاً لبكاء الصغار وآنين الكبار وعلى دفتر يومياتك تدوّن أسماء الشهداء واحصاءات الموتى وأعداد الجرحى وحجم الخسائر المهولة وأماكن أقامه مناسبات العزاء المقامة في كل بيت وقرية وحارة وحي ومدينة وفي كل مديريات ومحافظات الوطن ولا تزال الخيانة في دمائك تبحث عن إحداثيات ومواقع وأهداف أخرى في عمق الوطن !؟
ألم تسأل نفسك يوماً ما ولو للحظة أنك وراء تلك الأرواح التي زهقت والدماء التي سفكت والأطفال اليتامى والنساء المتأرملة والمنازل المهدمة والطرقات المقطوعة والمنشآت والمصالح المدمرة والمزارع المتوقفة والأرزاق المحبوسة والبطون التي جاعت والمرتبات المنقطعة منذ 8 سنوات والأمان والسكينة التي تبدلت بالخوف؛ ناهيك عن انكسارات القلوب الحزينة وما أكثرها، ممن فقدت ضنيناً وعزيزاً لها..؟
وماذا عن الأسر الهاربة من الموت تاركة خلفها منازلها ومصالحها ومساقط رؤوسها بحثاً عن الأمان في مأويء النزوح ؟
وماذا عن الأطفال التي بترت أعضائهم حمم نيران طيران العدوان وصاروا في عداد معاقي الحروب؟
وماذا عن آنين الجرحى الذين انقطعت أدويتهم المهدئة ؟ وأعداد وفيات الحالات المزمنة والمستعصية المنعدم علاجها بسبب الحصار المفروض على البلاد براً وجواً وبحراً، بسببك وأمثالك من مرتزقه العدوان..؟
عجباً لكم أيها القوم : ألا وألم تفتقدون لرائحة الوطن، عجباً لكم كيف تعيشون وتتعايشون في بلد الغربة والهربة وقد اختلفت هناك مسمياتكم وأسمائكم وتبدلت صفاتكم، وأطلقت عليكم نعوتاً مختلفة وما أكثرها داخل اليمن وخارجه، اشتقت فروعها من أصول مصطلحات العمالة والخيانة ويا كثر أصحابها، بدأً من عميل وخائني وبائعي ومنافقي وناهبي وتجار ومدمري الوطن وأدوات ومرتزقة العدوان والمُستأجرين والمتسولين في أروقه الفنادق والمغرر بهم والأخونجة والمكرشين واللاجئين من اليمن والمتخبطين في ظلمات الحياة الماكرة والمتسكعين في شوارع ودهاليز وأزقه وبارات الرياض وجده وأبوظبي ودبي وأنقره وإسطنبول ومن تحط رحالهم بين مدن القاهرة وعمان الأردن بتل أبيب.
والآن ماذا عن نظرة منظري الاستعمار ومدبري الفتن ومنتجي الفتن وعطشى الحروب ومصدري العمالة والعملاء لكم ؛ هل نظرة الخائن وطنه والقاتل شعبه أو كنظرة عزيز مصر ليوسف الصديق كما تظنون و”أن بعض الظن أثم” !؟
فلتعلموا يا قوم الغربة أن الغربة كربه فلا تستوي الغربات ولا الكربات، وأي غربه غربتكم، فغربة بائعي الأوطان ليست كداعميه وعليكم الاختيار بين هذا وذاك ونحن على يقين أن لا آمان ولا ملاذ للجميع غير الوطن، فراجعوا أنفسكم فلا تزال أبواب العفو والتوبة مفتوحة إلى قيام الساعة وخير الخطاؤون التوابون.
نحن هنا لا نستجدي عودتكم إلى حضن الوطن، رهبه منكم كما تظنون ، فما أنتم بنا فاعلون سوى ما فعلتم بأنفسكم يوم خسرتم وطنكم وأسقطت وطنتيكم ، فما لنا هدفناً إلا نُصحكم وتذكيركم نسيانكم وإيقاظ غفلتكم وجلّ من لا يسهوا ، لتعدوا إلى وطنكم ولتثبتوا يمانيه أصلكم ولا غير هذا مقصدنا.
هناك بعض الأصوات الملتمسة لنفسها عذر اللاعوده للوطن ودون استحياء وبحجج واهية، كالأقصاء السياسي والطائفية وأخرى مختلفة، أعتبرها في رأيي كما يصفها أي وطني لا يفرط في وطنه، بأعذار أقبح من ذنوب أصحابها والواقع خير شاهد .
هذا الرجل الوطني الذي تبررون استمراريتكم في خيانة الوطن، وقف شامخاً في صف الوطن وأثبت حبه ووطنيته ودافع عن وطنك وأشير هنا للسيد عبدالملك الحوثي، فلولاه بعد الله وكل من وقف خلفه من رجالات اليمن الوطنية المخلصة، لكان شمال الوطن يُقطع ويُباع مثل جنوبه في سوق النخاسة الاستعماري بأغلى وأبخس الأثمان على يد سماسرة الأوطان.
ندعو كل أطراف الحرب والنزاع والداعين للسلام ووسطاء الهدنة واللاسلم والمتفاوضون من فوق وتحت الطاولات، ألا يكفيكم عبثاً بالوطن وبأرواح ودماء أبناء اليمن، فلتحتكموا إلى كتاب من توحدوه ومن سمى نفسه السلام ، وعلى نهج سنه نبيه صلى الله عليه وأله وسلم سيروا وسيتحقق السلام ويعم الآمان والأيام دول والحياة فرص، فيا ترى من سيثبت وطنيته ويكتب التأريخ أسمه في صفحاته البيضاء بحروف من ذهب وأجره لن يضيع عند الله.
وفي الختام نتشرف بدعوتكم بالحضور لنحيي معاً ثلاث مناسبات غاليه على اليمن في هذا الشهر السبتمبري المجيد وهي المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله الصلاة والتسليم في عيد مولده الـ 1445 ، وثورتي الـ 21 من سبتمبر في عيدها التاسع و26 سبتمبر في عيدها الـ 61 ، والدعوة عامه للجميع ..