المولد النبوي في زمن العولمة والسوشيال ميديا
محمد الجوهري
تُحيي أمة محمد كل عام ذكرى مولده الشريفة من منطلقات مختلفة أبرزها ولا شك التوجه العاطفي والحنين تجاه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وتعبيراٰ عن مدى حب الجماهير الإسلامية عن قائدها الأول ومخرجها من الظلمات إلى النور.
وفي زمن العولمة والتواصل الاجتماعي بات لإحياء المناسبة وقع خاص يتناسب وبامتياز مع الأزمات المعاصرة التي فرضتها ثقافة القرية العالمية الموحدة.
فمع تراخي الحواجز بين الشعوب وتقارب المسافات تبرز حاجة المسلمين إلى رمز يوحد هويتهم ويحافظ على ثقافتهم الدينية النبيلة في مواجهة الانحلال الأخلاقي الذي يقدمه الغرب عبر الوسائل عينها.
فالرسول صلى الله عليه وآله هو النموذج المتكامل لشخصية القائد والقدوة التي يبحث عنها الشباب في هذا العصر، وإحياء ذكرى مولده الشريف يمثل فرصة لتوجيه أنظار الشباب إلى حيث ينبغي أن تكون، وحول ملهمهم الأجدر والأول.
كما تحول الذكرى النبوية المباركة دون تعلق شباب الأمة بالرموز الوهمية والنماذج السطحية الخاوية التي يقدمها لهم أعداء الإسلام في الأفلام والمسلسلات الخليعة.
ولا شك أن الأمة بحاجة نبيها اليوم أكثر من أي وقت مضى، فالرسول وذكرى مولده المبارك يشكل مناسبة تعالج الكثير من أزمات العصر كما رأيناها في الماضي القريب تكسر حاجز “الشعوبية” بين البلدان الإسلامية حيث توحد الجميع في مناسبة واحدة تحت قائد واحد هو خير من وطأ الثرى.