محمد باقر ياسين*

بعدما أقدم نظام آل خليفة يوم الثلاثاء الماضي ممثلاً بوزير الخارجية “عبد اللطيف الزياني” على افتتاح المقر الجديد لسفارة الكيان المؤقت في البحرين، ممثلاً بوزير خارجية كيان العدو “إيلي كوهين”، متوجاً بذلك مسيرة التطبيع التي كانت سرية لسنوات وخرجت للعلن عقب توقيع اتفاق التطبيع في (15ــ 9ــ 2020)، فهل كانت مستغربةً الخطوة التي أقدم عليها النظام البحريني؟ وهل هذا التطبيع له حاضنة شعبية في البحرين؟

بالطبع لم يكن مستغرباً أبداً إقدام نظام آل خليفة على خيانة الشعب البحريني ومصادرة قراره الرافض للتطبيع أولاً، وثانياً خيانة الشعب الفلسطيني بالتطبيع الذي ينكر حقه الطبيعي بأرض فلسطين كاملةً. ومن هنا هناك عدة نقاط يمكن الحديث عنها لتوضيح كيف أن التطبيع لم يكن مستغرباً، منها:

ــ كلاهما نكلا بأصحاب الأرض عبر المجازر التي ارتكباها بحقهما، ومنعهما من العيش بحرية.

ــ كلاهما أقدما على الاعتقالات التعسفية والتنكيل الجسدي والنفسي بالمعتقلين وحرمانهم من أبسط حقوقهم بالعلاج ورؤية الأهل.

ــ كلاهما أقدما على تصفية الرموز أكانت للمعارضة البحرينية سجنا ونفيا، أم للمقاومة الفلسطينية اغتيالاً واعتقالاً.

ــ كلاهما قتلا الطفولة والأمومة ولم يراعيا أي حرمة كانت لمسجد أم لقبلة المسلمين الأولى.

باختصار كان من الطبيعي أن نشاهد التطبيع بين نظام وكيان مؤقت يتشاركان كل ما ذكرناه أعلاه، إلى حد أنه يمكن القول بأنهما وجهان لعملةٍ واحدة.

وبالانتقال إلى الإجابة عن التساؤل، هل هذا التطبيع له حاضنة شعبية في البحرين؟ لا بد لنا من التوقف عند عدة شواهد لتحركات استمر الشعب البحرين بممارستها قبل وبعد التطبيع، ومنها:

ــ التظاهرات الغاضبة والمنددة بالاحتلال “الإسرائيلي” المستمرة والتي لم يضعف وهجها بل زادت تألقاً.

ــ استمر شعار “الموت لإسرائيل” يصدح عالياً في أرجاء البحرين، لا سيما في خطب الجمعة وفي إحياء مختلف الشعائر.

ــ الدوس على العلم “الإسرائيلي” وحرقه ما زال متواصلاً، كتعبيرٍ عن تأكيد رفض الشعب البحريني للتطبيع.

ــ المشهد الشعبي الجامع في البحرين المجمع على نبذ كل أشكال التطبيع.

ــ إصرار النخب العُلمائية المؤثرة في البلاد على رفض التطبيع.

ــ وجود مبادرة وطنية لمناهضة التطبيع مع العدو، تضم 23 جمعية محلية، تعبر عن معارضتها وانتقادها لأي مشروع يشرع العلاقة مع المحتل أو يروج للتهويد.

ــ رفع الصوت الشاجب، عند كل محطة من محطات التطبيع مع العدو أكانت مصافحة بين مسؤولي آل خليفة ومسؤولي الكيان أم توقيع اتفاقيات.

لهذا التطبيع بين آل خليفة والكيان المؤقت لن يلقى أي قبولٍ في المجتمع البحريني، بل على العكس تماماً سيلقى كل الشجب والاستنكار والرفض، ولا نستغرب من أهل البحرين الشرفاء إذا سمعنا ذات يوم بأن هناك بطلًا بحرينيًّا أقدم على تنفيذ عملية بطولية في البحرين ضد العدو “الصهيوني”. فكما أن آل خليفة والعدو “الإسرائيلي” وجهان لعملةٍ واحدة وهي الاحتلال، فالشعب البحريني والشعب الفلسطيني كذلك وجهان لعملة واحدة ألا وهي مقارعة الظلم.

* المصدر: موقع العهد الاخباري