السياسية || تقارير ||  صادق سريع:

 

في كل عام هجري يستقبل اليمنيون مناسبه ذكرى المولد النبوي على صاحبه وآله أفضل الصلاة والسلام، بتزيين المنازل والازقة والشوارع والجزر الوسطية والأعمدة على جانبي الطرقات، والسيارات والمباني العامة والخاصة، باللافتات القماشية واللوحات الضوئية وأضواء أسلاك الزينة المتلألئة أضوائها الخضراء التي تضيئ الأفق كأنها لوحة فنية ساحرة تعانق أنوار نجوم السماء المتلألئة كشعاع نور سيد البشرية الوهاج يوم مولده.

في ذكرى المولد الشريف، يطلق اليمنيون الألعاب النارية التي تضيء الفضاء بألوانها الخضراء وتُنظم الاحتفالات والمهرجانات الخطابية والثقافية في حشود مليونية تملأ الساحات في يوم عطلة رسمية بكثير من الخشوع في “حضرة النبي الأمين” ، في القرى والأحياء والمدن بكل محافظات الوطن .

وتتعلي الفرحة وجوه الحشود المحمدية المتشحة باللون الأخضر في عموم ساحات العرس المحمدي بشكل يلفت أنظار العالم، حيث يضع اليمنيون صغاراً وكباراً ، ذكوراً وإناثاً، على رؤوسهم قباعات خضراء ويلتحفون على أكتافهم أشمغة خضراء اللون ، مطرزه بشعار “لبيك يا رسول الله “.

إقرار الخطة

وهذا العام الهجري 1445 ، بدأ اليمنيون قيادة وحكومة وشعباً، بإقرار خطتي رئاسة الجمهورية والحكومة لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف في اجتماع ضم رؤساء مجالس السلطات العليا النواب والوزراء والقضاء والشورى.

تهدف الخطط الاحتفالية لأبناء اليمن إلى تعزيز وترسيخ وإثبات ولائهم وتعبيراً عن حبهم لنبيهم محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام وبيان عظمة رسالته النبوية والروحية والإيمانية والأخلاقية والتربوية والإنسانية والجهادية للأجيال والشعوب والأمم .

وتناول اجتماع يوم السبت 2 سبتمبر 2023، مهام وأنشطة الوزارات والجهات الحكومية والمحلية في الأمانة والمحافظات، والدور المحوري لوزارة الإعلام ومؤسساتها الإعلامية ومنظومة الإعلام الوطني بشكل عام في مواكبة مختلف الفعاليات والأنشطة اليومية التي تنظمها المؤسسات الرسمية والأهلية، وصولا إلى الفعالية الرئيسية التي ستقام يوم 12 من شهر ربيع الأول 1445، أي بعد 20 يوما تقريبا.

ودعا الاجتماع أبناء اليمن، إلى التفاعل المشرف لمناصرة خاتم الأنبياء والمرسلين في يوم مولده المبارك، بمختلف الأنشطة والفعاليات اليومية والمركزية بوجه خاص.

وأشار رئيس مجلس النواب، يحي الراعي، إلى عظمة المناسبة التي تجسد القاعدة المنهجية والأخلاقية التي يتوجب تطبيقها في نطاق العمل المؤسسي وحل قضايا المواطنين.

وشدد رئيس الوزراء عبدالعزيز بن حبتور، على أهمية التحضير الجيد للمناسبة بالشكل الذي يليق بعظمه صاحبها ويعكس التوجّه العام للدولة والشعب .

ميلاد الأمة

ويحيي اليمنيون كسائر المسلمون في أرجاء الأرض ذكرى مولد النبي الشريف في كل عام هجري، ليس باعتباره عيداً دينياً، بل تعبيراً عن فرحتهم بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وميلادٌ الأمة بأكملها والمنارة المضيئة عُتمة الحياة، بكل فنون وأشكال الطقوس والقصائد الدينية المعبرة والمدائح الإنشادية على أنغام الدفوف وأصداء أصوات التلبية والخطابات والكلمات المستوحاة من عظمة سيرته النبوية الشريفة، حيث تحيي فعاليات الذكرى وبشكل يومي في الوزارات والمكاتب التنفيذية والمحلية والمؤسسات والمراكز ودور العلم في الجامعات والمدارس بكل درجاتها والتجمعات القبلية.

وفي ذكرى مولده عليه وعلى آله الصلاة والسلام، تحلق أرواح وقلوب وأفئدة المسلمين في ملكوت وعشق من يتشوّق رؤيته والفوز بشفاعته، ذكراً وتذكيراً وصلاةً وتسليماً وتهليلاً وتشهداً وافتداءً وتلبيةً، بـ” لبيك يا رسول الله”.

مظاهر احتفالية

من مظاهر الاحتفال بذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، تزيين المنازل بالزينة التي تليق بعظمة المناسبة وتوزيع الحلوى للأطفال لجذب قلوبهم على حب نبيهم وترسيخ ذكرى مولده في عقولهم وسيرته في أذهانهم والإكثار من الصلاة والسلام عليه (اللهم صلي على محمد وآله تسليماً كثيرا) وهو الذي أرسله الله رحمة للعالمين والاستزادة من سيرته وتطبيق سنته على الواقع في المعاملات والحياة بشكل عام.

مختصر القول؛ أن أحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، تُعد فرصة للمسلمين لتجديد محبتهم لنبيهم الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، وتغذية أرواحهم المتعطشة لذكره وأفئدتهم المتعلقة بروحانيه سيرته الشريفة، فلا يعقل أن يكون هناك مسلماً آمن بالله ورسوله وقلبه فارغاً بمحبه من اصطفاه الله وأرسله رحمة للعالمين، عليه الصلاة والسلام وآله تسليماً كثيرا.

يشار إلى أن ، بدايات أحياء المسلمون ذكرى المولد النبوي تعود، إلى النبي عليه الصلاة والسلام، حين كان يصوم يوم الاثنين ويقول: “هذا يوم وُلدت فيه”.