بقلم : صادق سريع *

 

يوما ما وقد يكون قريباً ؛ سنسمع ونشاهد خبراً عاجلاً يبث على شاشات أشهر شبكات التلفزة الأمريكية تحت عنوان” تعرض الدولار الأمريكي لضربه قاضيه من خصوصه التقليديين ونقل على أثرها لأرقى مشافي العاصمة واشنطن ويرقد حالياً في غرفه العناية الاقتصادية المركزة”.

ياللروعه.. لهذا النبأ السار الذي سيتشفى لسماعه ثلثي سكان كوكب الأرض وربما أكثر ، خاصه نحن المغضوب عليهم من الذين لم يوافق الدولار الأمريكي على قبول صداقتهم.

في ذاك اليوم المنتظر سنحتفل ونمرح ونقهقه ،حتى السعادة ستغمرنا وكأنها متشفية بخبر موت الدولار اللعين .. سيكون يوما من أعظم أيام الله ؛ بل سيكون عيداً وطنياً مجيداً تحتفل به الأمم والشعوب الكادحة مثل شعبي .

ذلك اليوم سُنهنأ أنفسنا ونعزي أمريكا ونتبادل رسائل التهاني ونتقاسم مشاعر الفرح والبهجة وسنقيم مراسم الاحتفالات ، نحن وغالبيه سكان العالم المختلف أجناسه، عرباً وعجماً وألوانه البيضاء والصفراء والسوداء والحمراء أيضاً.

سيأتي ذلك اليوم لا محاله سنكتب رساله تعزيه نعزي فيها صقور البيت الأبيض وبلاطجته ومنافقوه ، وبالبسملة نعنونها وب أما بعد نبدأها ..
أيها الدولار : يامن تربعت على عرش العملات وجندت نفسك وقوتك الشيطانية ودمرت وضيعت شعوب وأسقطت أنظمه ونشبت حروب وعبث باقتصادات وأخللت بالتجارات ولعبت بأقوات البشر وغذيت صراعات وفرقت أمم واختلقت أزمات وأشعلت ثورات وقتلت أبرياء وشردت نساء ويتّمت أطفال وزرعت الكراهية وأذكيت العداوة وزرعت العنصرية .. ها أنت اليوم تحتضر وتعيش آخر أيام عصرك الأسود ، تتجرع من كأس من سقيت ومن شرب منه سابقوك من الجبابرة والظلمة والظالمين .

ألم تعلم ان صكوكاً قبلك انتهت وخزائنها نفذت وأبوابها أُغلقت وفنى ناقشوها ومالكوها وحراسها ، حتى من صُكت فيها أسمائهم ونقشت في وجوهها صورهم ، فنوا وانتهوا .

كان عليك أن تعلم أنه مهما عظم الشأن وبلغ حجم القوة ، أن للزمان حكايته وللأيام دورتها والحياه دول وأن الأعمار مكتوبه بيد الله كأعمار البشر وهذه سنه الحياه.

فكم وكم استعرضت قوة عضلاتك وكم استكانت لك دول وشعوب.. ؟ وكم كم سالت لرزمك الورقية لعاب البشر ..؟

واليوم وقد تكالبت من حولك التحالفات السياسية والاقتصادية والتجارية والمالية من كل الأمم ، لم تعد لك القدرة ولا القوه ولا استخدام الحيل واللعب بأوراق وأساليب وطرق وأنواع وأسماء وأشكال الضغوط السياسية والاقتصادية والعسكرية و … الخ .. كما كنت تلعبها في سابق عهدك ، حتى أنك لم تعد تستطع مجاراة مناهضوك لا بالود ولا بمد عصاك التي تهالكت مثلك ولا تراوغ بجزرتك المنخورة بدودة “بريكس”.

والآن ماذا ستفعل وقد صرت مقعداً على سرير المرض وقد انتهت أمامك كل السبل ونفذت لديك جميع الحيل وأوشكت خزائنك على النفاذ وموتك أصبح حقيقه .

ماذا لو أدلك على طريقه ما ؛ تلجأ لها فربما يكون لك فيها مخرج ، فما رأيك لو قمت بإرسال طلب صداقه كالتي توفرها منصات التواصل الاجتماعي ك “الفيس بوك” وإكس و …الخ ، إلى أصدقائك القدماء والجدد ، لعلك تجد لديهم ما يداوي علتك..؟

يا صديق الأغنياء وحلم الأشقياء : ألم تعلم أنك ستسقط وتموت يوما ما وها أنت قد سقطت وتتذوق مراره الموت البطيء وتتجرع عذابه وما أشد عذابه ومراره ألمه ، فمت ذليلاً وأذل من يموت .

وداعاً عزيزي الدولار .. فلن ولم أسامحك ولن يسامحك كل من لم يحالفه الحظ من أمثالي .

نختم عزائنا بالحوقله ونذيله بالبقية في حياه شعب أمريكا العظيم في موت دولارهم وعظم الله أجر صاكوه وعصم قلوب مُلاكه ، ولا حولا ولاقوه إلا بالله ..