السياسية/ مجيب حفط الله :

لم يعد الصراع السعودي الاماراتي في بلادنا مقتصراً على تبادل اتهامات الفشل بل ظهرت على سطح الاحداث الكثير من المربعات التي يختلف حولها الحليفين اللدودين ويأتي على رأسها انتهازية المصالح التي يريد كل طرفٍ ان يستفرد بها على حساب الآخر.

من سخرية الاقدار انه وبعد تسع سنين من الحرب المجرمة الفاشلة لا يزال هؤلاء يعتقدون بأنهم سيخرجون بغنائم من هذا البلد وما يدفع للسخرية منهم اكثر وأكثر ان هذه الغنائم ليست ذهباً أسود أو أصفر بل يعتقدون انهم قادرون على أخذ جزء من أراضينا ونحن الذين يعرفون جيداً أننا سنحاربهم على شبر ماءٍ لو بقوا فيه.

لو كان هؤلاء يعرفون اليمنيين جيداً لأدركوا اننا على استعدادٍ لأن نقاتلهم الى يوم القيامة طالما وهم يحملون صفة المحتلين لأرضنا سواءً أكان ذاك خدمة لمشاريع الصهيونية العالمية أو ارضاءً لأطماع ابن سلمان وابن زايد.

على هذا الصعيد قالت وسائل اعلامٍ تابعةٍ للمرتزقة ان بريطانيا نشرت خلال الأيام الماضية قوات رمزية جديدة على خطوط التماس بين القوات السعودية والقوات الإماراتية شرقي البلاد.

وأشارت المصادر ان هذا التحرك البريطاني الجديد يأتي على خلفية تصاعد التوتر بين الحليفين اللدودين حيث دخلت ابواقٌ مقربة من ابن سلمان وابن زايد على خط الخلاف المتصاعد بين الدولتين الذي يفترض انهما حليفتين في حربهما الملعونة على هذا البلد.

منذ اليوم الأول لهذا العدوان الغاشم ونحن نؤكد على ان شعرة الود التي بين المجرمين اللذين يحكمان الرياض وابوظبي ستنقطع وان كلاهما يمتلك من الامراض النفسية والمجتمعية ما يجعله على استعدادٍ دوماً للانقضاض على حليفه وطعنه في الظهر.

الغدر هو السمة الأبرز لهاتين الشخصيتين اللاتي شاءت الأقدار ان يكونا على رأس السلطة في بلدين عربيين يمتلكان الثروة ولكن ينقصهما الكثير من عرى العروبة والدين وهذه الخصال هي بالضبط ما يحتاج اليه الامريكان والبريطانيون والصهاينة في كل من يتحالف معهم ضد بلده وضد بلدان المنطقة برمتها.

بالعودة الى الانباء التي تحدثت عن وصول قوات رمزية من البحرية الملكية البريطانية الى مديرية غيل باوزير في محافظة حضرموت فقد أفادت المصادر السالفة الذكر بأن تلك القوات شرعت في بناء ما يمكن اعتباره قاعدة لها في المديرية الحضرمية.

الانباء اكدت ان ذاك التحرك البريطاني يأتي عقب اتصالات أجرتها لندن مع القيادتين السعودية والاماراتية لمحاولة تخفيف التوتر المتصاعد بينهما الذي ينذر بانفجارٍ وشيك.

اللعب على المتناقضات والسير فوق حبال الخبث الرفيعة هي عادة الانجليز على الدوام فمنذ أيام الاستعمار البريطاني الخبيث قبل قرون كان البريطانيون يصطادون دوماً في الماء العكر وهذه المرة يستغلون ادواتهم اللاتي ظلوا يستفيدون منها طيلة هذا العدوان للوصول بهذا البلد الى الحالة التي يظنون واهمين انها البيئة المناسبة لتمرير مشاريعهم الخبيثة.

الانجليز والصهاينة صنوان لا يفترقان واينما وجدت الصهيونية العالمية فإنك ستجد خلفها خبثاً انجليزياً يعمل في المربعات الخلفية كما فعل البريطانيون في أفغانستان والعراق حينما كانوا بمثابة الرجل الثاني في العراق فيما هم بخبثهم وصهينتهم رأس حربة في كل مشروعٍ خبيث.

في رصدٍ لارتفاع مؤشرات ازدياد حدة الصراع بين الحليفين قال عضو مجلس الشورى السعودي المقرب من ابن سلمان آل زلفى بأن هناك دولةً لم يسمها تحاول ان تلعب دوراً أكبر من حجمها في اليمن وتحاول ان تطعن السعودية في ظهرها.

الرد الاماراتي على هذه التصريحات لم يتأخر فقد قال المستشار السياسي لمحمد ابن زايد أنور قرقاش بأن الامارات باقية على ثوابتها وانها تعمل وفق رؤىً واضحة فيما قال مستشار ابن زايد السابق عبدالخالق عبدالله ان وحدة اليمن لم تكن هدفاً من اهداف هذا التحالف بالأساس.

هكذا اذن يبدو مشهد الصراع المتزايد بين الحليفين اللدودين اللذين جارا على جارهما اليمني وحارباه بلا مبررٍ ولا مبدأ ولا أخلاق ولا رادعٍ من دينٍ أو ضمير.

في المحصلة يبدو ان الأفاعي التي نشرت سموم الموت في هذا البلد طيلة تسع سنين من العدوان ستعض بعضها البعض وبطبيعة الحال سيخرج هذا البلد منتصراً لأنه كان ولا يزال وسيظل مقبرة الغزاة وأن كان السعوديون والاماراتيون غير مدركين لهذه الحقيقة فليسألوا الانجليز عن اليمن.