السياسية:

على الرغم من أنّ مشروع السعودية الرياضي ليس جديداً، إلا أنّ التساؤلات حول أهدافه لا تزال تتصدّر عنواين الصحف، وآخرها “التايمز”، التي رأت أن مشاريع شراء نجوم كرة القدم في الرياض وواشنطن تعبّر عن حرب باردة بين البلدين.

تعاقدت السعودية في العامين الأخيرين، مع عدد كبير من نجوم كرة القدم حول العالم، بعقود بلغت ملايين الدولارات، ما أثار موجة سخط تجاه مشروعها، وأسئلة عن أهدافها. 

هذا المشروع أوضح وزير الرياضة السعودي، عبد العزيز بن تركي الفيصل، أهدافه، في تصريح سابق له، قائلاً إنّ “هدفنا هو خلق منظومة متكاملة، وأن ننمّي قطاع الرياضة على أكمل وجه، لكي يكون له المردود الذي يستحقه، وليعكس واقع الرياضة في المملكة العربية السعودية”.

لكن تقارير إعلامية كثيرة دحضت هذا التبرير، وقالت إنّ “السعودية تحاول سرقة الكرة من أوروبا، لأهداف تتعلق باستضافة كأس العالم المقبل، وأخرى تتعلق بتحسين صورة المملكة”.

هذه الاتهامات جاءت بعدما قامت نوادي “النصر”، “الهلال”، “الاتحاد جدّة”، والأهلي”، السعودية، التي تم نقل ملكيتها إلى صندوق الاستثمارات العامة التابع للمملكة، بالتعاقد مع أسماء لامعة في عالم كرة القدم، أبرزهم البرتغالي كرستيانو رونالدو، والفرنسيان كريم بنزيما ونغولو كانتي.. ومع آخرين، وصولاً إلى البرازيلي نيمار.

بالتوازي، تعاقد نادي إنتر ميامي الأميركي، الذي يملك أسهماً فيه النجم الإنكليزي السابق ديفيد بيكهام، مع النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، بعد انتهاء عقده مع نادي باريس سان جيرمان.

هذه التعاقدات من قبل الأندية السعودية وإنتر ميامي، مع أفضل لاعبي كرة القدم في العالم، وصفته صحيفة “التايمز” في تقرير لها، نشرته اليوم الأربعاء، بأنّه مشروع يهدف إلى “الهيمنة على العالم”.

ورأت الصحيفة أنّ “المعركة التي تدور بين الولايات المتحدة والسعودية من أجل أعظم لاعبي كرة القدم في العالم، تتعلق بالهدف نفسه”، أي الهيمنة على العالم. 

وذكرت “التايمز”، أنّ “سيناريو الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، يحدث اليوم بين الرياض وواشنطن”.

كذلك، وصفت الصحيفة أنّ “ملاعب كرة القدم باتت تشبه ساحة المعركة”، وأنّ هذه “المشاريع لا تتعلق فقط بكرة القدم”، مستغربةً أنّ يقوم لاعبون لامعون في كرة القدم “بالتعاقد مع أندية سعودية بمبالغ طائلة، مقابل اللعب في دولة شديدة الحرارة وليس لديها إرث كروي”. 

كما ذكرت أنّ “اللاعبين الذين انتقلوا إلى الرياض، انتقلوا إلى مكان تكون فيه الحياة، وخاصة حياة النساء، مقيّدة بشدة”، على عكس ميسي الذي رفض الانتقال إلى نادي “الهلال” السعودي، واختار بدلاً من ذلك التوقيع مع “إنتر ميامي”.

وفي عبارة أخرى، رأت الصحيفة أنّ “انتقال اللاعبين إلى الولايات المتحدة أو السعودية، يعبّر عن اختيار أسلوب حياة مختلف”.  ولفتت إلى تأثير لا يحصى لهؤلاء اللاعبين على ملايين المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى الجيل التالي أيضاً”.

وفي وقت سابق، ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية، في تقرير نشرته في أيار/مايو الماضي، أنّ رونالدو وغيره من اللاعبين سيعملون أيضاً كعامل جذب للسياحة، ذلك لأن المتابعين والجمهور سيأتون لمتابعة مبارياتهم، كما سيساهم حضورهم على الملاعب السعودية بتعزيز الدعاية الإيجابية للمملكة.

واعتبر التقرير أنّ “الدوري السعودي احتل مؤخّراً حيزاً كبيراً من اهتمام الصحافة العالمية، التي باتت ترصد حياة رونالدو في السعودية، ما يعني دعاية مجانية للسياحة في الدولة العربية التي تشهد انفتاحاً اجتماعياً واقتصادياً”.

* المصدر: الميادين نت
* الماده الصحفية نقلت حرفيا من المصدر