الاعتداءات الصهيونية في فلسطين تبلغ ذروتها في يوليو وترتقي لمستوى جرائم حرب
السياسية: عبد العزيز الحزي
بلغت اعتداءات قوات العدو الصهيوني وقطعان المستوطنين الصهاينة الممنهجة والتي ترتقي لمستوى جرائم الحرب ذروتها خلال شهر يوليو الماضي في الأراضي الفلسطينية المحتلة حيث نفذوا نحو 897 اعتداءً، بحق أبناء الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته.. بحسب تقارير فلسطينية وأممية.
وأفادت التقارير لشهر يوليو بأن هذه الاعتداءات تراوحت بين اعتداء مباشر على المواطنين، وتخريب وتجريف أراضٍ، واقتحام قرى، واقتلاع أشجار، والاستيلاء على ممتلكات، وتركزت في محافظة القدس بواقع 148 اعتداء، تليها محافظة نابلس بـ140 اعتداءً، ثم محافظة الخليل بـ113 اعتداءً.
وأشارت إلى أن عدد الاعتداءات التي نفذها قطعان المستوطنون في شهر يوليو بلغت 202 اعتداءً، تخللها شنّ هجمات منظمة وخطيرة في المعرجات، وأم صفا، وكفر الديك، وجالود، وعقربا، والقبّون، وغيرها، حيث تركزت في محافظة نابلس بـ65 اعتداءً، ثم رام الله بـ35 اعتداءً، والخليل بـ28 اعتداءً.
وأصبحت محافظة نابلس، وتحديداً جنوب المحافظة، المنطقة الأكثر عرضة وعلى مدار الشهور الماضية لسلسلة اعتداءات ممنهجة من قبل المستوطنين، في جريمة مستمرة ترتقي لمستوى جريمة الحرب.. بحسب التقارير.
ويرجع ذلك لأسباب، منها: تمركز المستوطنين في المستوطنات، وتحديداً مستوطنات: “يتسهار”، و”براخا”، و”إيتمار”، و”ألون موريه”، وغيرها، التي تشكل غلافاً فاصلاً للمحافظة، ونظراً للموقع الجغرافي للمحافظة الذي تستهدفه القوة القائمة بالاحتلال، من أجل فصل محافظات شمال ووسط الضفة عن بعضها البعض.
وأوضحت التقارير أن عمليات الهدم التي نفذتها قوات العدو الصهيوني خلال يوليو بلغت ما مجموعة 41 عملية هدم لمنازل، ومنشآت تجارية، ومصادر رزق، تسببت بهدم ما مجموعة 44 منشأة، ومصدر رزق، تركزت في محافظتي الخليل، والقدس.
ورصدت التقارير تعرض ما مجموعه 2552 شجرة للتقطيع والاقتلاع، تركز جلّ هذه العمليات في محافظة نابلس باقتلاع 1173 شجرة، تليها محافظة الخليل باقتلاع 695 شجرة.
فيما جرى خلال شهر يوليو المصادقة من قبل سلطات العدو على بناء (310 وحدات استيطانية)، في حين جرى إيداع ما مجموعة (622 وحدة استيطانية) استهدفت ما مجموعة 925.328 دونما من أراضي المواطنين الفلسطينيين.
في السياق، أشارت الأمم المتحدة، الجمعة، إلى الارتفاع الكبير في الهجمات التي ينفذها المستوطنون في الضفة الغربية المحتلة ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم مع تسجيل نحو 600 حادثة من هذا القبيل منذ بداية 2023.
وأفادت وكالة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بتسجيل 591 حادثة على صلة بالمستوطنين في الأراضي المحتلة في الأشهر الستة الأولى من عام 2023 أسفرت عن إصابات بين الفلسطينيين أو أضرار في الممتلكات أو كليهما.
وقال المتحدث باسم الوكالة ينس لايركه في تصريحات صحفية في جنيف: “هذا يمثل في المتوسط 99 حادثة كل شهر، وزيادة بنسبة 39 في المائة مقارنة بالمعدل الشهري للعام 2022 بأكمله، وهو 71 حادثة”.. لافتا الى أن ذلك يأتي بعد أن “سجل عام 2022 أعلى عدد من هذه الحوادث منذ أن بدأنا تسجيلها في عام 2006”.
ومنذ بداية عام 2022، قال المتحدث إن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية وثق تهجير ما لا يقل عن 399 فلسطينيا من تجمعات بدوية في الضفة الغربية المحتلة إثر أعمال عنف ارتكبها المستوطنون.
وأوضح أن ثلاثة من هذه التجمعات تم إخلاؤها (قسريا) بالكامل، بينما لم يتبق سوى عدد قليل من العائلات في المجتمعات الأخرىا.
ووفقا للتقارير فإن 490 ألف مستوطن يعيشون في المستوطنات التي أقيمت بخلاف نصوص القانون الدولي في الضفة الغربية بما فيها القدس، في حين يبلغ عدد الفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة ما يقرب من ثلاثة ملايين نسمة.
وقد رصدت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية في تقرير صدر عنها في شهر يوليو الماضي، 1148 اعتداء للمستوطنين خلال النصف الأول من العام الحالي، أسفرت عن استشهاد ثمانية مواطنين فلسطينيين على يد المستوطنين.
وشملت الاعتداءات: إقامة بؤر استيطانية، والسيطرة على أراضي المواطنين، والاعتداء على الشوارع والمركبات، واقتحام القرى، وإحراق الممتلكات، وإطلاق الرصاص المباشر، وشن هجمات منظمة وخطيرة تميزت بها هذه الاعتداءات في الفترة الأخيرة مثلما حدث في حوارة وترمسعيا واللبن وعوريف ومسافر يطا وغيرها، وتركزت هذه الاعتداءات في محافظة نابلس بواقع 470 اعتداءً، ومحافظة رام الله بواقع 265 اعتداءً.
وبينت التقارير أن سلطات العدو درست ما مجموعه 75 مخططا هيكليا لتوسعة مستعمرات أو إقامة مستعمرات جديدة في الضفة الغربية، ودرست من خلالها إقامة ما مجموعه 13 ألف وحدة استيطانية.
وقالت التقارير إن المستوطنين أقاموا خلال النصف الأول من عام 2023م، 13 بؤرة استعمارية على أراضي المواطنين معظمها بؤر رعوية، في محافظات رام الله ونابلس وسلفيت وبيت لحم والقدس والخليل، وإن سلطات الاحتلال شرعنت أربع بؤر جديدة، في محيط مستوطنة “عيلي” بين محافظتي رام الله ونابلس.
ونفذت مليشيات المستوطنين الصهاينة سلسلة الاعتداءات الجماعية في الأسابيع الماضية على قرى حوارة وترمسعيا وأم صفا وعوريف وقريوت ودير دبوان وغيرها من القرى الفلسطينية الآمنة.
أما في القدس المحتلة، فقد أكدت محافظة القدس، إن سلطات العدو نفذت 151 حالة اعتقال، وأصابت 17 مواطنا مقدسيا بالرصاص، وهدمت وجرفت (36) منشأة وأرض خلال شهر يوليو الماضي.
وأكدت المحافظة في تقريرها الشهري، الصادر عن وحدة العلاقات العامة والإعلام فيها، حول جرائم العدو الصهيوني في أحياء وبلدات المحافظة، اقتحام 6542 مستوطنا باحات المسجد الأقصى المبارك.
ورصدت محافظة القدس نحو (17) إصابة نتيجة إطلاق قوات العدو الصهيوني، الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط، كذلك الضرب المبرح، إضافة لمئات حالات الاختناق بالغاز السام المسيل للدموع.
كما رصدت المحافظة (151) حالة اعتقال لمواطنين في كافة مناطق محافظة القدس خلال شهر يوليو، من بينها (14) طفلا، و(أربع) سيدات.
ونفذ المستوطنون (15) اعتداء بحق المقدسيين، من بينها (خمسة) اعتداءات بالإيذاء الجسدي، كما نظموا مسيرة في ذكرى “خراب الهيكل” والتي تعد من أبرز الجرائم بحق المدينة المقدسة، ومحاولات طمس هويتها الفلسطينية.
وهجرت قوات العدو الصهيوني عائلة صب لبن من منزلها في عقبة الخالدية بالبلدة القديمة بالقدس المحتلة، وسلمته للمستوطنين، واعتقلت متضامنين منه.
كما رصدت محافظة القدس اقتحام 6542 مستوطنا، و(90497) تحت مسمى سياحة، باحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية مشددة من قوات العدو الصهيوني الخاصة المدججة بالسلاح.. بالإضافة إلى منع موظفي لجنة إعمار المسجد الأقصى من العمل في جميع أقسام لجنة الإعمار في الأقصى بشكل كامل من قبل قوات العدو الصهيوني، واعتقال ثلاثة من موظفي دائرة الأوقاف الإسلامية من المسجد الأقصى.
كما هدمت قوات العدو وجرفت (36) منشأة وأرض، في محافظة القدس المحتلة، منها (ثمان) منشآت تم هدمها بشكل ذاتي قسري، إضافة لتنفيذ (14) عملية حفر وتجريف لأراض، وذلك في إطار تغيير الطابع الديمغرافي في المدينة المقدسة.
وشملت عمليات الهدم (22) منشأة منها: مساكن، ومنشآت زراعية، وخزانات مياه، وبركسات، وحظائر أغنام، وغرفة خارجية، وسورا استناديا.
كما أنهى العدو الصهيوني أعمال إنشاء الجسر الاستيطاني فوق أراضي الأهالي في حيّ وادي الربابة بسلوان جنوب الأقصى، وأعلن افتتاحه.