ماذا بعد الغدير؟
إيناس عبدالوهاب
كثير من الجمع الغفير بعد اصطفافهم واحتفالهم بعيد الغدير، يعودون من حيث أتوا، لتعود معهم ذكرى من حجوا حجة الوداع مع الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) من كان تأثرهم وقتي وفهمهم للولاية قاصر، فسمحوا للتآمرات أن تمر من بينهم، وفسحوا لها المجال لتبقى أبواق الطواغيت تلعب على أوتار القلوب، ليكون هناك التساهل بأمر جاء من ربهم، لتكون اللامبالاة من طباعهم والتبريرات هي ديدنهم، وسمحوا بفعلتهم أن ينحرف طريق أمة بأكملها، وبعدوها عن الطريق المستقيم الذي أمر به الله وأراده لعزتهم، فكيف سمحوا بأن تُخفض يدًا رفعها الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) وكيف غاب عن ذهنهم قول الله تعالى: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا)؟.
فلماذا خالفوا أمر الرسول حين قال لهم: (صلى الله عليه وآله وسلم) فمن كنت مولاه فهذا عليٌ مولاه اللهمَّ والي من والاه وعادي من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله.
فمن فهم أهمية الولاية وعرف قيمتها ودلالتها، فقد فهم أنها هي الضمانة والحصن الحصين من الانحراف بالمسيرة القرآنية، ليسأل كل من حضر واحتفل نفسه.
ماذا بعد الغدير؟
اتجهل ماذا بعد الغدير!
إما مولاة الله واتباع أمره الذي جاء به رسوله أو…..
يا ترى ما هو البديل؟
يقول الله تعالى: (اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُـمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُـمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)، فها نحن رأينا ما جاء من معشر المسلمين بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قد أبدلوا ولاية الطاغوت بولاية الله فكيف كانت النتيجة.
وما واجبنا اليوم إلا أن نعي ما الذي يجب علينا أن نعمله بعد عيد الغدير.
فيا من احتفلتم بالولاية، فلابد أن تعرفوا الطريق الحتمي لمن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا، فلتصغوا لقوله عز وجل لترسموا طريقكم وتعرفوا منهجكم الذي أراده الله لكم.
(إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (٥٥) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ)، فلابد أن يتحقق وعد الله وتكون الغلبة لحزب تولوا الله ورسوله والذين آمنوا، فلك الاختيار إما أن تكون مع حزب هم الغالبون وهم امتداد لولاية الإمام علي عليه السلام، أو ستكون مع من رضوا لأنفسهم بطريق إن مشوا فيه فهو لامحالة طريق يوصلهم إلى الطاغوت وأوليائه.
فيا من فهمت معنى الولاية اليوم فلتصعد موكب النور ولتنجى بنفسك مع سفينة النجاة ولتحزم كل قواك لتكون أنت السامع المطيع لأمر الله ويكون سيفك وبندقك ونفسك ومالك مع علم الهدى لهذا الزمان، ولترفع اليد التي هي امتداد لولاية أعلام الهدى، سيدي ومولاي السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي.
فواجبي اليوم أن أعلن ولايتي:
اللهم إني أتولاك وأتولى رسولك وأتولى الإمام علي وأتولى أعلام الهدى ممن أمرتنا بتوليهم وأتولى السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي.