بعد «صافر»… شحنة سامة في المكلّا
وبحسب المعلومات، فإن سفينة تُسمّى «سبلندر» ترسو في ميناء المدينة منذ مطلع الشهر الجاري، ولم تتمكّن من تفريغ حمولتها لعدم جاهزية منشأة شركة «صافر» في المكلّا لاستقبالها. ووفقاً لخبراء البيئة في اليمن، فإن هذه المادة تصنّف دولياً من المواد شديدة الخطورة على البيئة والإنسان، وإن معظم دول العالم تخلّت عن إضافتها إلى النفط، بعد أن ثبت تسبّبها بآثار بيئية كارثية، فيما منعت وزارة النفط اليمنية إدخال أي من المواد المحسّنة للنفط الضارة بالبيئة. وشكّل محافظ حضرموت الموالي لـ«التحالف»، مبخوت بن ماضي، الأسبوع الفائت، لجنة من عدد من الخبراء اليمنيين، للتأكد من خطورة المادة المستوردة والتصرّف بالسفينة على ضوء نتائج التحقيقات. وخلصت اللجنة إلى التحذير من مخاطر الشحنة الكيميائية الخطرة، والإيصاء بمنع إدخالها إلى البلاد، كون القانون الدولي يحرّم التعامل مع مثل تلك المواد بالقرب من مناطق مأهولة. مع ذلك، يبدو أن نافذين في حكومة المرتزقة يضغطون لتفريغ الشحنة من دون اكتراث لتداعياتها. وبحسب مصدر في «صافر» مأرب، فقد رفض مدير الشركة، سالم الكعيتي، قرار اللجنة، وهو يحاول، عبر أولئك النافذين، إقناع ما يسمى سلطات حضرموت بالسماح بتفريغ الشحنة المستوردة ونقلها إلى منشأة الشركة الواقعة على بعد 100 كيلومتر من مأرب. وكانت رفضت «شركة مصافي عدن» التحرّك “لحكومة الفنادق” لإضافة مادة «MTBE» إلى البنزين، وقالت إنها استوردت عام 2008 شحنة من هذه المادة، لكن العواقب كانت وخيمة على المصفاة وكادرها، محذّرة من استخدام هذا النوع من المواد الكيميائية التي تحتاج إلى إمكانات وإجراءات حماية عالية لا تُوجد في اليمن. ووصف مهندسو نفط سابقون في «صافر»، استيراد «MTBE» بأنه مجازفة غير مسؤولة، مؤكدين أن تجهيزات الشركة ليست معدّة للتعامل معها.السياسية- رصد:
رشيد الحداد
بدورهم، طالب ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي، ما يسمى سلطات حضرموت، بالإسراع في إخراج السفينة من ميناء المكلا، حفاظاً على حياة المواطنين والبيئة، وعلى مصفاة «صافر» من التدمير، كون هذه المادة تتسبّب بأضرار كبيرة للمصافي. كما طالبوا بتحويل المسؤولين عن شراء الشحنة إلى المحاكمة. ويأتي ذلك في ظلّ اتهامات لحكومة عدن و«التحالف» بالسماح لسفن مجهولة بتفريغ شحنات نفايات في سواحل اليمن الشرقية، ما أدى إلى نفوق كميات كبيرة من الأحياء البحرية.