عبد العظيم الحوثي في الحجّ: تزايد خطوات بناء الثقة
السياسية:
رشيد الحداد*
في مسعى منها لخلق أجواء إيجابية تعزّز فرص السلام، تستغلّ الرياض موسم الحجّ لتعزيز التقارب مع صنعاء، وتطبيع الأوضاع بين العاصمتين. وعلى مدى الأيام الماضية، برز عدد من الخطوات التي عكست وجود تفاهمات غير معلنة تؤكّد ارتفاع مستوى الثقة بين الجانبين، على رغم تعثّر مسار السلام خلال الأشهر الماضية، وهو ما يُضعف فرضية عودة التصعيد خلال الفترة المقبلة، ويدفع نحو تسوية سياسية تنهي حالة الصراع.
تؤكّد مصادر مطّلعة في صنعاء، لـ«الأخبار»، أن وفداً من كبار الشخصيات ورجال الدين توجّه خلال الأسبوع الماضي إلى مكّة لأداء فريضة الحجّ. وفي هذا الإطار، نشر عدد من الناشطين الموالين لحركة «أنصار الله»، السبت، صوراً لرجل الدين، عبد العظيم الحوثي (70 عاماً)، وهو عمّ زعيم الحركة، عبد الملك الحوثي، ومن المرجعيات الدينية في محافظة صعدة، التي تُعدّ المعقل الأول للحركة، وشخصيات أخرى اجتماعية بارزة، لدى وصولهم إلى مطار الملك عبد العزيز في جدّة. وأظهرت مقاطع فيديو حجم الترحيب بالوفد لدى وصوله، بعد أيام على وصول وفد رسمي بقيادة رئيس اللجنة العسكرية المفاوضة في حكومة صنعاء، اللواء يحيى الرزامي إلى مكّة.
وأكد مراقبون أن تلك الخطوات، رغم كونها خارج نطاق بنود الملف الإنساني، إلا أنها تعزّز بناء الثقة، وتهيئ الأجواء الإيجابية التي تعزّز فرص السلام، مشيرين إلى أن هذه الزيارات المتبادلة المعلنة وغير المعلنة، والتي تزايدت منذ مطلع العام الجاري، أسهمت في الحفاظ على حالة خفض التصعيد في مختلف الجبهات.
وبالتزامن مع تلك الخطوات، لُوحظ خفض التصعيد الإعلامي المتبادل بين صنعاء والرياض أخيراً، بخلاف الفترات السابقة، وهو ما يُعدّ مؤشراً إلى تهيئة الأجواء لعقد جولة مفاوضات جديدة. وفي هذا الإطار، أعلنت حكومة الإنقاذ، الأربعاء، نجاح تنفيذ صفقة تبادل مباشرة مع الرياض شملت نحو 64 جثماناً من الطرفين بينها 58 جثماناً لقوات صنعاء وجثامين مدنيين آخرين قتلوا بنيران حرس الحدود السعودي في جيزان، أثناء محاولتهم التسلّل إلى الأراضي السعودية عبر الشريط الحدودي، في مقابل ست جثث لجنود من الجيش السعودي. وأرجعت اللجنة العسكرية في صنعاء، نجاح الصفقة، إلى سلسلة مشاورات سابقة استمرت أسابيع بإشراف الرزامي.
ولفتت إلى أن المشاورات مستمرّة، متوقّعة تنفيذ المزيد من الخطوات والصفقات في الأيام المقبلة. وكانت وسائل إعلام مقرّبة من الرياض، قد أشارت إلى أن الرزامي، سيلتقي السفير السعودي في اليمن، محمد آل جابر، على هامش الحجّ، لمناقشة عدد من الملفات الخلافية.
وعلى رغم أن الأثر الإيجابي للتقارب أنعش الآمال باقتراب الحلّ، واعتبره مراقبون مؤشراً إلى جدية الطرفين في العودة إلى استكمال النقاش حول قضايا خلافية لم تُستكمل في مفاوضات صنعاء، إلا أنه أزعج واشنطن والحكومة الموالية لتحالف العدوان اللتين بدت خطواتهما منسّقة وموجّهة نحو إعاقة مسار السلام.
وتعمّد الطرف المفاوض التابع لتلك الحكومة إعاقة أي تقدّم خلال المفاوضات التي جرت بشأن الأسرى، برعاية الأمم المتحدة، في عمّان. ووفقاً لمصدر في لجنة الأسرى في صنعاء، فإن الأخيرة حاولت تحقيق تقدّم من خلال الموافقة على عدد من الشروط ومنها الإفراج عن القيادي في «حزب الإصلاح»، محمد قحطان، مقابل قيام الطرف الآخر بالكشف عن مصير عدد من الأسرى المخفيين التابعين لصنعاء، إلا أن جلسة المشاورات انتهت من دون اتفاق، وتمّت إحالة الأمر إلى جولة مشاورات جديدة بعد عيد الأضحى لإنهاء النقاش حول خطوات تنفيذ صفقة تبادل تشمل 1400 أسير من الطرفين.
وكان ما يسمى «المجلس الرئاسي» الموالي للرياض، قد أعلن، مطلع الشهر الجاري، وقف أي نقاش حول السلام حتى يتمّ الإفراج عن قحطان.
سُجل خفض التصعيد الإعلامي المتبادل بين صنعاء والرياض
وعلى هذه الخلفية، حذّرت صنعاء على لسان رئيس “المجلس السياسي الأعلى” (الحاكم)، مهدي المشاط، من تداعيات تبديد فرص السلام التي تقدّمها. ووجّه المشاط خلال كلمة ألقاها أثناء مشاركته في حفل تخريج عدد من الوحدات العسكرية التابعة للمنطقة العسكرية الرابعة في محافظة إب، عدداً من الرسائل لدول “التحالف”، مؤكداً أن «فرص السلام التي تُقدّم اليوم للعدو تُعدّ الأخيرة». وأشار إلى أن «ما يُعرض عليه اليوم لن يناله غداً»، كاشفاً عن استعداد صنعاء للإعلان عن دخول أسلحة نوعية جديدة مصنّعة محلياً، الخدمة، في أي معركة قادمة.
* المصدر: موقع الاخبار اللبنانية
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع