السياسية – متابعات:

 

 

 

 منذ بداية العدوان السعودي الإماراتي على اليمن ظهر بشكل واضح أن القوات المسلحة اليمنية التابعة لحكومة الإنقاذ الوطني في الداخل اليمني متماسكة وموحدة وتعمل تحت قيادة واحدة، فقادة صنعاء يديرون دولة حقيقية وفعالة ويديرون قوة قتالية فعالة للغاية، بينما الطرف الاخر المتمثل بما يسمى التحالف السعودي الإماراتي ممزق بسبب الخلافات والاضطرابات بينهم.

في هذا السياق عادت الخلافات داخل التحالف السعودي إلى الظهور للعلن من جديد، فبعد ثماني سنوات من العدوان على اليمن، تظهر قوى التحالف السعودي أكثر تقهقراً وأكثر بعداً عن تحقيق الأهداف المرسومة لعدوانها، في الوقت الذي تبدو قوات صنعاء متماسكة مع قدراتٍ سياسية وعسكرية أكبر.

وفي هذا الصدد يبدو أن الخلافات بين القوات التابعة للتحالف السعودي تزداد هذه الأيام في تخبط واضح ظهر للعلن حيث صدرت العديد من التصريحات من قادة مجموعات تنطوي تحت مسمى التحالف السعودي، التصريحات أفادت بأن ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي والقوات التابعة له أنها سوف تعاقب
ما تسمى بحكومة معين من قبل السعودية.
فما هي السيناريوهات المحتمل حدوثها خلال الفترة القادمة؟ وهل ستشهد الأيام القادمة انقسامات كبيرة داخل تحالف العدوان؟

عودة الخلافات

وقال عضو الجمعية الوطنية في ما يسمى بالمجلس الانتقالي وضاح بن عطية، إنه إذا لم تتم معالجة أوضاع الناس وخدماتهم الضرورية وعلى رأسها الكهرباء فإن الشعب سينفجر بثورة لقلع حكومة معين.

وتأتي هذه التصريحات في ظل عودة الاختلافات بين أعضاء ما يسمى بالمجلس الرئاسي، وتزايد العبث والفساد بشكل ممنهج في الجنوب كنوع من الصراع السياسي على حساب حياة ومعيشة الناس.هذا وبدأت السلطات في عدن فرض جبايات جديدة على التجار والمواطنين.. وقالت مصادر إن الجبايات الجديدة دفعت التجار إلى رفع أسعار البضائع لتغطية تكاليف الجبايات الجديدة المفروضة عليهم، وهو ما ينعكس سلبا على المواطنين المنهكين نتيجة ارتفاع الأسعار بشكل جنوني بسبب انهيار العملة المستمر.

سياسيا  أيضا التقى وزير الخارجية الأميركي آنتوني بلينكن في الرياض الأسبوع الماضي رئيس ما يسمى المجلس الرئاسي المعين من قبل السعودية رشاد العليمي.ودعا بلينكن خلال اللقاء إلى ما أسماه اغتنام الفرصة الحالية في التوصل إلى حل في اليمن، مشددا على ضرورة الالتقاء للتوصل إلى اتفاق، وذلك حسب بيان للخارجية الأميركية. 

فما هي خلفيات تهديدات ما يسمى بالمجلس الانتقالي لما تسمى بحكومة معين؟ وهل بالفعل سيعود التصعيد بين مكونات ما يسمى المجلس الرئاسي؟ وما هي دلالات تصريحات وزير الخارجية الأميركي؟ هذه الأسئلة وغيرها نطرحها على ضيوفنا في هذه الحلقة من برنامج المشهد اليمني فهمي اليوسفي مستشار وزير الإعلام اليمني من صنعاء الإعلامي اليمني علي الدرواني من بيروت.

مكامن الخلاف..الأسباب والتداعيات

لا يخفى على أحد  أن ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي وحتى قبل تشكيل ما يسمى مجلس القيادة الرئاسي حاول فرض أمر واقع جديد، من خلال سيطرته الأمنية والعسكرية على بعض المحافظات الجنوبية، فرض سلطة الامر الواقع من جهة ما يسمى بالمجلس
الانتقالي الجنوبي وما قام به الزبيدي في المناطق الجنوبية أثار امتعاض من يسمى رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، وهنا حاولت السعودية العمل لحلحلة الوضع وإعادة الأمور ليكون مجلس القيادة الرئاسي بديلاً لحكومة الرئيس الفار عبد ربه منصور هادي، لكن الامور لم تحل وبقي مايسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي يعمل ككيان له أهدافه وتوجهاته وحتى دعمه الخاص من بعض الدول مثل الإمارات. من جهةٍ اخرى يمكن القول إن مايسمى ب المجلس الانتقالي الجنوبي يرى أن السعودية خذلته ولم تتعامل معة بالشكل المطلوب حيث إن أحد أسباب احتدام الصراعات بين مايسمى بالمجلس الانتقالي، وما يسمى بمجلس القيادة الرئاسي، هي التغييرات الواسعة التي طالت بشكل خاص العمليات العسكرية التي جرت في شبوة وأبين. نتيجة ذلك فإن الانقسامات داخل التحالف هي موجودة من البداية ولكن يبدو أن تلك الخلافات التي كانت بالاصل موجودة وصلت إلى ذروتها.

في الوقت الذي يمر على التدخل العسكري لـ”التحالف العربي” بقيادة السعودية عامه الثامن، ولم يحقق هذا التدخل هدفه المعلَن، وإرساء ما تسمى “سلطة الحكومة الشرعية” من جديد. بدلاً من ذلك، أصبح التحالف السعودي مُفككاً بسبب صراعات المصالح حيث كشفت الانشقاقات الاخيرة التي حدثت والموقف الصادر عن قادة في مايسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي ضعف الاستراتيجية لدى التحالف السعودي ومايسمى بمجلس القيادة الرئاسي . التصريحات الاخيرة  يمكن أن تصيب التحالف بحالة من الشلل وستكون هذه الانشقاقات الاخيرة عاملا إضافيا لتقويض الشرعية التي يدعيها التحالف السعودي في حربه على اليمن.

أزمات معيشية تتفاقم و وضع امني متدهور

يعيش الجنوب اليمني تحت وقع أزمات معيشية تتفاقم حدتها بشكل مستمر، حيث يواصل الريال اليمني هبوطه السريع مسجلا ادنى مستوى على الاطلاق امام الدولار في تعاملات سوق الصرف بمدينة عدن، اضافة الى نقص الكهرباء الذي يمثل إحدى الأزمات المروعة التي يعاني منها الجنوب منذ فترة طويلة.ويأتي انهيار الريال اليمني المتسارع رغم استمرار إغلاق محال وشركات الصرافة في مدينة عدن أبوابها أمام عملائها بشكل كامل ووقف عمليات البيع والشراء بالعملاء الأجنبية استجابة لدعوة جمعية الصرافين إلى إضراب شامل احتجاجا على تدهور سعر العملة والوضع الاقتصادي المتردي للبلاد بشكل عام وسط احتجاجات شعبية غاضبة على ارتفاع الأسعار السلع الغذائية.

في هذا السياق سبق وان خرجت العديد من المظاهرات تنديداً بتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وانهيار سعر العملة، وطالب المحتجون بإقالة ماتسمى بحكومة الفار هادي.وكانت مناطق عدة في محافظات عدن ولحج وشبوة وحضرموت النفطية في شرق البلاد شهدت احتجاجات غاضبة تخللها إحراق إطارات سيارات وإغلاق شوارع وطرق رئيسية تنديدا بتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وتدهور الخدمات، وشهدت الاحتجاجات مصادمات مع قوات الأمن وسقوط 5 قتلى و10 جرحى، في محافظتي عدن وحضرموت. وفي هذا السياق قالت مصادر إن الوضع خطير جدا جدا ولايمكن الاستهانة به انه يزداد سوءا كل يوم، محذرة من ان تدهور الوضع المعيشي سيؤدي الى انتشار الفقر والمجاعة والجرائم.

الفساد السعودي يسبب بكارثة

إن من أسباب انهيار الوضع المعيشي هو التحالف المفوض دولياً بإدارة الحرب في اليمن، الذي دمر كل شي باليمن وعمل على نهب ثروات الشعب اليمني في المناطق التي يسيطر عليها، فهناك سياسة واضحة تتمثل في تطويل الحرب والأزمة اليمنية، بسبب التجاذبات الإقليمية والمشاريع المتصارعة على الأرض اليمنية، ما ساهم في إطالة الحرب والأزمة في البلاد، وانعكس كل ذلك سلباً على وضع المواطن اليمني، في السياق نفسه وعن الدور السلبي لما تسمى الحكومة الشرعية في ظل هذه الأزمة يتحدث الهدياني عن حالة فشل وارتهان في نفس الوقت من قبل الحكومة للسعودية والإمارات.

وفي هذا الصدد يمكن الاشارة لما يراه الكاتب السياسي صدام الحريبي أن من يتحمل المسؤولية هي ما تسمى الشرعية التي تتهاون في مسألة التحرر من دول التحالف وامتلاك قرارها والعمل بما يتناسب مع احتياجات البلاد ويؤكد لـ “الموقع بوست أن  ما تسمي الشرعية لم تبدِ أي موقف تجاه تدهور الوضع الاقتصادي، بل إنها تنتظر من السعودية أن تضع الحلول ويقول الحريبي” الانهيار الاقتصادي شكل ضغطاً كبيراً على المواطن اليمني، وحجم الأثر كبير جدا إزاء ذلك.

في الختام التحالف السعودي الإماراتي اليوم يمر بأسوأ حالاته حيث إن الانشقاقات في صفوف التحالف السعودي ستربك التحالف أكثر وستسقط ماتسمى بشرعية العدوان التي طالما حاول التستر بها لاستمرار عدوانه على اليمن، من جهةٍ اخرى فإن التصريحات الاخيرة الصادرة من قيادات جنوبية فإنها تربك السعودية.

* المصدر: موقع الوقت التحليلي
* المادة الصحفية نقلت حرفيا ولا تعبر عن رآي الموقع