أنس عبد الرزاق

بدأت المعركةُ: “الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنةُ على اليهود، النصر للإسلام”.

هذه كانت الخطة، فقد صرَّحَ بها القائدُ العظيمُ السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله- فأصبحت نهجاً تمسَّكَ به اليمنيون في حربهم ضد الشيطان الأكبر: أمريكا؛ ليؤكّـدوا لها عزمَهم على الصمود والثبات وانتزاع النصر.

مدرسةٌ جديدةٌ في التاريخ اليمني بل منهجُ أُمَّـة فاق التوقُّعات، شحذ الطاقات وحث على الصمود.

فازداد في قلوب اليمنيين يقينُ الصمود والثبات، وإيمانٌ رسَّخ بداخلنا أننا سنحقّقُ النصر، وكان ذاك اليقين أعمقَ من أن تقتلعُه أعاصيرُ السعودية وأمريكا أَو عاصفة سُميت بالحزم، وأثبتُ من أن تزعزعَه حربُ أُولئك الذين تغطرسوا لاحتلال هذا البلد، وها هي تجلياتُ الصمود والانتصار والثبات وتضحيات الأبطال ومواقفهم الشجاعة، وطلب الثأر من عدوٍّ قاتلٍ لا يرحم، لا يماثلها إلَّا تجلياتُ الانتصار، فأصبح اليمنيون هم الذين يصمدون في ساحات الصراع.

لقد كانت بداية صمود الشعب اليمني أعظم بركةٍ وأقدس بداية بدأت بقولة عز وجل: (وَالَّذينَ جاهَدوا فينا لَنَهدِيَنَّهُم سُبُلَنا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ المُحسِنينَ) فكانت البداية؛ مِن أجل الحق ودحر كَلَّمَةِ الكفر، حيثُ أصبحت صحوة الشعب اليمني وصموده أمل هذه الأُمَّــة الذي أرسله الله تعالى -لينقذَ هذه الأُمَّــةَ من وَهْدَتِها-، فقد كانت الأُمَّــةُ على موعدٍ مع هذا القدر الإلهي الذي رأيناه متحقّقاً، ولسنا نرجمُ بالغيب، لقد صار القدرُ الماثلُ أمامَ الأُمَّــة في الشعب اليمني وصموده مثارَ حَيرةِ الخلقِ أجمعين.

كيف استطاع هذا الشعبُ أن يعلنَ عصيانَه للشيطان؟ فقد أعلن الطُّهْرَ شعاراً، والفضيلةَ لواءً، أعلن الموتَ في سبيل ربه ودينه، وصرخ الشعبُ اليمني قبل ٣٠٠٠ يوم من الآن أنه يسترخصُ الحياة؛ مِن أجل مبادئه وقيمه الدينية.

إن الشعبَ اليمني اليوم لا يرى كَبيراً أكبرَ من ربه، وتعلَّمَ أن يُعَلِّمَ الناسَ هذا النموذج الأُسطوري في الصمود والثبات في وجه قوى الكفر ومرتزِقتهم.

لقد أثبتوا أن وجودَهم هو مِن أجل الإسلام وحدَه، وعلَّموا الأُمَّــةَ قاعدةً ثمينةً: (ما ترك قومٌ الجهادَ إلَّا ذلوا)، فهم الشعبُ اليمني الصامد؛ فكان الجهاد بذلك حرباً على كُـلّ من يقف حجر عثرة في سبيل الله وعلى كُـلّ من يحول دون سيادة الشرع الإسلامي الحنيف في الأرض.

قبل ٣٠٠٠ يوم من اليوم صرخ الشيطانُ بالعدوان على اليمن فخص الله أناساً بالنجدة والبأس، وجعلهم خيرَ أُمَّـة أُخرجت للناس، ظهرت على يدهم حمية الإيمَـان، وبصيرة اليقين، وثقوا بضمان الرحمن بقوله: (بَلَى، إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا)، شعب سابق إلى الجهاد بقلوبٍ نقية، ونفوسٍ أبية أخذ بعزائم التشمير، وكاشف عن رأسه عار التقصير، وهبوا أنفسهم لله، لم يركنوا إلى غيره، فكان جهادهم جهاد الموقنين وكان صمودهم صمود الصابرين.

لقد عَلَّم الشعبُ اليمني الأُمَّــةَ بأن الجهاد أثبتُ قواعدِ الإيمَـان وأوسعُ أبواب الرضوان، وأرفعُ درجات الجنان، وكما نعلم أن لكل عصر سماتٍ، وسماتُ هذا العصر قادتُه، عظماءُ علّموا الجهادَ في سبيل الله، يسردون فضائل الجهاد التي أتت في القرآن؛ حتى نرى الحق يسطع على سراب الباطل الخداع، وما ذلك على الله ببعيد.

لكن ضريبة الصمود والثبات والاستمرار في ممارسة المسؤولية يقتضي منا أن نتغلب على كُـلّ الظروف، وأن نواصل الثبات في وجه السعودية التي تقاتلُ بالنيابةِ عن أمريكا و”إسرائيل”.

  • المصدر: صحيفة المسيرة