السياسية ـ وكالات:

مقال في مجلة “فورين أفيرز” يتحدث عن مستويات الدخل العالمية، في غضون العشرين إلى الثلاثين عاماً المقبلة، ويقول إنه سيتساوى عدد الصينيين الذين يتقاضون رواتب تعادل رواتب الأميركيين من متوسطي الدخل، مما يقلّص الهيمنة الأميركية.

شهد القرن الحالي انخفاضاً كبيراً في عدم المساواة في الدخل العالمي، بعد تراجعه إلى مستويات لم يشهدها العالم منذ أكثر من قرن. هذا هو الاستنتاج الذي توصّل إليه برانكو ميلانوفيتش، أحد أهم الباحثين في مجال عدم المساواة في العالم.

وقال ميلانوفيتش في مقال نشره في مجلة “فورين أفيرز” الأميركية، إنه “في الوقت الذي يبلغ عدد سكان الولايات المتحدة 4% فقط من سكان العالم، فإن زيادة المساواة ستكون مفيدة لكوكب الأرض ككل، لكنها تنذر بنهاية الهيمنة الأميركية.

وبحسب الكاتب، يتمّ قياس نسبة عدم المساواة باستخدام معامل جيني (وحدة قياس)، يمتد على مقياس من 0 (المساواة الكاملة) إلى 100 (حيث يحصل شخص واحد على كل دخل العالم).

وعلى هذا المقياس، انخفض مؤشر عدم المساواة من 69 في عام 2000، إلى 60 في عام 2018، ومن المؤكد أن النسبة أقل في يومنا هذا. أي أن العالم أكثر مساواة الآن من أي وقت مضى منذ عام 1875.

ومؤخراً، ارتفع هذا الرقم بسبب عدم المساواة داخل البلدان بشكل طفيف، ويقف الآن عند نحو 13، ارتفاعاً من 7 في التسعينيات. وعلى العكس من ذلك، انخفض المكوّن من مستوى مرتفع بلغ 63 في عام 1988 إلى 47 فقط في عام 2018 بسبب عدم المساواة بين البُلدان.

ويعدّ هذا انعكاساً كاملاً لما حدث خلال معظم فترة الحرب الباردة، عندما كان التفاوت بين البلدان يتزايد، لكن التفاوت داخل البلد الواحد انخفض بشكل كبير.

ويشير ميلانوفيتش في مقاله إلى أنه “في السبعينيات من القرن الماضي، كانت حصة الهند من الناتج المحلي الإجمالي العالمي أقل من 3%، بينما كانت حصة ألمانيا، وهي قوة صناعية كبرى، 7% بحلول عام 2021، ثم انعكست هذه النسب”.

فالأشخاص الفقراء وفقاً لمعايير الولايات المتحدة، والدول الغنية الأخرى، كانوا أغنياء وفقاً للمعايير العالمية.

ويضيف ميلانوفيتش: “لقد وصل دخل الناس في آسيا إلى مستويات غير مسبوقة”.

فمقابل كل 100 مواطن أميركي من متوسطي الدخل، كان هناك 25 مواطناً صينياً يكسب مبلغاً مساوياً لهم.

وفي غضون العشرين إلى الثلاثين عاماً المقبلة، سيتساوى عدد الصينيين الذين يتقاضون رواتب تعادل رواتب الأميركيين من متوسطي الدخل، ثم سيتجاوز هذه النسبة سريعاً.

ويقول ميلانوفيتش إن “هذا يعكس بدوره تحوّلاً أوسع في القوة الاقتصادية والتكنولوجية وحتى الثقافية في العالم”.

ولكي يستمر المعامل الجيني العالمي (وحدة القياس) في الانخفاض، ستحتاج أفريقيا إلى أن تصبح أكثر ثراءً بشكل كبير في العقود المقبلة، وهو ” الأمر غير المرجّح أن يحصل حتى الآن”، وفق “فورين أفيرز”.