من اليمن إلى شبكة الميادين: رسالة شكر
علي ظافر
مثلما كانت الميادين حاضرة في الملف اليمني، كانت حاضرة في كل الأحداث والتحولات، التي شهدتها منطقتنا والعالم، من العراق، إلى سوريا ولبنان والمغرب العربي ودول الجنوب وإيران، وصولاً إلى تركيا وأوكرانيا وروسيا وأميركا وأوروبا.
من المصادفة المميزة أن تتزامن ذكرى ثلاثة آلاف يوم من الصمود والمواجهة للعدوان الكوني على اليمن مع العيد الـ 11 لشبكة الميادين، وهنا كان لزاماً أن نسجل كلمة للتاريخ، ونقدم الشكر إلى شبكة الميادين، ووسائل الإعلام الملتزم في محور المقاومة، لأنها كانت معنا وإلى جانبنا منذ اليوم الأول على مدى ثلاثة آلاف يوم.
لقد كانت يوميات الحرب زاخرة بالدروس والعِبَر في صمود اليمنيين الأسطوري، وصبرهم الاستراتيجي، كما كانت مليئة بالمآسي والمظلومية. وفي كِلتا الحالتين كانت شبكة الميادين حاضرة في أدق التفاصيل من أجل إبراز مظلومية اليمنيين وصبرهم وتضحياتهم وانتصارهم في مختلف الميادين والساحات وجبهات المواجهة، عسكرياً وسياسياً واقتصادياً وإنسانياً، منذ اليوم الأول حتى اليوم.
في هذه المحطة التاريخية، لن ينسى اليمنيون تلك الدموع التي ذرفتها الزميلة راميا الإبراهيم، في أثناء تغطية جريمة العدوان بحق آلاف المعزين في الصالة الكبرى في صنعاء، ولن ينسى اليمنيون تلك الكلمات، التي كتبت بالدم والدموع، للتقارير الإنسانية والعسكرية، التي كتبتها الزميلة زهراء ديراني، مع “جنين الحديدة”، والطفل “سامح”، و”عين الإنسانية” الطفلة “بثينة”، وأطفال ضحيان، والقائمة تطول.
لن ننسى للميادين ما أفردته من مساحة واهتمام للملف اليمني، من خلال المواكبة الخبرية، وفتح نوافذ تحليلية أمام الكتّاب اليمنيين والصحافيين وصنّاع القرار، وإفراد مساحة للمقالات في الميادين نت في أبرز المحطات العسكرية والسياسية والدبلوماسية والاقتصادية والإنسانية، خلال أعوام خلت، بكل حرية ومن دون قيود.
من الصعب أن نُحصي كل عطاءات الميادين، ومن غير الممكن أن يردّ اليمنيون الجميل لإدارة الميادين، ممثَّلة بالأستاذ غسان بن جدو، ولشبكة الميادين، بكل أفراد كادرها المهني، على ما بذلوه من جهود جبارة على الهواء وخلف الكواليس، لكن اليمنيين، بكل تأكيد، لن ينسوا للميادين وقفتها الإنسانية الشجاعة والمبدئية مع الإنسان اليمني في كل محطة من محطات العدوان، على مدى ثمانية أعوام، لتستحقّ بجدارة أن تكون توأم الصبر، وشريكة النصر، ويكفيها ذلك فخراً وشرفاً تاريخياً.
ومثلما كانت الميادين حاضرة في الملف اليمني، كانت حاضرة في كل الأحداث والتحولات، التي شهدتها منطقتنا والعالم، من العراق، إلى سوريا ولبنان والمغرب العربي ودول الجنوب وإيران، وصولاً إلى تركيا وأوكرانيا وروسيا وأميركا وأوروبا. وقدّمت مساهمة كبيرة وواضحة ومتميّزة، وصنعت نموذجاً عن الإعلام الملتزم والمسؤول، واستطاعت بحِرَفية كادرها ومِهَنيته، وبرصانتها في التعاطي، وبإدارتها الناجحة وانحيازها إلى الإنسانية والحق والحقيقة، أن تصنع لنفسها صورة متميزة، وتتبوأ مكاناً متقدماً بين كبريات وسائل الإعلام العربي، وأن تنافس بجدارة في زمن قياسي لا يتجاوز أحد عشر عاماً، ذلك بأنها لم تسقط أمام مغريات المال، وأمام التهديدات، ولم تتلوَّن وتغير سياساتها، كما فعلت مجموعة من القنوات والشبكات الإعلامية في منطقتنا، تبعاً للتوجهات السياسية، بل انتهجت خطاً واضحاً ومستقيما.
ومثلما أثبتت الميادين أن الإعلام لا يُباع ولا يُشترى، فقد أثبت اليمنيون، في صمودهم وصبرهم وقوة إرادتهم في مواجهة أعتى عدوان، وأغنى الدول مالاً وأكثرها تسليحاً وامتلاكاً لأفتك أنواع السلاح، أن المال والسلاح لا يصنعان النصر، وأن الإرادة وحدها من يفرض المعادلات ويصنع الانتصارات.
المصدر : الميادين نت