السيد نصر الله: وصول الصواريخ إلى جنوب “تل أبيب” وإلى القدس أربك الصهاينة
السياسية ـ وكالات:
أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصرالله، أن ترميم سرايا القدس لبنيتها القيادية سريعا فاجأ العدو الصهيوني ووصول الصواريخ إلى جنوب تل أبيب وإلى القدس أربك الصهاينة.
وبحسب موقع المنار جاء ذلك في كلمة له خلال الحفل الذي أقامه حزب الله اليوم الجمعة، في الذكرى السنوية السابعة لاستشهاد الشهيد القائد السيد مصطفى بدر الدين(السيد ذوالفقار).
وقال السيد نصر الله: إنه “رغم الضغوط في الميدان وفي السياسة إلا أن المقاومة الفلسطينية لم تضعف والمقاومة في غزة استطاعت أن تُفشل هدف العدو في ترميم الردع لديه”.
وأوضح أن رئيس حكومة العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو هو من بدأ العدوان الحالي في غزة باغتيال الإخوان من سرايا القدس في القطاع وعدد من النساء والأطفال، وأن لنتيناهو عدة دوافع من هذا العدوان وهي استعادة وترميم الردع والهروب من المأزق الداخلي ومعالجة التفكك في ائتلافه الحكومي وتحسين وضعه السياسي والانتخابي.
وشدد على أن “حسابات نتنياهو كانت فاشلة حيث كان القرار الاستفراد بحركة الجهاد الاسلامي وتحييد باقي الفصائل وإحداث فتنة في بيئة المقاومة.. مشيراً إلى أن العدو سعى لضرب البنية القيادية لسرايا القدس وتدمير قوتها الصاروخية عبر تفكيك قيادتها المباشرة.
ولفت السيد نصر الله إلى أن “قيادة حركة الجهاد الإسلامي تعاطت بشكل حكيم وهادئ بعد اغتيال القادة في سرايا القدس وتواصلت مع قيادة كتائب القسام كي يكون الموقف موحدا”.
وتابع: غن “المقاومة الفلسطينية تدير المعركة بحكمة”.. مشيراً إلى أن “العدو كان ينتظر رد فعل من حركة الجهاد الإسلامي وعندما لجأت قيادة الفصائل للهدوء اضطرب العدو”.
وأكد السيد نصر الله أنه من “المؤسف استمرار الصمت العالمي والولايات المتحدة منعت في مجلس الأمن الدولي إدانة “اسرائيل” لقتلها النساء والأطفال في غزة”.
ورأى السيد نصر الله أن “من نقاط قوة حركات المقاومة في فلسطين والمنطقة أن لديها قدرة عالية على ترميم بنيتها القيادية بسرعة”.. لافتاً إلى أن “ثمة هدوء وحكمة في إدارة المعركة ما يفوت على العدو تحقيق أي من أهدافه”.
واعتبر أنه “رغم كل الاغتيالات لقادتها لم تضعف حركات المقاومة ولم تتخلخل قدراتها بل كانت هذه الدماء الزكية تعطي دفعا للأمام”.
وبالسياق، قال السيد نصرالله: “أتوجه بالتعزية والتبريك من شعبنا الفلسطيني وقيادات ومجاهدي فصائل المقاومة وبالأخص لإخواني في حركة الجهاد الاسلامي، أعزيهم جميعا وأبارك لهم بفقد الشهداء وبالأخص الشهداء القادة الذي استشهدوا في هذه الأيام مع عائلاتهم”.
وأضاف: “كما أجدد لهم العزاء والتبريك باستشهاد الاخ الاسير خضر عدنان، وأسأل لجميع الجرحى الشفاء العاجل واسأل الله التسديد للمجاهدين والثبات والصبر للبيئة الحاضنة واسال لهم جميعهم النصر والرفعة في هذه المعركة التي يخوضونها بالنيابة عن الامة كلها”.
وتابع: إن “معركة غزة مهمة وتأثيراتها لا تقتصر على القطاع بل على عموم المنطقة.. نحن على اتصال دائم بقيادة المقاومة في غزة ولن نتردد في تقديم المساعدة بأي وقت تفترض المسؤولية ذلك”.
وقال السيد نصر الله: “نحن نراقب الأوضاع وتطوراتها ونقدم في حدود معينة المساعدة الممكنة ولكن في أي وقت تفرض المسؤولية علينا القيام بأي خطوة أو خطوات لن نتردد إن شاء الله”.
وعن تطورات المنطقة، قال السيد نصرالله: “سوريا بقيت مكانها ولم تغير موقفها ولا محورها وعودتها إلى الجامعة العربية ودعوة الرئيس الأسد للقمة العربية مؤشر مهم”.
وأضاف: “سوريا بقيت مكانها ولم تغير موقفها ولا محورها وعودتها إلى الجامعة العربية ودعوة الرئيس الأسد للقمة العربية مؤشر مهم”.. لافتاً إلى أن “سوريا اليوم حاضرة بقوة في الانتخابات الرئاسية التركية ويتنافس المرشحون على تقديم تصوراتهم تجاه دمشق”.
وتابع: “نحن مع كل تطور إيجابي حول سوريا ونحن من نتلقى التبريك بكل نصر معنوي وسياسي وعسكري لسوريا.. مع كل نصر سياسي أو معنوي في سوريا نرى فيه وجه مصطفى بدر الدين وكل الشهداء وتضحياتهم وغربتنا يوم انتقدنا العالم لخيار دعم سوريا”.
وأشار إلى أن “الولايات المتحدة تسرق النفط والغاز السوريين وتصر على الحصار وقانون قيصر”.
وأكد السيد نصر الله أن “الأمور في سوريا تتجه إلى الانفراج ولن تعود الأيام القاسية التي مرت والمطلوب إعادة العلاقات اللبنانية مع سوريا”.
وقال: إن “حكومة تصريف الأعمال اللبنانية مطالبة بإعادة علاقات طبيعية مع سوريا وعودة هذه العلاقات تصب في مصلحة لبنان”.
وأوضح أنه “لو كان حزب الله ممسكا بالقرار في لبنان لكانت العلاقات مع سوريا قد عادت منذ زمن.. لافتاً إلى أن “ملف النازحين السوريين لا يُعالج في وسائل التواصل الاجتماعي ولا بالخطابات”.
ورأى السيد نصر الله أن “معالجة ملف النازحين يجب أن تكون عبر وفد وزاري أمني لبناني يزور دمشق ويتم التنسيق لمعالجة الأزمة”.. معتبراً أن “تبدل موقف بعض القوى السياسية من النازحين السوريين يؤكد أن موقفهم السابق كان سياسيا لا إنسانيا”.
ولفت إلى أن “حزب الله لا يحتل بيوتا أو قرى ولا يمنع أحدا من العودة للقرى الحدودية السورية وكل الدعاية عن ذلك كذب كبير”.
وقال: “أكثر من كان متحمسا لإعادة أهالي القصير وقراها إلى بيوتهم هو حزب الله”.. مضيفاً: “مع كل حادثة تحصل يُتهَم حزب الله بتجارة الكبتاغون وكل ذلك كذب وخيانة وقلة أخلاق”.
وتابع: إن “موقفنا الشرعي والجهادي يرفض الاستعانة بمهربي المخدرات لتوصيل سلاح المقاومة إلى فلسطين المحتلة”.. موضحاً أنه “لولا مساعدة حزب الله لما تمكنت السلطات اللبنانية من مواجهة عدد من تجار المخدرات في لبنان”.
وعن انتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان، قال السيد نصر الله: إن التطورات الأخيرة إيجابية، وإن الوزير السابق سليمان فرنجية ليس مرشح صدفة بالنسبة إلينا بل هو مرشح طبيعي وجدّي وكاد أن يصبح رئيسا للجمهورية سابقا أكثر من مرة”.
وأضاف: “نحن لا نفرض على أحد خياراتنا وانما من حقنا الطبيعي ان نرشح مرشحنا لهذه الانتخابات وليرشح كل طرف أي اسم يريد ولنذهب إلى المجلس لانتخاب رئيس”.. مؤكداً أن “الأبواب ما زالت مفتوحة للنقاش والحوار والتلاقي في ملف رئاسة الجمهورية”.
وشدد السيد نصر الله على أنه “يجب أن تبقى حكومة تصريف الأعمال تمارس أعمالها ضمن حدود الدستور رغم كل الصعوبات ومشكورين على القيام بذلك”.
وتابع: “نعتقد أن مجلس النواب اللبناني يمكنه أن يكمل التشريع بشكل طبيعي وليس فقط تشريع الضرورة.. لسنا مع تعيين حاكم لمصرف لبنان وحكومة تصريف الأعمال لا تعيّن شخصًا في هذا المنصب”.. مؤكداً أنه يجب على اللبنانيين أن يستفيدوا من المناخات الإيجابية في المنطقة.
وعن ذكرى استشهاد السيد ذوالفقار، قال السيد نصر الله: “السيد ذوالفقار كان يقاتل في الصف الامامي ونال هذا الوسام، كما نال وسام الجريح، ونال ايضا وسام الاسير في الانفرادي خلف القضبان، وبعد الحرية نال وسام القيادة”.
وأضاف: “السيد بدر الدين نال وسام الانتصارات والانجازات في الميدان العسكري والأمني.. وختاما نال السيد بدر الدين وسام الشهادة”.
وأكد السيد نصر الله أن “السيد ذوالفقار كان لديه البصيرة والعقل الاستراتيجي، والحمدلله كثير من اخوتنا لهم هذه الميزة”.
وتابع: “عندما تتعاطى مع الوضع في لبنان لا يمكن ان تنظر اليه بعيدا عن الأوضاع في المنطقة وغالبا ما يتأثر لبنان بالقضايا والتطورات والأحداث في المنطقة والإنسان يجب أن يقارب الوقائع بصدقية ولا يتهرب منها”.
ولفت إلى إن “القائد الشهيد السيد مصطفى بدر الدين ورفاقه ولأنهم كانوا يملكون هذا الفهم الواسع والعميق استطاعوا أن ينتخبوا الخيارات والأهداف الصحيحة وصنعوا هذه الانجازات”.