السياسية / تقرير: محمد محمد الغفاري

في الآونة الأخيرة أصاب الأمة استهداف ممنهج من قبل أعداء الدين، فأصبح القران مجرد حبر على ورق فقط، وتلاوة وأصوات جميلة نطرب لسماعها بألحان حروف القران، وأصبح الدين سوى لحية على الذقن وحجاب على الرأس، كأننا مجرد دمى في أيادي من جعلوا الاسلام “اسم” في هوياتهم، والثقافة الدينية “رسم”، فكان لابد من متغير يجعل الأمة تسلك طريقها الإلهي وفق رؤى قرآنية نستلهم منها الوعي والهدى الرباني ومن منطلق إيماني يماني.

قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في كلمته خلال تدشين الدورات الصيفية للعام 1444هـ، أكد “أن القرآن الكريم هو أكبر وأعظم وأقدس مصدر للعلم والمعرفة الصحيحة والبناءة”.
واشار قائد الثورة إلى أن الدورات الصيفية تأتي في إطار الاهتمامات التعليمية والتثقيفية لشعبنا اليمني المسلم العزيز.. محذرا من هجمة رهيبة على مستوى التزييف والإظلال وتحريف المفاهيم وتجهيل الناس لحقيقة الأمور يقودها أعداء الإسلام.

من جانبه اعتبر رئيس اللجنة العليا للدورات الصيفية – وزير الشباب والرياضة محمد المؤيدي، ان الدورات حواضن وطنية ودينية وتربوية ومعرفية آمنة للأجيال لتلقي العلوم والمعارف النافعة.

أستاذ الفكر والفقه والاقتصاد الإسلامي جامعة صنعاء وعضو رابطة علماء اليمن الدكتور خالد القروطي شدد على أهمية الدورات الصيفية، ومن خلال ذلك تنبع أهمية إقامة تلك الدورات والدفع بأبنائنا للالتحاق بها في بيوت الله التي وصف الله تعالى دورها في تربية الأبناء بقوله تعالى: ﴿فِی بُیُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرۡفَعَ وَیُذۡكَرَ فِیهَا ٱسۡمُهُۥ یُسَبِّحُ لَهُۥ فِیهَا بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡـَٔاصَالِ﴾ النور ٣٦.
وأشار القروطي إلى أن التربية الإيمانية تعني لي ولك أن تربط ابنك بالله برسله وأنبيائه وبأركان الإيمان وبشرائع الإسلام وبمنهج رسول الله وبالقرآن وبسيرة آل البيت والصحابة الكرام وأن تغرس فينا مكارم الأخلاق.

وعي قرآني ومنهج رباني يحتذى به

علم وجهاد بصيرة وبناء تجعل المستقبل بهم يستنير، فهذه ثمرة من ثمار الوعي القرآني ومنهج رباني يحتذى به.

 

ومؤخرا انتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لطفلة يمنية تم اختيارها من ضمن الحاضرين في المسرح الروماني في مصر، وطلب منها تقديم أغنية، فكانت المفاجأة أن ثقافتها الإيمانية اثمرت، فكانت مشاركتها بزامل (سلمت وتوليت وأنا صادق……).

 

 

ولن يقتصر التثقيف والوعي على الفهم والقراءة والتعلم فقط، فمن لم يثمر فيه علمه كمن لا علم له فهذه المرأة مثال للوعي والبصيرة والعلم والجهاد، فهي ثمرة معرفة عدوك الحقيقي وفق رؤية قرآنية وتوجيه البوصلة نحو العدو الحقيقي وعند معرفتك بالحق لا يدعك وعيك الإيماني بأن تتنصل من تحمل المسئولية الكاملة وقد لا تقتصر المسؤولية الإيمانية الحقيقة على مسن او شاب.. رجل ام إمراة فهذه المرأة  دلالة على مدى البصيرة والعلم والجهاد الحقيقي بداخلها فهي تحمل سلاحها الشخصي وتواجه به في الجبهات.

 

ويجب علينا أن نستغل هذه المرحلة الإيمانية ومن لم يستشعر بأهميتها أو لم تؤثر فيه تأثير ايماني من خلال المشاركة الصيفية لا يفكر أنها حالة طبيعية وهذا ما ذكره الشهيد الصماد سلام ربي عليه والى روحه الطاهرة.

 

واهتمام شعبنا بهذه الأنشطة في ظل الاستهداف الكبير له يقدم رسالة كبيرة جدا للأعداء بأنه ثابت ومستمر وقوي ويواصل مسيرته.

وواجبنا كأمة إسلامية أن نتثقف بثقافة القران الكريم فهو النجاة وهو الطريق المستقيم وهو معجزة الله في أرضه، ومن لم يرضى بمنهج الله فمنهج اليهود والنصارى هو الطريق الذي يمحي هويته بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ولا يفكر أن هناك طريق أوسط لا يميل إلى الإيمان، ام الكفر ويعتبر نفسه محايد، فاليهود لديهم قانون “من لم يكن معنا فهو ضدنا” ومن هذا المنطلق يجسد الانفتاح والتبرج لدى النساء والحرية طريق الهلاك وطمس الهوية الإيمانية، ويجب علينا أن نحافظ على هذه الهوية وعلى منهجية القران الكريم وعلى طريقة آل البيت الاطهار فهم سفينة النجاة في أرض الله.