السياسية:

منذُ فترة أعيد تنشيط موضوع إحلال السلام في اليمن مع وصول وفد عماني ووفد سعودي إلى العاصمة اليمنية صنعاء لمنع اندلاع الحرب وإبرام اتفاق جديد لوقف إطلاق النار. وهذه هي الزيارة الأولى لوفد رسمي سعودي إلى صنعاء لإحياء محادثات السلام. وهذه المفاوضات، يصفها أنصار الله بأنها جاءت من اجل الشروع في مفاوضات جديدة بين الطرفين لتحسين الوضع الإنساني ورفع الحصار.

وكالة سبأ للأنباء نشرت في وقتٍ سابق أن الوفدين السعودي والعماني التقيا برئيس المجلس السياسي الرئيس مهدي المشاط في العاصمة صنعاء. حيث إن الهدف من اللقاء الذي تم هو إحياء محادثات السلام بهدف إنهاء الحرب، حيث إنه وخلال السنوات الماضية فرض حصار خانق على اليمن، وخاصة في مجال الدواء والوقود والغذاء، ولهذا فإنه من المتوقع إطلاق الرحلات الجوية من مطار صنعاء، والانتهاء التام لهجمات التحالف، ودفع رواتب الموظفين من قبل البنك المركزي اليمني، الذي تم نقله إلى عدن.

كما سبق وأن أكد رئيس الوفد الوطني المفاوض في تغريدة له على مواصلة الجهود عبر المفاوضات لإنهاء العدوان ورفع الحصار، آملا أن يتحقق ذلك وأن يُجبَر الضرر.

وأضاف عبدالسلام قائلا: “إن شاء الله تكلل الجهود باتفاق سلام يلبي مطالب شعبنا اليمني العزيز من صعدة إلى المهرة”. من جانبه قال الباحث السياسي عبد الله بن عامر “ما يمكن قراءته من حديث رئيس الوفد الوطني أن هناك تقدما كبيرا لدرجة الحديث عن “اتفاق سلام” وهذا يعني ان معظم الملفات قد تم التوصل الى تفاهمات بشأنها وأضاف بن عامر في تغريدة له على تويتر” نتوقع وبحكم المتابعة وتحليل ما ينشر ان تشهد الأيام المقبلة وضع اللمسات الأخيرة وقد يكون ذلك من ضمن نتائج الزيارة الى صنعاء”.

تحذيرات جديدة

هدّدت حكومة صنعاء السعودية باستهداف الموانئ والمطارات وآبار النفط والمصافي النفطية في المملكة في حال فشل المفاوضات.

وقال عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله محمد الفرح في تغريدة في “تويتر”: “يتوقع البعض أن الاستهداف سيقتصر على آبار ومصافي النفط والتحلية في حال فشل المفاوضات مع النظام السعودي، لكن التوقعات تشير إلى أن الملاحة ستتوقف تماماً، وسنبقى جميعاً من دون موانئ ومطارات”. ودعا السعودية إلى “مراعاة مصالحها قبل مصالح الأميركي”.

وفي السياق نفسه، تحدّث وزير الدفاع في حكومة صنعاء محمد ناصر العاطفي أمس، وأكّد أنّ “لدى صنعاء وسائل وأساليب استراتيجية مهمة تستطيع أن تؤدب من خلالها كل من يحاصر الشعب اليمني ويقتله”.

وأضاف: “خلال فترات الهدنة، يلجأ تحالف العدوان إلى إدارة سياسات وصناعة أزمات في الجوانب الإنسانية ضد الشعب اليمني الذي لم يعتدِ على أي دولة”. كذلك، حذّر العاطفي قبل أيام دول تحالف العدوان من أيّ التفاف أو مناورات في التعاطي مع هذه التفاهمات، “لأنّ أيّ نقضٍ أو مراوغةٍ لأيّ اتفاق أو تفاهم سيعود بالخسارة على دول العدوان، وسيوقعها في مآزق لا نهاية لها”.

يُذكَر أنّ اليمن يشهد أجواء إيجابية في ملف وقف الحرب وإحلال السلام، بعد إعلان التحالف السعودي وقف العمليات العسكرية في البلاد، من أجل “الوصول إلى حل سياسي شامل ومستدام لإنهاء الأزمة اليمنية”، فيما تؤكّد حكومة صنعاء أن أي تقدّم إيجابي مع السعودية مرهون بخطوات عملانية.

هدنة الأمم المتحدة كانت مقدمة للمفاوضات بين صنعاء والسعودية

تمكنت الأمم المتحدة في أبريل 2022 من ترتيب هدنة بين حكومة صنعاء والتحالف العربي الذي تقوده السعودية، واستمرت ستة أشهر لتنتهي دون تجديد في الثاني من أكتوبر الماضي. لم يكن يتوقع المراقبون للوضع في اليمن التفاؤل الأخير فللمرة الأولى منذ 2015، توصل الطرفان إلى هدنة لوقف إطلاق النار رغم أن الجانب السعودي خرقها عدة مرات ولم يلتزم ببنود تلك الهدنة.

واستمرت الهدنة منذ ذلك الحين دون هدنة معلنة، توقفت المعارك والقصف الجوي، كما استمر فتح مطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة. لم يتسع نطاق القتال بعد الهدنة. وحسب المبعوث الأممي “منذ أن دخلت الهدنة حيز التنفيذ في 2 أبريل العام المنصرم، نقلت 97 رحلة تجارية ما يقرب من 50.000 مسافر بين صنعاء وعمان، تم تسيير 46 رحلة منذ انتهاء الهدنة في 2 أكتوبر 2022.

وعلى صعيد اخر، دخلت 81 سفينة وقود ميناء الحديدة، منها 29 سفينة دخلت بعد انتهاء الهدنة. أرحب باستمرار هذه التدابير التي تتيح لرجال ونساء اليمن الاستمرار من الانتفاع بفوائد الهدنة حتى بعد انقضائها بشكل رسمي في 2 أكتوبر”.

خلال تلك الفترة كانت هناك وساطة عمانية تعمل للوصول إلى مفاوضات بين حكومة صنعاء وقيادة التحالف المتمثلة بالسعودية. بعد ذلك وخلال شهر رمضان المبارك وصل وفدان عماني وسعودي للعاصمة صنعاء والتقيا برئيس المجلس السياسي مهدي المشاط.

السعودية في مازق

تصر حكومة صنعاء على أن المحادثات لا بد أن تكون بشكل مباشر مع الجانب السعودي أي إنه اتفاق ثنائي فقط، بينهم وبين السعوديين -وليست المحادثات مع المجلس الرئاسي- حيث يمكن أن يوقف القتال لان الجانب السعودي هو طرف أساسي في الحرب وهو الذي يدعم ويمول ويشن العدوان بشكل مباشر، ومن ناحية أخرى تواجه الأمم المتحدة تحديين رئيسيين. أولهما، يجب أن تضمن استمرار المحادثات بين حكومة صنعاء والسعودية، كما يجب اقناع السعودية للعودة والإسراع مباشرة لوقف العدوان على اليمن بشكل نهائي وفتح جميع المنافذ البرية والبحرية وانهاء الحصار الجائر على الشعب اليمني، حيث تطرح العديد من التساؤلات حول المرحلة القادمة في اليمن وعن مدى التزام السعودية بتنفيذ الاتفاقيات حيث ان الجانب السعودي لا يلتزم ابدا ويراوغ. ففي حال فشل المفاوضات بين الجانبين ما الذي ينتظر الجانب السعودي. لا شك أن الجانب اليمني وحكومة صنعاء تسعى للوصول إلى السلام وإنهاء الحرب في اليمن ولكن في حال تم التعنت السعودي في عدم التوصل لحل نهائي يحقق مطالب الشعب اليمني فإن القوات المسلحة في اليمن لن تقف مكتوفة الايدي وسوف توجه ضربات موجعة للعمق السعودي وهذا ما تم التصريح به من قبل القيادي في حركة أنصار الله مؤخرا.

جاهزية عالية لمواجهة المخاطر والتهديدات

سبق وأن أعلنت القوات المسلحة اليمنية والجيش اليمني مرات عديدة الجاهزية العالية لمواجهة المخاطر والتهديدات التي تواجه اليمن على كل المستويات. الجاهزية العالية للجيش اليمني ظهرت من خلال العروض العسكرية التي أقيمت خلال السنوات الأخيرة في العديد من المناسبات اليمنية، إضافة إلى ذلك فخلال سنوات العدوان أظهر الجيش اليمني قدرات هائلة في المعارك ضد العدوان السعودي الإماراتي وذلك من خلال تطوير القدرات العسكرية والصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة والتي ضربت العمقين السعودي والإماراتي واستهدفت أهم المنشآت العسكرية والحيوية لدول العدوان.

الضربات التي وجهها الجيش اليمني لدول العدوان لم تكن سوى في الإطار المشروع للدفاع عن اليمن ضد قوى العدوان التي استباحت الأرض اليمنية دون أي مبرر سوى طمع تلك الدول في نهب ثروات اليمن والإصرار على تدمير اليمن في جميع المجالات فالعدوان السعودي وخلال كل السنوات الماضية لم يترك شيئاً في اليمن الا وحاول تدميره ابتداء من المساجد والجامعات والمصانع والمرافق الخدمية غير العسكرية.

وفي هذا السياق سبق وأن أصدرت القوات المسلحة اليمنية تحذيرات لدول العدوان السعودي من مغبة الاستمرار في العدوان لأنها لن تقف مكتوفة الايدي أمام التجاوزات من قبل قوى العدوان السعودي الإماراتي، وسبق ذلك إقامة عروض عسكرية وخلال العروض العسكرية تم الكشف عن الأسلحة التي طورتها القوات المسلحة اليمنية والتي تم تصنيعها بواسطة القوة الصاروخية اليمنية، حيث حذرت قيادة أنصار الله التحالف السعودي والقوات الأجنبية الموجودة في اليمن مرات عديدة بأن الجيش اليمني واللجان الشعبية على اتم الاستعداد والجاهزية لمواجهة التحالف ومن يقف معه في حال تنفيذ عمليات عسكرية من قبل التحالف في اليمن او في فشل المفاوضات.

في النهاية فيما يتعلق بالمفاوضات يتضح جلياً، أنّ صنعاء تطرح مفاوضات تلبي مصالح أبناء الشعب اليمني حاضراً ومستقبلاً، لذلك فإن القوات المسلحة اليمنية لن تسمح للحالف السعودي الإماراتي بالاستمرار في المراوغة ويجب على الجانب السعودي التزامه واخذ تهديدات القوات المسلحة اليمنية على محمل الجد وأن وحدة الأراضي خط أحمر  لن يتم التغاضي عنه أبداً، إضافة إلى ذلك فإن التصريحات الأخيرة للقيادي في حركة انصار الله تؤكد قدرة القوات المسلحة اليمنية على تنفيذ ضربات موجعة وأكثر الماً للتحالف السعودي إذا ما استمر التحالف في غطرسته تجاه اليمن.

* المصدر: موقع الوقت التحليلي

* المادة الصحفية نقلت حرفيا من المصدر ولا تعبر عن رأي الموقع