السياسية – متابعات:

قال قائد حركة أنصار الله، السيد عبد الملك الحوثي، اليوم السبت، إن اليمنيين قادمون، في العام التاسع، بترسانة صاروخية فتاكة وبعيدة المدى، ودقيقة الإصابة، وقوية التدمير، وتطال كل منشآت الأعداء التي يعتمدون عليها.

وأضاف السيد الحوثي، في كلمته عشية الذكرى الثامنة للعدوان على اليمن، أن معظم السلاح الذي قتل أبناء الشعب اليمني، أميركي، شنت عبره مقاتلات أميركية بتدريب وإشراف أميركيين، حتى في مجال تحديد الأهداف على الأرض، مشيراً  إلى أن تصوير العدوان على أنه نتيجة مشاكل داخلية، هي محاولات مفضوحة في مقابل وضوح العدوان الخارجي المعلَن من الولايات المتحدة.

ولفت إلى أن إعلان العدوان من واشنطن كشف طبيعة الدور الأميركي، وأنه أساسي في العدوان على اليمن.

وأكد أن الأميركي يسعى، عبر أدواته، لاحتلال اليمن، والسيطرة على منابع الثروة النفطية فيه، مضيفاً أن تحالف العدوان يسعى، مع فشله الواضح، إلى خيارات أخرى، وتكتيك بديل.

وشدّد السيد الحوثي على أنه لا توجد قيمة للغطاء الأميركي، ولا للمؤسسات الدولية التي تتغاضى عن العدوان وجرائمه ومساعيه الباطلة.

وأشار الحوثي إلى أن الدولتين الإقليميتين المنفِّذتين للعدوان، السعودية والإمارات، تدركان تورطهما وخسائرهما من دون الحصول على مكاسب، موضحاً أن الولايات المتحدة وكيان العدو وبريطانيا تسعى لإبقاء الرياض وأبو ظبي عالقتين في العدوان.

ولفت إلى أن أميركا تريد إبقاء السعودية مستمرة في الحرب، على رغم إدراك الرياض أن ذلك يؤدي إلى مزيد من الخسائر والتبعات الاقتصادية والأمنية، قائلاً إنه إذا كان تكتيك تحالف العدوان الاستمرار في الحرب والحصار وحالة ما بين الحرب والسلم، فإن ذلك غير مقبول.

جرائم العدوان موثَّقة بالصوت والصورة

وتطرّق السيد الحوثي إلى جرائم تحالف العدوان، قائلاً إنه سعى، من خلال جرائم الإبادة الجماعية، لقتل أكبر عدد من أبناء الشعب اليمني.

وأضاف أن العدوان سعى لحرمان الشعب من كل ثروته الوطنية وتجفيف الإيرادات وسرقة الثروات وحرمان الموظفين من المرتبات، موضحاً أن جرائمه شملت منع المواطنين من السفر والتنقل من أجل العلاج، جواً وبراً، وتسبب ذلك بمعاناة كبيرة، وبينها وفاة الآلاف من المرضى.

وشملت الجرائم، وفقاً للسيد الحوثي، استهداف المرافق الصحية والمنشآت التعليمية، وقصف كثير من المدارس والجامعات والمستشفيات والمراكز الصحية، وخزانات المياه والآبار.

وأضاف أن العدوان استهدف أيضاً مراكز إيواء المكفوفين ورياض الأطفال ومدارس تحفيظ القرآن والآثار الإسلامية وبيوت الله المقدسة، وحتى المقابر، لافتاً إلى أن كل جرائم العدوان واضحة وثابتة وموثّقة، بالصوت والصورة، فـ”بأي منها تكذّبون، وأياً منها تبرّرون؟”.

وفيما يخص الحصار على اليمن، قال الحوثي إنه جزء أساسي من الحرب، كما أن حرمان الشعب من حقه في الثروات الوطنية جزء من العدوان.

وأكد أن إثارة الفتنة في الداخل واستهداف أمن البلد هما “جزء من العدوان. وإذا كان ذلك من خياراته فسنتعامل معه كحالة حرب”.

ونصح قائد حركة أنصار الله السعودية والإمارات بعدم الاستمرار في العدوان لمصلحة أميركا، والتفكير في مصالحهما، وإنجاز اتفاق الأسرى ورفع الحصار، قائلاً إن طريق السلام هو إيقاف العدوان والحصار، وإنهاء الاحتلال، وإعادة الإعمار، وتعويض الأضرار، واستكمال عملية تبادل الأسرى.

وأشار إلى أن كثيرين من أبناء الأمة وقفوا متخاذلين ومتفرجين وساكتين، على الرغم من وضوح مظلومية الشعب اليمني، مؤكداً “حق شعبنا المشروع في الصمود ومواجهة العدوان الإجرامي الظالم”.

وأكد السيد الحوثي أن حرب تحالف العدوان “هي عدوان ظالم لا مبرّر له، وممارساته إجرامية منذ اللحظة الأولى”، مشيراً إلى دور الخونة من أبناء الوطن، ويأتي في إطار التجنيد في صف العدوان في سبيل تمكين التحالف من احتلال البلد.

وأضاف الحوثي أن الشعب اليمني يترجم صموده بصورة عملية، عبر صبره وتماسكه وثباته وجهاده ومرابطته في الجبهات.

يوم الصمود الوطني

ودعا الحوثي الشعب اليمني إلى الخروج، عصر (الأحد)، والمشاركة الواسعة في مسيرات الذكرى الوطنية الثامنة للصمود الوطني.

وقال إن الممارسات اليومية لتحالف العدوان، طوال الأعوام الثمانية، لم تخرج عن إطار الظلم أو الاحتلال أو العدوان، مضيفاً أن “موقف شعبنا جهاد مقدس بكل ما تعنيه الكلمة، وهو الموقف المشرّف، والذي نصمد ونثبت عليه، انطلاقاً من أنه مسؤولية وجهاد في سبيل الله”.

ووفقاً له، فإن يوم الصمود الوطني هو مناسبة لإظهار صمود الشعب وتمسكه بموقفه في التصدي للعدوان والتصدي للطابور الخامس، مضيفاً أن هذا الموقف انعكس على رفد الجبهات، والتجاوب مع التعبئة العامة، وحضور المسيرات والتجمعات، بصورة واسعة.

وأشار الحوثي إلى أن الصمود الشعبي انعكس على الجبهات وعلى المواقف البطولية للجيش واللجان الشعبية، وتابع العالم مشاهد البطولات حتى باتت مضرب مثل، موضحاً أن “من مظاهر الصمود، وطنياً وشعبياً، المرابطة في الجبهات، على رغم طول أعوام العدوان والأعباء الاقتصادية”.

وتابع أن “من مظاهر الصبر والصمود، موقف أهالي الشهداء والجرحى والمرابطين، الذين قدموا أروع الأمثلة في صبرهم ورضاهم واعتزازهم بما قدموه من تضحيات”.

وأشار قائد حركة أنصار الله إلى أن التصنيع العسكري، على رغم الصعوبات والإمكانات المحدودة، يمثّل أحد مظاهر الصمود الوطني أيضاً، قائلاً إن “محصلة الصمود لشعبنا هي فشل تحالف العدوان في تحقيق أهدافه ومساعيه لاحتلال كل بلدنا والسيطرة التامة من دون أي نوع من الجهاد والمقاومة”.

وبحسب القائد اليمني، فإن أحد أبرز أهداف تحالف العدوان، والتي أفشلها الصمود الشعبي، إنشاء قواعد عسكرية في كل جغرافية اليمن وسرقة الثروة، مشيراً إلى أن العدوان فشل في احتلال العمق الاستراتيجي للبلاد، والذي تحول إلى منطلق لتحرير المناطق المحتلة.

المصدر: موقع الميادين نت