الشيخ أحمد ياسين.. جهاد ومقاومة حتى مطلع الفجر
السياسية:
مصطفى عواضة*
عند الساعة الرابعة والنصف من فجر الثاني والعشرين من مارس من العام 2004، اغتال العدو الصهيوني الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة “حماس” في هجوم صاروخي شنته الطائرات الحربية عليه وعلى مساعديه.
كان للشهيد الشيخ أحمد ياسين موقع روحي وسياسي متميز في صفوف المقاومة الفلسطينية. وللإضاءة على هذا الدور، التقى موقع “العهد” الاخباري د. نسيم ياسين رئيس رابطة علماء فلسطين وابن شقيق الشيخ الشهيد أحمد ياسين في الذكرى التاسعة عشرة لارتقائه.
ياسين أكد أن “حركة “حماس” عملت على نفس المنهج الذي وضعه الشيخ أحمد ياسين، ووضعت الأهداف التي رسخها الشيخ الشهيد نصب عينيها ومضت متوكلة على الله، ورغم التضحيات الجسام وبعد مرور 19 عامًا على استشهاد مؤسسها إلا أنها ماضية بيقين نحو تحقيق الأهداف وعلى ذات الدرب، ولم تستطع قوة الاحتلال وأعوانه وقف هذا المد أو تعطيله أو النيل من عزيمته بفضل الله، بل تعاظمت قوة حركة “حماس” وتعاظم تأثيرها على الاحتلال وقواته وكبر تأثيرها على شعبها وعلى شعوب المنطقة برمتها، بل أصبحت حماس رقما صعبًا لا يستطيع أحد تجاوزه أبدًا”.
وبحسب ياسين فقد “تخطت حركة حماس صدمة اغتيال شيخها ومؤسسها وقائدها الشيخ الشهيد أحمد ياسين رغم وزنه وحضوره وتأثيره وما يمثله الشيخ عند كل عضو في الحركة بل وخارجها بكل صبر وتحد وعزيمة؛ لأنها تنطلق من عقيدة راسخة ويقين ثابت رسخهما شيخنا في كل أبناء حماس، كما تنطلق من ثقتها بالله تعالى واعتمادها عليه سبحانه، وعملها بشكل مؤسسي وشوروي ووجود قيادات تربت على أيدي الشيخ وبقيت وفية لمنهجه وفكره ومعتقده، وتمسكت بتحقيق ذات الأهداف وبقيت وفية لهذا المنهج العظيم، وحافظت على تماسك الحركة ووحدة قرارها، كما أنها استمرت في خدمة قضيتها وشعبها بكل صدق ووفاء وعزيمة وأدى ذلك إلى التفاف أبناء الشعب الفلسطيني خلفها، كما أن حماس حركة زاخرة بالشخصيات الوازنة والمتعلمة والنخب وتستطيع بفضل الله تجاوز المحن والضربات مهما كانت”.
ولفت الدكتور نسيم ياسين في مقابلته مع “العهد” إلى أنه “كان للشيخ الشهيد أحمد ياسين رؤية في زوال الكيان الصهيوني وقد استشفها من فهمه العام للقرآن الكريم ومن الواقع حيث تقول إن هذا الاحتلال سوف يزول او يبدأ بالزوال في عام 2027 حيث الجيل عمره اربعين سنه وقد مضى جيل النكبة وبدأ جيل التحرير وبعد اربعين عاما أخرى سيكون زوال هذا الاحتلال على ايدي هذا الجيل أي بعد ثمانين عاما من الاحتلال”، وأشار إلى أن: “هذه الرؤية الاجتهادية تنبع من يقين الشيخ بزوال هذا الاحتلال الظالم لشعبنا وحقوقه ونحن نعلم أن سنة الله في هذه الأرض هلاك الظالمين ولو بعد حين. ومن الواضح أن كلام الشيخ بدأ يتحقق في الاحتلال عندما نرى تصميم حركة حماس على مواجهته وإعدادها لذلك وعندما نرى المقاومة تعد العدة لذلك وتضرب الاحتلال في كل مكان”.
رئيس رابطة علماء فلسطين اعتبر أن “ما نراه اليوم من تصدع داخل الكيان وخروجه عن المألوف وتمرد المعارضة والقادة على حكومتهم الحالية وخروج اليهود بالآلاف في شوارعهم للاحتجاج عليهم والمناوشات التي بدأت تظهر وربما تؤدي إلى صدام داخلي كما يقول المحللون، كما عدم القدرة على تشكيل حكومة قوية وانشقاق المستوطنين على أنفسهم، وتراجع بعض القوى الدولية عن دعم الكيان، كل هذا يمثل إرهاصات نهاية وزوال هذا الكيان، أضف إلى ذلك تصميم الشعب الفلسطيني ومقاومته على تحقيق هذا الهدف”.
وفي ختام حديثه لـ “العهد” شدد ابن شقيق الشيخ الشهيد على “تصميم حركة حماس والمقاومة الفلسطينية ومن خلفها أبناء الشعب الفلسطيني وشعوب الأمة العربية والإسلامية والاستمرار بالمقاومة رغم التحديات الجسام والمؤامرات الواسعة، فهذا التصدي والمقاومة سيتوسع ويتعاظم وسوف تتوحد الساحات وتلتف حول خيار المقاومة لتكون طوفانا على هذا الاحتلال”.
* المصدر: العهد الاخباري
* المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع