السياسية- متابعات:

نشر الموقع الأميركي “responsiblestatecraft” تقريراً تطرق فيه إلى الاتفاق السعودي الإيراني، ورأى أن الصين تلعب الدور المخصص تقليديًا للأوروبيين.

فيما يلي النص الكامل منقولاً إلى العربية:

يكشف إعلان إوساطة صينية، عن تضاؤل نفوذ الاتحاد الأوروبي في منطقة الشرق الأوسط. بسببب اتباع بروكسل نهج واشنطن، حيث واصلا معاً الفشل في الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران، ما جعل القوى الإقليمية تتطلع نحو الصين، وتهمش الدور التقليدي للمنظومة الغربية.

وتعاملت الصين بنجاح في الوساطة بين القطبين الخليجيين. ولم تتبع خطى السياسات الأميركية والأوروبية، التي تتصرف وفقاً لمصالحها التي كثيراً ما تتناقض مع مصالح الشعوب والدول.

ولعل أوروبا تدفع ثمن تحالفها مع الولايات المتحدة، ولهذا تمّ استبعادها أيضاً من التطور الذي يعد بإعادة تشكيل البيئة الجيوسياسية لمنطقة الشرق الأوسط عموماً.

إن تضاؤل نفوذ الاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط، سبق الحرب في أوكرانيا، ويعزى إلى سلسلة من الإخفاقات في العديد من الملفات الحساسة والمهمة على المستويين الإقليمي والقاري.

على سبيل المثال، بعد الاتفاق النووي في العام 2015، “خطة العمل الشاملة المشتركة”، اتفق الاتحاد الأوروبي وإيران، على خارطة طريق طموحة لتطوير العلاقات الثنائية. حتى بعد انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من جانب واحد من الاتفاق في عام 2018، حافظت إيران على امتثالها للاتفاقات مع بروكسل لأكثر من عام، على أمل أن يقوم الأوروبيون بتنفيذ تعهداتهم، لكن هذا لم يحصل.

اليوم تلعب الصين الدور المخصص تقليدياً للأوروبيين. ولديها قدرة التحدث إلى جميع الأطراف ودعم مبادراتها بحوافز اقتصادية، على عكس الولايات المتحدة، وبحيوية أكثر من الاتحاد الأوروبي، الذي يتمتع هو الآخر بعلاقات دبلوماسية مع جميع اللاعبين في المنطقة.

حين أنشأت فرنسا والمانيا وبريطانيا “انستكس”، كأداة تجارية خاصة مع إيران، اصطدمت هذه المبادرة بجدار المؤسسات المالية الأوروبية المترددة، في الانخراط في التجارة مع إيران، خشية أن تتعارض مع العقوبات الأميركية التي تتجاوز الحدود الإقليمية. ولزيادة الطين بلة، ألقى الأوروبيون باللوم على إيران في فشل “انستكس”.

وفي أعقاب اغتيال الولايات المتحدة للجنرال قاسم سليماني في كانون الثاني/ يناير 2020، التزم الاتحاد الأوروبي بمبادرات تهدئة دبلوماسية للحد من التوترات، لكنه لم يتبعه أبداً باستراتيجية مقنعة لتحقيق هذا الهدف.

في حين يفقد الاتحاد الاوروبي علاقات ذات جدوى استراتيجية مع ايران، تبدو علاقته مع المملكة العربية السعودية ليست أفضل بكثير، بصرف النظر عن “الشراكة” التاريخية في الاقتصاد والأمن بين الرياض وبروكسل.

وكانت السعودية قد تجاهلت نداءات المنظومة الغربية، لزيادة إنتاجها من النفط من أجل خفض أسعار الطاقة والتضخم، الضار سياسيًا بالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، والذي تفاقم بسبب الحرب في أوكرانيا.

إن التحرك الجريء الذي اتخذته الصين في التوسط في التطبيع بين السعودية وإيران، والذي كان بلا شك مدعوماً من قبل اللاعبين الإقليميين، لا سيما العراق وسلطنة عمان، يوضح أيضاً التحولات نحو التعددية القطبية في الشرق الأوسط.

لا ريب، بأن صعود الصين قد سهله تراجع قدرة الاتحاد الأوروبي على التأثير في الأحداث. وأفضل ما يمكن أن يفعله الاتحاد الأوروبي الآن هو دعم أي تطور يؤدي إلى مزيد من الأمن والاستقرار في المنطقة.

  • نقله إلى العربية: حسين قطايا
  • المصدر: الميادين نت
  • المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع