صبر اليمن في نهايته.. والخيارات الاستراتيجية على الطاولة
التحالف أمام فرصة أخيرة
السياسية- متابعات:
زين العابدين عثمان*
في مضمار المفاوضات والوساطة العمانية لازال معسكر تحالف العدوان وبالمقدمة أمريكا وبريطانيا لا يريدون تنفيذ المطالب الإنسانية التي قدمتها صنعاء المتضمنة رفع الحصار بشكل كامل عن ميناء الحديدة ومطار صنعاء الدولي ودفع مرتبات الموظفين الحكوميين من عائدات الثروة النفطية .
فالحقيقة المجردة تظهر محاولات الطرف الأمريكي والبريطاني إلى اليوم التهرب والمناورة عن تنفيذ المطالب عدا تنفيذ جزئي لا قيمة له ومحاولة جر المفاوضات الى حوار بيزنطي عقيم وطويل الأمد بهدف كسب الوقت والتنكيل بالشعب اليمني واغراقه اكثر في المعاناة الإنسانية والاقتصادية .
وقد وضحت بيانات مندوبي واشنطن ولندن في جلسات مجلس الامن الأخيرة سياساتهم العدوانية التي لم تظهر حسن نوايا ولا رغبة واضحة في تنفيذ المطالب المشروطة حاليا او مستقبلا كما انها عكست خططهم الخبيثة التي تتمحور حول المحافظة على الواقع كما هو عليه وإبقاء الضغوط والمعاناة مستمرة على الشعب اليمني لاأطول فترة ممكنة .
لذلك قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمته الأخيرة وضح بشكل قاطع الواقع القائم واكد ان الحالة الراهنة هي” حالة حرب “وان كل ما يحصل من ركود عسكري مجرد خفض للتصعيد فقط وهذه كانت احد الرسائل الجوهرية الذي أراد السيد القائد من خلالها افهام معسكر العدوان الأمريكي والبريطاني وادواتهم السعودي والاماراتي بان خططهم في استغلال المفاوضات واطالتها حسب خططهم لن تمرر كما ان محاولة اماتت الصمود الاستراتيجي للشعب اليمني حصارا وجوعا مكشوفه وستلاقي الرد المباشر .
ايضا من ضمن رسائل قائد الثورة توضيحه بان الصبر على واقع المفاوضات محدود واذا ما نفذ ستحتضن المرحلة التالية عودة التصعيد وانفجار الوضع بالكامل بمعنى ان قوى العدوان الأمريكي امام فرصة أخيرة ووقت ليس بطويل كما تحاول المراهنة عليه كما ليس لديها خيارات سوى تنفيذ المطالب في هذه الظروف مالم سيكون تجاهلها او تعنتها اكثر من هذا الوقت اخر خطأ استراتيجي ترتكبه قبل ان تعود الأوضاع للنقطة صفر وتعود المواجهة والعمليات العسكرية الشاملة.
فتحذير ونصح قائد الثورة يعد تحذير أخير وما خلفه تقف الخيارات الاستراتيجية التي أصبحت حاليا على طاولة القوات المسلحة والتي سيتم المباشرة في تنفيذ سيناريوهاتها الدفاعية والردعية فور ضياع دول العدوان هذه الفرصة .
- باحث عسكري
- المصدر: عرب جورنال
- المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي الموقع