أمريكا ودورها المباشر في الحرب على المشروع القرآني
السياسية: مركز البحوث والمعلومات:
” المشروع القرآني منتصر، وأتى ليبقى، وعندما قتل المجرمون شهيد القرآن في الحرب الأولى ظنوا أنه انتهى، وأول ما حرصوا عليه أن يبشروا السفير الأمريكي في صنعاء بذلك “
” الواقع أثبت أن المشروع القرآني كلما حورب ازداد قوة وتعاظما وتجذرا، وهو حاضر اليوم بمستوى الساحة الإقليمية كلها بفاعلية عالية “
قائد الثورة في كلمته بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد1444هـ
منذ تلقّى العميل “علي عبدالله صالح” رسالة شكر من قائد القيادة المركزية الأمريكية ” جون أبي زيد” في العاشر من سبتمبر 2004م , يهنئه ويشكره على قتله للسيد حسين بدرالدين الحوثي ويدعوه لاستمرار التعاون المشترك , اتضحت الصورة القاتمة لمن لم يكونوا مدركين حقيقة المؤامرة الكبرى بين نظام العميل “صالح ” والأمريكان ترتيباً وتنفيذاً لشن الحرب على صعدة للقضاء على المشروع القرآني من خلال استهدافهم المباشر للشهيد القائد والمؤمنين معه .. فكيف كان ذلك؟
التحضيرات الأولى :
تحت دعوى حضوره ” قمة الثمان الصناعية” بولاية جورجيا الأمريكية في يونيو 2004م التقى العميل صالح بالرئيس الأمريكي حينها جورج بوش ونائبه ديك تشيني ووزيري الدفاع والخارجية رامسفيلد وكولن باول ,بالإضافة لمسئولين في الـ CIA والـ FBI,لاستكمال التحضيرات للحرب على صعدة التي كان قد بدأها العميل صالح في لقائه بقائد القيادة المركزية الأمريكية ” جون أبي زيد” في 20 مارس 2004م , سبق ذلك زيارة قام بها السفير الأمريكي بصنعاء حينها ” أدموند هول” إلى صعدة , ووجه حكومة العميل “صالح ” بسحب السلاح الخفيف والمتوسط من الأسواق المحلية كعملية استباقية لنزع سلاح أبناء المجتمع وشل قدرتهم على المقاومة في الحرب التي يجري التحضير لها بسابق إصرار وترصّد.
وتأكيداً لهذه التحضيرات واللقاءات المكثفة بين نظاميّ العميل صالح والشيطان الأكبر ,عاد صالح من زيارته تلك لأمريكا نافشاً ريشه لينفّذ بعد وصوله لصنعاء بأيامٍ قليلة حربه العدوانية على صعدة الإنسان والشجر والحجر, وليثبت صدق ولائه لأسياده الأمريكان , في وحشيةٍ لم تشهد لها المنطقة مثيل .
السرّ الحقيقي للعدوان الأمريكي على صعدة :
منذ انطلاقة صرخة الحق, شعار الحريّة والعزة والكرامة على لسان الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي في السابع عشر من شهر يناير 2002م على رواق مدرسة الإمام الهادي بمرّان صعدة, لم يهدأ لدول الإستكبار والضلال بال , ولم يصلُح لعملاء الأمريكان والصهيونية محليين وأعراب أيّ حال .
منذها, أشعلت دول الاستكبار حروبها بشكلٍ علنيّ بعد أن استمرّت لعقودٍ كثيرة تُخفي حربها ضد الإسلام والمسلمين مختبئةً خلف عملائها وجلاوزة الأنظمة العميلة لتفتك بالشعوب الإسلامية واحدة إثر أخرى .
ففي زيارته لصعدة أوائل العام 2004م أخذ السفير الأمريكي بصنعاء “أدموند هول” بيده بخّاخ طلاء وقام بخدش “الشعار” المطبوع على جدران المدينة, خوفاً وهلعاً لإدراكه بمدى تأثير شعار الصرخة على نظامه المتصهين .
وقد ذكر الشهيد عبدالكريم جدبان رحمه الله – وهو أحد الوسطاء الذين أرسلهم “صالح” إلى الشهيد القائد – في تصريح له أن “الرئيس” قال له بالحرف الواحد ” كلمهم يتركوا الشعار وإلا سأزيل جميع العمائم”
والحقيقة أن ” الشعار ” لم يكن موجهاً ضد نظام صنعاء بل هو في أساسه ضد أنظمة دول الاستكبار العالمي وعلى رأسها أمريكا و”إسرائيل ” بالإضافة لمقاطعة بضائعهما, إلا أنه سبّب حرجاً بالغاً لنظام العميل “صالح” أمام الأسياد , وأكد ذلك في أحد خطاباته من أن سبب الحرب على صعدة هو ” الشعار” , بل ذهب “صالح” لأبعد من ذلك في رسالة بعث بها إلى الرئيس الأمريكي جورج بوش مؤكدا أنه لا يوجد خلاف مع من أسماهم بـ”الحوثيين” سوى أنهم يعادون الولايات المتحدة ويرفعون شعار الموت لأمريكا.
في السياق ذاته أكد الشهيد القائد رضوان الله عليه لصحيفة صوت الشورى في عددها (489) والصادر بتاريخ 30يونيو2004م أن رسالة من “الرئيس” وصلته مفادها ” أن نتوقف عن ترديد الشعارات ضد أمريكا وإسرائيل أو أنه سيسلط علينا من لا يرحمنا “
ورغم الدور المباشر لأمريكا في قتل السيد حسين , بعد أن فشل نظام “صالح ” في الإجهاز عليه بعد شهرين من شن الحرب الأولى على صعدة في يونيو2004 , تمثل بوصول قائدين عسكريين أميركيين إلى العاصمة صنعاء بهدف مساعدة النظام على حسم المعركة تحت ذريعة محاربة الإرهاب , إلا أن ” صالح” حاول تجيير الانتصار له وأشاد بقادة عسكريين وأمنيين منهم وزيري الدفاع والداخلية وكذلك قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية “علي محسن الأحمر” وقائد القوات الجوية محمد صالح وكذلك قوات الامن المركزي ورئيسها يحيى صالح, للتقليل من الدور الأمريكي , مما أثار حفيظة النظام الأمريكي وفقا لوثيقة نشرتها ويكليكس عام 2014م.
وثيقة ويكليكس كشفت عن رسالة أرسلها السفير “توماس كراجيسكي” إلى الخارجية الأمريكية أشار فيها إلى إن نظام “صالح” قلل من الدور الأمريكي في قتل السيد حسين،رغم المساعدة المباشرة التي قدمتها أمريكا لتنفيذ العملية.(تفاصيل أكثر في نص الوثيقة الحادية عشر)
كما كشفت وثائق هامة تم الإفصاح عنها بعد انتصار الثورة المباركة في الحادي والعشرين من سبتمبر 2014م ، عن التحضيرات والمشاركة العسكرية المباشرة لأمريكا في الحرب على الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي والحروب الظالمة على محافظة صعدة بدءً من يونيو 2004م.
وأوضحت الوثائق السرية، مدى التنسيق لزيارة قائد القوات الأمريكية في منطقة القرن الإفريقي لليمن ولقائه بقادة وزارتي الدفاع والداخلية بالعاصمة صنعاء خلال الحرب الأولى على الشهيد القائد.
وعرضت الوثائق، محضراً لاجتماع اللجنة الأمنية العليا، المتضمن التوجيه بالقضاء على المجاهدين في بعض مناطق صعدة خلال 72 ساعة قبل وصول قائد القوات المركزية الأمريكية إلى اليمن بأيام.
كما كشفت الوثائق، معلومات بطلب وزير الخارجية اليمني، من إيطاليا بتقديم الدعم للحرب على السيد حسين بدر الدين الحوثي أسوة بفرنسا وأمريكا، وكذا رسالة شكر موجهة من قائد القيادة الأمريكية يشكر فيها ” صالح” على قتل الشهيد القائد ودعوته إلى استمرار التعاون المشترك بينهما.
وأكدت سلسلة من الوثائق السرية حقيقة الدور الأمريكي في المشاركة الجوية من خلال طائرات الاستطلاع والرصد التي شاركت في الحرب الأولى على السيد حسين بدر الدين الحوثي، ثم استمرت وزادت كثافتها خلال الحروب الثانية والثالثة والرابعة والخامسة والسادسة على صعدة.
فيما أوضحت ثلاث وثائق مرسلة من العميل ” صالح” اثنتان منها لوزير الداخلية – رئيس اللجنة الأمنية العليا بتاريخ 15 / 19 يونيو 2005م، عن الهدف الحقيقي لشن سلطة صالح الحروب على محافظة صعدة، بإسكات الأصوات المرددة لشعار الصرخة, فيما كشفت الثالثة عن رسالة وجهها “صالح” إلى رئيس دولة الإمارات خليفة بن زايد آل نهيان، بتاريخ 25 أغسطس 2008م، طلب “صالح” دعماً من الإمارات في الحرب على الشهيد القائد ومحافظة صعدة.
تفاصيل الوثائق السرية للدور الأمريكي
الوثيقة الأولى:
تكشف وثيقة سرية من دائرة الاستخبارات العسكرية في صنعاء أن الجنرال أبو زيد قائد القوات المركزية الأمريكية قام بزيارة غير معلنة لقيادة القرن الأفريقي بتاريخ 9/8 / 2004م ، وغادرها بنفس اليوم إلى جهة غير معلنة.
وتكشف الوثيقة نفسها بأن الجنرال سمويل هالن، قائد القوات الأمريكية في منطقة القرن الأفريقي سيقوم بزيارة إلى اليمن خلال الفترة 21-22 / 8 / 2004م سيلتقي فيها قيادات وزارة الدفاع ووزارة الداخلية بالعاصمة صنعاء.
الوثيقة الثانية:
قبل تلك الزيارة وحرصا ً من النظام على تحقيق انتصار قبل وصول القائد الأمريكي كشفت وثيقة لوزارة الدفاع مركز القيادة والسيطرة بتاريخ 16/8/2004م ورقم (501257 ) تحت عنوان سري جداً تتضمن محضر اجتماع للجنة الأمنية العليا لمناقشة نتائج اللقاء مع قائد المنطقة العسكرية الشمالية ومحافظ صعدة وبعد نقاش أكدوا على استكمال ما أسموه تنفيذ مهمة تصفية الجيوب المتبقية للمتمردين خلال 72 ساعة في المناطق سلمان / قرعين/ الجِنِي / الجميمة / كنية وكذلك إرسال سرية من مكافحة الإرهاب في صعدة مع طائرات هيل لتنفيذ أي مهمة طارئة وبالنظر إلى تاريخ الاجتماع يوم 15/8/2004م وتاريخ وصول قائد القوات المركزية الأمريكية يوم 21 – 22 /8/2004م، فإن سلطة صنعاء حاولت أن تحرز تقدماً ونصراً قبل وصول القائد الأمريكي بيومين.
الوثيقة الثالثة:
تتضمن محضر لقاء بين وزير الخارجية اليمني والسفير الإيطالي بتاريخ 5/7/2004م وتتضمن طلب دعم إيطالي للحرب على السيد حسين داعيا ً إيطاليا لتحذو حذو فرنسا وامريكا في الدعم، وتقول الوثيقة ..
“وأشار الأخ الوزير … إلى أنه يتقدم إلى الحكومة الإيطالية للحصول على سترات واقية ضد الرصاص لحماية الجنود، مشيرا إلى أن الحكومة “اليمنية” تلقت الدعم من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبعض الدول العربية”.
الوثيقة الرابعة:
شكر أمريكي لعلي صالح على قتل الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي ليدلل على ولائه وإنجازه للمهمة التي كلف بها من قبل الأمريكيين حدد علي عبدالله صالح يوم العاشر من سبتمبر 2004 أي قبل موعد الذكرى الثالثة لأحداث 11 سبتمبر بيوم واحد، أعلن علي عبدالله صالح تمكنه من الشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي وقتله في منطقة سلمان.
وفي نفس اليوم وجه قائد القوات المركزية الأمريكية جون أبي زيد، شكره لعلي عبدالله صالح على قتل السيد حسين بدر الدين الحوثي، وتهنئته بما قال إنه انتصار.
وفي الرسالة الموجهة بتاريخ 10 سبتمبر 2004م، “من جون أبو زيد قائد القوات المركزية الأمريكية إلى العزيز صاحب الفخامة علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية”، قال فيها ” أهنئكم وأهنئ قواتكم على انتصاركم على المتمرد الحوثي، إن القيادة المركزية الأمريكية تتطلع إلى استمرار التعاون المشترك بيننا لأنكم تساعدون على إحلال الاستقرار في المنطقة مع أسمى آيات التقدير والاعتبار”.
الوثيقة الخامسة :
في الوثيقة التي تحمل رقم (750) وتاريخ 21/10/2004م المرفوعة من دائرة الدفاع والأمن بمكتب رئاسة الجمهورية إلى مدير المكتب تحت عنوان التعاون العسكري اليمني الأمريكي تذكر تفاصيل تسليم أمريكا خرائط جوية لصعدة.
ورد في الوثيقة تحت عنوان الخرائط المسلمة من الجانب الأمريكي “في يوم 25 /10/ 2004م، قام مساعد الملحق العسكري الأمريكي لدى بلادنا بإيصال الخرائط التي طلبها الأخ/ رئيس هيئة الأركان العامة الخاصة بمنطقة صعدة إلى دائرة الاستخبارات العسكرية العامة وعددها (19) خريطة خاصة ببعض مناطق م/ صعدة”.
وتضيف الوثيقة بأن الولايات المتحدة ترغب في مساعدة وزارة الدفاع اليمنية بتصوير المناطق الجديدة التي ترغب بتصويرها باستخدام طائرة الاستطلاع الأمريكية نوع (يو-2)، وأن الصور الجديدة ستكون أوضح وذات مقياس رسم أكبر، وطلب تحديد أكثر من مائتي منطقة؛ لأن ذلك سيكون أفضل من ناحية التكاليف عند القيام بتصويرها مرة واحدة (على أن يكون الرد في أقرب وقت ممكن).
الوثيقة السادسة :
برقم (102) وتاريخ8/2/2005م تتضمن ملخصاً لأهم ما جاء في محضر لقاء وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة اليمني مع قائد القيادة المركزية الأمريكية جون أبي زيد حول تدريب القوات اليمنية، وطلب الجانب اليمني إعادة تصوير مناطق صعدة بطائرات الاستطلاع الأمريكي.
حيث جاء في الوثيقة، أنه بتاريخ31/1/2005م رفع الأخ/ رئيس هيئة الأركان العامة برسالة إلى المكتب أرفق بها صورة من محضر لقائه والأخ وزير الدفاع مع الجنرال جون أبي زيد –قائد القيادة المركزية الأمريكية يوم 4 يناير 2005م.
وكان من أهم ما طرحه القائد الأمريكي في اللقاء عدة ملفات عسكرية منها (بخصوص طلب بلادنا للقيام باستطلاع جوي أمريكي إبان مشكلة الحوثي، فإنه أفاد بأنه قد تحدث شخصيا مع الرئيس بوش بشأن ذلك وحصل على الموافقة بذلك).
ثم تحدث “وزير الدفاع اليمني حينها بقوله” إن الجانب اليمني لا يزال يريد أن يتم هذا الأمر بالنسبة لوضع الخرائط لبعض المناطق، وسيحدد المناطق التي يريد وضع خرائط لها.
ويضيف رئيس هيئة الأركان العامة بأنه جرى تصوير عدد من المناطق بنوعين من الطائرات خاصة منها المناطق الخطرة .. وقال “قد تسلّمنا من الملحق العسكري خرائط لصعدة وديسكات غير أننا لم نستطع تحويلها إلى خرائط، لذلك فنحن نحتاج إلى الخرائط مع صورها”.
الوثيقة السابعة :
وفي سياق التحضير للحرب السادسة دخلت المانيا إلى جانب أمريكا في المسح الجوي وتصوير الخرائط بذريعة اختطاف الألمان الذي اتضح فيما بعد أنها كانت مجرد ذريعة لشن الحرب السادسة.
ففي وثيقة بتاريخ 6 /7/2009م تحت عنوان محضر لقاء بنائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن وزير الإدارة المحلية مع السفير الألماني تحدث فيها نائب رئيس الوزراء بأنه طلب المساعدة من الجانب الألماني وقامت الطائرة الألمانية بالتصوير ويتساءل هل سلمت النتائج للفريق الأمني للاستفادة منها، فيجيب السفير الألماني نعم سلّمت قبل عشرة أيام للأمن القومي ووزير الداخلية، ثم يتحدث نائب رئيس الوزراء حينذاك بقوله “هناك طائرة أمريكية سوف تصل لتنفيذ بعض المهام المتعلقة بالموضوع، وهذا ربما يساعد في كثير من الأشياء التي تقوم بها، والوضع يستدعي وجود تعاون إضافي من الجانب الألماني”.
الوثيقتان الثامنة والتاسعة:
كشفت الوثيقتان الموجهتان لوزير الداخلية – رئيس اللجنة الأمنية العليا بتاريخ 15 / 19 يونيو 2005م، عن الهدف الحقيقي لشن سلطة صالح الحروب على محافظة صعدة، بإسكات الأصوات المرددة لشعار الصرخة.
وتطرقت الوثيقتان إلى ممارسات سلطة صالح، ضد كل من يردد شعار الصرخة باحتجازهم وسجنهم وتوقيفهم وإحالتهم إلى القضاء، إرضاءً لأمريكا وليس كما كانت تردده السلطة الظالمة حينها أن الحروب على صعدة سببها التمرد والإمامة.
الوثيقة العاشرة :
تضمنت هذه الوثيقة التي وجهها صالح إلى رئيس دولة الإمارات خليفة بن زايد آل نهيان، بتاريخ 25 أغسطس 2008م، طلب صالح دعماً من الإمارات في الحرب على الشهيد القائد ومحافظة صعدة.
ووفقاً للوثيقة، اعترف نظام صالح بالخسائر المالية والبشرية الكبيرة التي قدمتها في الحروب على محافظة صعدة خلال الفترة 2004- 2008م، خدمة لأمريكا وتنفيذاً لأجندتها في إجهاض مشروع المسيرة القرآنية.
الوثيقة الحادية عشر :
في هذه الوثيقة التي نشرتها ويكليكس كشفت فيها عن رسالة أرسلها السفير “توماس كراجيسكي” إلى الخارجية الأمريكية أشار فيها إلى إن نظام “صالح” قلل من الدور الأمريكي في قتل السيد حسين ، رغم المساعدة المباشرة التي قدمتها أمريكا لتنفيذ العملية.
يقول السفير في الرسالة : ” قاد فريق مكافحة الإرهاب المدرب من قبل حكومة الولايات المتحدة العملية ، مما أسفر عن مقتل الحوثي وإطلاق النار على عضو واحد من وحدة مكافحة الإرهاب ، واثنين من أفراد قوات الأمن المركزي العادية”.
وتحت عنوان ” التقليل من دور مساعدة حكومة الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب” يقول السفير الأمريكي: ” صرح وزير الداخلية العليمي لـ نائب رئيس البعثة الأمريكية في اليمن أن القادة الميدانيين نسبوا الانتصار مباشرة إلى التدريب الأمريكي . “لولا تدريبكم لوحدة الأمن المركزي التي اقتحمت الكهف ، لكنا خسرنا أكثر من أربعين ضحية” , ومع ذلك ، في مساء يوم 11 سبتمبر ، تمت زيارة الملحق العسكري للولايات المتحدة في منزله من قبل ممثل دائرة المخابرات العسكرية الذي طلب أن يذهب الفضل العام لإنهاء الصراع الدموي الطويل إلى وزارة الدفاع وليس إلى وزارة الداخلية” .
وذيّل السفير الأمريكي رسالته بتعليق كتب فيه “سيكون من المثير للاهتمام معرفة ما إذا كان صالح ، الذي حاول علانية نشر مدحه ، سيعترف بشكل خاص بدور المساعدة الأمريكية”.
( وَلَمَّا سُقِطَ في أَيْدِيهِمْ ) :
نخلُص من كل ما سبق أن الحرب على صعدة واستهداف الشهيد القائد والمؤمنين معه , وشن حروباً عدوانية متعددة بدأت في يونيو2004م مروراً بستة حروب لاحقة , وتوّجت بحربٍ سابعة بتحالفٍ عالميّ تقوده أمريكا وربيبتها ” إسرائيل ” وتنفذاه بمعيّة أدواتهما من الأعراب , كل ذلك لإسكات صوت الحق ومحاولة لإطفاء نور الهدى , قد باءت بالفشل.
” وَلَمَّا سُقِطَ في أَيْدِيهِمْ” جزعاً أمام صلابة رجال الرجال الذين لقّنوا دول الاستكبار وأدواتهم دروساً لن ينسوها , أدركوا أن كل ما فعلوه وما أنفقوا وحشدوا له من أقوى الأسلحة الفتاكة – بنظرهم – قد ارتدّ عليهم بالخزي والخسران .
وصدق الشهيد القائد حين قال :
” أقول لكم أيها الاخوة اصرخوا، ألستم تملكون صرخة أن تنادوا: [ الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام] ، أليست هذه صرخة يمكن لأي واحد منكم أن يطلقها؟
بل شرف عظيم لو نطلقها نحن الآن في هذه القاعة فتكون هذه المدرسة، وتكونون أنتم أول من صرخ هذه الصرخة التي بالتأكيد – بإذن الله – ستكون صرخة ليس في هذا المكان وحده، بل وفي أماكن أخرى، وستجدون من يصرخ معكم – إن شاء الله – في مناطق أخرى:[ الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام] ، هذه الصرخة أليست سهلة، كل واحد بإمكانه أن يعملها وأن يقولها؟ ، إنها من وجهة نظر الأمريكيين – اليهود والنصارى – تشكل خطورة بالغة عليهم.”