السياسية ـ متابعات:

رفعَ الأمين العام لحزب الله، السيّد حسن نصر الله معادلةً جديدةً في وجه استراتيجيّة افتعال الأزمات التي ميّزت سلوك الإدارات الأميركية منذ ستّينيات القرن الماضي، ومثّلت هذه المعادلة تحذيراً واضحاً شديد اللهجة، أنّ الفوضى مقابل الفوضى، وأنّ قراراً أميركياً يأخذ لبنان إلى الفوضى، يعني أنّ أميركا ستخسر كل شيء.

وحسب موقع (عرب جورنال) ، قال محلّل قناة الميادين للشؤون الدوليّة والاستراتيجيّة منذر سليمان، في مداخلة مع القناة، إنّ الترجمة الفعليّة لموضوع الحفاظ على الاستقرار بالنسبة للولايات المتحدة هو الحفاظ على أمن كيان “إسرائيل”، وانطلاقاً من هذا الأساس تتعامل الولايات المتّحدة مع لبنان تحديداً، فهي تتّهم حزب الله بأنه يسيطر على الدولة اللبنانية، أو له النفوذ الطاغي فيها، فتمارس أقصى الضغوط لمحاولة تحميل حزب الله مسؤوليّة كل ما يجري في لبنان، للضغط على بيئته.

وتابع سليمان قوله تعقيباً على المعادلة الجديدة: “السيد نصر الله يعي تماماً أنّ المراهنة الأميركية كانت ولا تزال على أن يكون هناك وضع داخلي يُحشَر فيه حزب الله بحرب أهليّة، وحزب الله يفهم هذه اللعبة، التي لن يدخل فيها، بل قد تجاوَزها في أكثر من محطّة وأكثر من محنة، وهو يقصد أنّ سلاحنا وقوتنا ستتوجه بوضوح نحو من تخشون عليه، أي إسرائيل”.

وأوضح سليمان أنّ الإنذار الذي وجهه السيد نصر الله، يُفهم انطلاقاً من مدخل إضافي مماثل لمسألة ترسيم الحدود البحرية، عندما أرسل إنذاره حينها، قائلاً نّه “إذا بدأ كيان الاحتلال في تحصيل الغاز من كاريش، فلن نقبل بذلك، وإمّا أن يحصل لبنان على المصادر نفسها وإمّا لا. إذاً فالتحذير الأخير إلى الولايات المتّحدة والكيان في الوقت نفسه حاسم بنفس الدرجة”.

من جهته، أوضح محلّل الميادين للشؤون العربيّة والإسلامية، قتيبة الصالح، أبرز مقوّمات استراتيجيّة الفوضى التي تنتهجها الولايات المتحدة، والتي يقع في مقدمتها مفهوم “فجوة الاستقرار” الذي طرحها صاحب “صدام الحضارات”، صاموئيل هنتنجتون، وهي التي تعني الفجوة الحاصلة بين الوضع القائم وبين ما يريده الجمهور، “والتي إذا ما طبّقناها على النموذج اللبناني، فإنّ استراتيجيّة الفوضى تبحث عن فجوة الاستقرار هذه وتحاول توسيعها، ومثال على ذلك أزمة سعر صرف الدولار في هذه الفترة”، وفق الصالح.

ولفت إلى أنّ ذلك يرتبط أيضاً بافتقاد المؤسسات للقدرة على التكيّف الإيجابي مع تطوّعات الجمهور، وبالتالي تتولّد الفوضى وتتفاقم، ليسود إحساس بضرورة استبدال قواعد اللعبة واللاعبين.

واعتبرَ محلل الميادين أنّ العقوبات الاقتصادية والماليّة، والحصار المطبق على دول المنطقة، سيّما لبنان وسوريا، “يمكن أن نصفه بأنه شكل من أشكال هذه الفوضى، وأنّه هناك أدوات متعددة يتم استخدامها في إطار هذه الاستراتيجية”.

وأشار الصالح بشأن التساؤل عن نجاح استراتيجية الفوضى في تحقيق الأهداف المنضوية في الأجندة الأميركية، إلى “أننا نتحدّث عن فوضى خلّاقة واستراتيجيّة فوضى، وبالتالي هي مُعادَلة من طرفين، فالتدمير لربما نجح، ولكن البناء وفق الأجندة الأميركية لم ينجح”.

بدوره، لفتَ محلّل الميادين للشؤون الفلسطينيّة والإقليمية، ناصر اللحّام، إلى خطاب السيّد حسن نصر الله، الذي “أبدع في فهم موضوع الفوضى، وكيفيّة الردّ عليها، قائلاً إنه سيردّ على كيان إسرائيل الولد المدلّل للولايات المتّحدة”.

وأكّد اللحّام أنّ “تل أبيب تتابع كل شاردة وواردة فيما يخصّ حزب الله والسيّد حسن نصرالله، ولذلك فإنّ رسائل الحزب وصلت، ولذلك لا يُقصَف لبنان، وبالتالي نحن أمام معادلة، هي أنّ أميركا وكيان إسرائيل لا تكفّان عن خلق الفوضى، لكنّهما سيتحملان أكبر خسارة إن قررتا أخذ لبنان إليها”.

وأشار محلل الميادين إلى أنّه “لا يمكن لأي عربي أن يعيش حراً طالما أنّ كيان “إسرائيل” موجودة والقدس محتلّة، وأنّه كي يتحرّر يحتاج إلى نموذج، واليوم السيّد حسن نصر الله هو سيّد قادة المقاومة، وهو النموذج”.