سفينة النجاة مع حليف القرآن
منى المؤيد
ما إن صدع صوت الحق من جبال مران شمال اليمن حتى تكالبت عليه قوى الشر من كل حدب و صوب . كيف لا!؟ وهو مؤسس لمشروع قرآني أنار به أمم سابقة وسينير به الأمم اللاحقة حتى قيام الساعة. وهذا ما سبب خوف وقلق لدى أعداء الأمة الإسلامية – كيف لا؟! وهو رجل أعطاه الله العلم والحكمة، والرؤى القرآنية للأحداث والمتغيرات في هذا العالم.
رجل المسؤولية…
لقد كان السيد حسين، رضوان الله عليه قرآناً يمشي على الأرض – فقامت تلك الحروب الأليمة والموجعة لست سنوات على هذا المشروع القرآني المتمثل بالسيد حسين إلى أن حوصر وقتل.
لقد كان مشروع الشهيد القائد مشروع نهضوي تحرري رافض الوصاية الخارجية ، ومتحدي لمحاربة المشروع الأمريكي في المنطقة، فظن الأغبياء والتآئهون من قوى الشر بأن قتل هذا الرجل سوف يميت حركته الجهادية ضد أمريكا واسرائيل وأعوانهما من علماء الوهابية، ولكن حصل ماهو غير متوقع لديهم ولدى بعض الأنظمة العربية العميلة، فقد سطع نور مشروعه القرآني وتوسع إلى أكثر من بقعة على هذا الكوكب، وقد تعلم وتخرج الكثير من أبناء الأمة العربية والإسلامية بعد بحثهم الحثيث ومعرفة من يكون هذا الرجل الذي حوصر وقتل وظلم كجده الإمام الحسين ابن علي عليهما السلام.
وقد أدرك أنصار السيد حسين ومحبيه م̷ـــِْن خلال ما تعلموه .. خطورة المشروع الأمريكي الصهيوني الماسوني في المنطقة وما وراء المنطقة، والكم الهائل في خبثهم ، و تدبير المكائد والنزاعات والصراعات في هذا العالم – لكي لايعيش الإنسان حرً كريمً مثلما أراد له الله ، وهيأ له كل مافي الكون، وهذا ما جن جنون الأمريكان والصهاينة وأغاضهم.
لايخفى على الجميع أننا نحن اليمنيون كنا في سبات عميق ، وغفلة لاحدود لها، حتى أكرمنا الله بذلك النور الساطع ، وأخرجنا من الظلمات إلى النور، وأحيا فينا روح الكرامة والعزة والشرف والإباء، ذلك المشروع الرباني الذي صدع بالحق رغماً عن الأعداء والكارهين، فقد أراد الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.
كما كان م̷ـــِْن أولويات حليف القرآن واهتماماته .. قضية فلسطين التي اعتبرها وجعلنا نراها على أنها القضية المركزية في صميم هذه الأمة، فقد كانت أول ملزمة من ملازمه العديدة التي ألقيت هي ملزمه (يوم القدس العالمي) وكأنه يوجه البوصلة إلى جوهر المشروع العظيم وهو العداء لأمريكا واسرائيل التي لطالما كانت ولازالت تسعى بكل قوتها إلى إشعال الفتن بين أبناء الأمة الواحدة لتضمن سيطرتها ومكانتها في العالم.
إن خروج السيد حسين رضوان الله عليه في ذلك الوقت آنذاك ماهو إلا رحمة من رب العالمين قدمها للأمة جمعاء لاسيما اليمنيون – رحمة ربانية من الأخطار والمصائب والمتاعب التي تضرر منها كل إنسان الا إن الفارق هو معرفة المواجهة. قبل ظهور السيد وما بعد ظهوره . والإنسان المناصر للمشروع القرآني يستطيع مواجهة التهديد الصهيوأمريكي بكل بسالة وشجاعة وإيمان وعقيدة وينفق كل ما يملكه في سبيل ذلك. وفي سبيل إعلاء كلمة الله ونصر دينه.
فعند إحياء ذكرى سنوية الشهيد القائد رضوان الله عليه، ماهي إلا لإعادة واستذكار حجم تلك التضحية التي قدمها -لأجل أن تنهض الأمة من سباتها وتكون أبية شامخة لاتقبل الذل والهوان ، وانتصارا للقضية المرجوة.
وها هو اليوم وبفضل الله والسيد القائد أصبح اليمنيون وغيرهم يملكون الوعي الكافي من هذه المسيرة القرآنية ، وكل من ينتمي إليها ويحملها يكون إنساناً عظيماً عزيزاً…
وأخيرا يكون إنساناً إنموذجا في أخلاقه ودينه وقوته ضد الغزاة والمتكبرين، فهنيئاً لكل من التحق بهذه المسيرة العظمى وكان واحداً من أبنائها.