السياسية- متابعات:
محمد عيد

أراد أبناء الجالية اليمنية في سوريا بعد الزلزال المدمر الذي ضربها أن تسجيل موقف ولو رمزي يعبرون من خلاله عن تضامنهم مع هذا البلد الذي احتضنهم بمحبة ودعم قضيتهم العادلة فقدموا لمتضرري الزلزال ما قالوا أنه “جهد المقل” مؤكدين أن في قلوبهم محبة لهذا البلد لا حدود لها وأن الغاية هي إيصال رسالة محبة قبل أي شيء آخر.

يحمل عادل الحداد ما وسعه جمعه من مال ومتاع يضعه في سيارة ويتجول به على مراكز الإيواء في مدينة حلب برفقة زملائه من أبناء الجالية اليمنية في سوريا.
يشعر الشاب الأسمر القادم من اليمن والذي يدرس في جامعة دمشق بشيء من الحياء وهو يعتذر عن شح الإمكانيات وضيق ذات اليد “فالحصار الغاشم الذي يطبق على اليمن منع أخوتنا في اليمن من إرسال المعونات التي تليق بالعلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين ولذلك فإننا كطلاب يمنيين سعينا لتقديم مبادرات شخصية في هذا السياق علها تنهض بأقل الواجب تجاه شعبنا المحب في سوريا”.


يقول الحداد لموقع” العهد” الإخباري: “نحن أتينا حتى نشارك أهلنا وأخوتنا في حلب والناس الذين تضرروا من هذه الفاجعة المؤلمة التي أدمت قلب كل عربي”، ويضيف “ربما أتينا بالشيء اليسير لكننا أردنا أن نقول بأننا قريبون من أهلنا السوريين وأننا نحس بالألم الذي شعر به كل مواطن حلبي وسوري بشكل عام”.

من جانبه أشار معتز الطالب اليمني الآخر الذي جاء برفقة زملائه لتقديم المساعدات لأهالي حلب أن “الإنسانية يجب أن تتجه إلى الناس الذين يستحقونها ونحن نشعر أن من واجبنا كعرب أن نظهر هذا الجانب الإنساني وهذا التكاتف والتعاضد في مثل هذه المواقف العصيبة”. وأضاف معتز بأنهم لمسوا كيف أن المجتمع السوري قبل الزلزال وبعده ينهض بنفسه وكيف يتكاتف، مشيراً إلى أنه ورغم ذلك يحتاج إلى عون والى مؤازرة عربية وخارجية من أكثر من مكان فحجم الألم كبير ونحتاج إلى أن نخفف من الألم بتكاتفنا وتعاضدنا فيما بيننا.

وأكد الطالب اليمني أن الغاية من تقديم هذه المساعدة الرمزية وتفقد المنكوبين قد تحققت: “جئنا لنوصل هذه الرسالة وبمقدار ما كانت بسيطة لكنها معنوياً يجب أن تكون كبيرة بمضمونها والهدف الذي سعت من أجله”.

 

واسونا بمحبتهم

الطبيب بلال المداوم في إحدى النقاط الطبية التي افتتحها الحشد الشعبي العراقي في حي الشعار بحلب أشار في حديث خاص بموقع “العهد” الإخباري إلى الجولة التي قام بها وفد الطلاب اليمنيين على المصاببن وحرصهم على تقديم المساعدات بأيديهم وزرع البسمة على وجوه الأطفال خصوصا الذين فقدوا آباءهم وأمهاتهم: “كانوا يغالبون دموعهم حتى يزرعوا البسمة في قلوب الأطفال المكلومين بفقد الأحبة”.

فاروق رب أسرة سورية فقدت منزلها جراء الزلزال وعانى الأمرّين قبل أن يجتمع مجددًا بعائلته تحت سقف الخيام التي أقامتها اللجان الإغاثية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في حلب. فاروق روى لموقع “العهد” الإخباري كيف حرص الطلاب اليمنيون على أن لا يخرجوا من الخيمة قبل أن يزرعوا الابتسامة على وجه ابنته شهد التي أثر الزلزال كثيراً على نفسيتها فلزمتها حالة من الصدمة والحزن الشديدين قبل أن يقنعها أحد الطلاب اليمنيين بأن تأخذ منه اللعبة التي اشتراها لها ويحكي لها إحدى القصص الشعبية من اليمن الأمر الذي شد اهتمامها وجعلها تنصت إليه بالكثير من السعادة.