بريطانيا والدور “الخبيث” في العدوان على اليمن
السياسية – أمل باحكيم
بصمات بريطانيا في العدوان على اليمن تتضح من خلال دورها القذر في مساعدة تحالف العدوان بقيادة السعودية، في الدعم العسكري واللوجستي لقوات التحالف.
وتعتبر بريطانيا وأمريكا العدو الأول لليمن منذ القدم وهما ترغبان في الاستيلاء عليها تارة باستعمارها وأخرى بإرسال مرتزقتها للسيطرة على موانئها ومطاراتها وما يحدث اليوم في حربهما على اليمن يبرز نوأيهما الخفية المسماة بمكافحة الإرهاب وهي تظهر عكس ذلك فهما من تقودان الغارات على الشعب اليمني، كما تقومان بتدريب المرتزقة السعوديين والإماراتيين.
واظهرت تصريحات السفير البريطاني الأخيرة عن دعم بلاده للإجراءات الاقتصادية لحكومة المرتزقة، النوايا الخبيثة لبلاده في اليمن، وعرقلة جهود السلام والوصول إلى حل شامل ينهي معاناة اليمنيين منذ ثمانية أعوام من العدوان والحصار الجائر، ودورها في الحرب الاقتصادية وسياسات الحصار والتجويع التي تبنتها لندن مع واشنطن في محاولات لتركيع اليمنيين التي بات بالفشل.
ورفضت وزارة الخارجية في صنعاء تصريحات السفير البريطاني واعتبرتها موقفا إجراميا للحكومة البريطانية تجاه الشعب اليمني، وعرقلة جهود السلام.
وقالت الخارجية اليمنية في بيان لها إنّ “تصريحات السفير البريطاني كشفت علناً الدور الإجرامي الذي تؤديه لندن في مضاعفة معاناة اليمنيين”، وأثبتت وقوف لندن خلف الحرب الاقتصادية، بما في ذلك سياسات الحصار والتجويع”.
وطالبت الخارجية، الأمم المتحدة وكل الأحرار في العالم إلى إدانة “التدخل البريطاني السافر والمعوّق للسلام”، ودعت إلى ضرورة إيجاد تقييم منصف وعادل للوضع الاقتصادي، من أجل الحد من المعاناة الإنسانية، التي قد تتسبب بجر المنطقة إلى كارثة محتملة.
ما الهدف من الحرب على اليمن؟
أن الهدف الرئيسي لبريطاني في حربها على اليمن هو فرض حكام تستطيع من خلالهم السيطرة على البلاد في أي ترتيبات سياسية مستقبلية لليمن.
وترى بريطانيا أن الدول التي استعمرتها منذ القدم” كمحمية بريطانية” تحتاجها كبديل بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي لتبحث عن صفقة تجارية كبرى لتأمين أسواق تجارية منافسة، وشركاء تجاريين آخرين في دول الخليج خاصا السعودية والإمارات حيث (القدرة الشرائية الأكبر وسوق الأسلحة التي لا تتوقف) لتعيد تشكيل مصالحها وعلاقاتها مع العالم من زاوية بريطانية بحتة.
وتهدف الاستخبارات الأمريكية والبريطانية لتأسيس بقاء دائم في اليمن بذريعة “مكافحة الإرهاب” بهدف السيطرة على اليمن وعلى والممرات المائية الاستراتيجية التي تتمتع بها، فمنذ استعمارها لجنوب اليمن التي استمرت لأكثر من 127 عاما، تعرف بريطانيا بنيتها معرفية ومعلوماتية وإحصائية وأرشيفية لا تكاد تنافسها دولة غربية أخرى فيها.
حقائق ومعلومات
وكشفت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية في تقرير نشرته عن دور لندن في الحرب السعودية على اليمن، وأطلقت عليها تسمية “الحرب القذرة”، حيث أرسلت لندن أكثر من 50 عسكريا بريطانيا لتدريب جنود سعوديين على المهارات الحربية وتحديدا في العمليات العسكرية التي تشنها الرياض على اليمن منذ مارس 2015.
وبيّنت الصحيفة أن العملية المسماة “كروس وايز” (عملية الطرق المتقاطعة) انكشفت بعد أن نشر الجيش البريطاني صورا ومعلومات عن طريق الخطأ، وشملت عملية “كروس وايز” قوات من الكتيبة الثانية للفوج الملكي الإسكتلندي، وكانت مهمتهم تدريس تقنيات الحرب غير النظامية (.I.W) لضباط من معهد مشاة القوات البرية الملكية السعودي.
بدوره أكد الإعلامي عبد السلام جحاف ان بريطانيا صانعة الازمات وصاحبة الدور التخريبي الأكبر في اليمن، وأنها تسعى لتقسيم اليمن ونهب خيراته، مضيفا أن لبريطانيا دور استخباراتي في حرب اليمن حيث تم الكشف عن قاعدة للمخابرات البريطانية في اليمن.
من جانبه دعا مندوب روسيا الدائم لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين في مجلس الأمن، إلى تجريد بريطانيا من الإشراف على الملف اليمني، بسبب مشاركتها في هذه الحرب العدوانية إلى جانب السعودية بشكل غير مباشر، ولأنها تجني مكاسب مالية جراء بيعها الأسلحة في هذه المنطقة.
وكانت صحيفتا “غارديان” و”اندبندت”، كشفتا عن بيع لندن أسلحة لدول العدوان بقيمة تفوق الـ 5 مليارات دولار.
عرقلة السلام البريطاني
لعبت بريطانيا دورا خفيا في الملف اليمني وعرقلة السلام حيث تعتبر رابع أكبر مانح في المؤتمرات الإنسانية لليمن التي دعت إليها دول أوروبية ولكن في حقيقة الأمر هي من قامت بقتل اليمنيين بطائراتها التي باعتها للسعودية واستخدمتها الأخيرة في حربها على اليمن.
ومن ناحية أخرى لم تلتزم بريطانيا بالدعوات لحظر تصدير الأسلحة وقامت أيضا بتعطيل عملية تشكيل لجنة تقصي حقائق في انتهاكات جرائم حرب اليمن في مجلس حقوق الإنسان، ضداً من رغبة أغلب دول الاتحاد الأوروبي لمده ثلاث سنوات.
وأعلنت وزارة الدفاع السعودية في مارس 2022 توقيعها 10 عقود مع شركات محلية وعالمية، لتعزيز قدراتها العسكرية ورفع كفاءتها القتالية، بقيمة إجمالية تتجاوز1.8 مليار دولار.
ومن ضمن هذه العقود عقدًا مع شركة نافال جروب العربية المحدودة لصالح القوات البحرية بأكثر من 800 مليون ريال سعودي، وذلك لتقديم خدمات الإسناد الفني ولإمدادي لسفن القوات البحرية.
وكذلك عقدًا مع شركة هانوها الكورية لصالح القوات البرية بمبلغ يفوق 3 مليارات ريال سعودي، وذلك لبناء قدرات دفاعية شاملة التوطين وسلاسل الإمداد.
وتم توقيع 3 عقود مع شركة السلام لصناعة الطيران بمبلغ يفوق المليار و700 مليون ريال، وذلك لتقديم خدمات عمرة عدد من طائرات القوات الجوية.
وأبرمت وزارة الدفاع عقدا مع الشركة السعودية بمبلغ تجاوز 400 مليون ريال، لتهيئة وصيانة الطائرات، وذلك لصالح القوات الجوية، لتقديم خدمات المساندة الفنية لطائرات C130.
اما شركة نورينكو الصينية تم التعاقد معها بقيمة إجمالية تتجاوز الـ 430 مليون ريال، لتأمين ذخائر متنوعة لصالح الإدارة العامة للأسلحة والمدخرات.
وعقدا آخر مع شركة أل أي جي نيكس وون الكورية بمبلغ يفوق الـ 250 مليون ريال، وذلك لصالح القوات البحرية، للاستحواذ على قدرات دفاعية ومعدات إلكتروبصرية.
وحصلت السعودية على72 طائرات “تايفون” ضمن صفقة مع “بي إي إي سيستمز” وهو ذراع الجيش البريطاني، بقيمة 20 مليار جنيه إسترليني، وأيضا حصل الدفاع السعودي على مقاتلات تورنيدو البريطانية.
تكريس الوجود الأجنبي بالقوة في الأراضي اليمنية
ليس غريبا على دول طامعة في موانئ ومطارات اليمن أن تتصنع الأكاذيب والذرائع من أجل الدخول لليمن، فبعد تعرض سفينة بريطانية لهجوم قبالة سواحل المهرة أرسلت بريطانيا قوات عسكرية إلى المحافظة بعد تحركات وزيارات قام بها السفير الأمريكي لمحافظة حضرموت.
ما يدلل على وجود مخطط لتكريس الوجود الأجنبي هو ما ذهب اليه السفير الأمريكي بقوله: إنه سيجري التعامل مع الوضع باعتبار ما تعرضت له السفينة البريطانية تهديد لحركة التجارة العالمية، فضلا عن الانتشار المكثف للقوارب العسكرية السعودية في سواحل المهرة، وخصوصا في الساحل الشرقي للمحافظة من قبالة “ميناء نشطون” وصولا إلى ساحل مديرية “حصوين”.
دور بريطانيا في حرب اليمن
يتجلى الدور الرئيسي الخفي لبريطانيا لحربها على اليمن عبر مرتزقتها السعودية والإمارات ويظهر ذلك عبر مشاركتها العسكرية والاستخباراتية التي فضحت في محطات متعددة.
ومنها إعلان المحكمة الجزائية في صنعاء محاكمة جواسيس تابعين لجهاز الاستخبارات البريطاني M16 الذي تبث تورط ستة أفراد في خلية تجسسية تابعة لبريطانيا “في قاعدة عسكرية تم إنشاؤها من قبل دول العدوان في مطار الغيظة بمحافظة المهرة” تم تجنيدهم وتأهيلهم وتدريبيهم من قبل الجهاز الاستخباراتي البريطاني.. فضلًا عن تجهيزهم وتزويدهم بوسائل الاتصال والتواصل والبرامج والتطبيقات الفنية المتطورة في مجال الرصد والتعقب وتحديد المواقع وتأكيد ورفع المعلومات والإحداثيات التي عملوا من خلالها على المساس بالأمن الوطني القومي للبلد خدمة لبريطانيا.
واعترفت الخلية برفع إحداثيات ومعلومات لمواقع وأماكن أمنية ومواقع عسكرية ومنشآت مدنية وتجارية في مختلف المحافظات لمصلحة الاستخبارات البريطانية مقابل راتب شهري قدره 300 دولار أمريكي.
وتم الكشف عن أحد جواسيسها ويدعى أيمن مجاهد قايد محمد حريش حيث قام بتصوير بهاتفة منشآت مدنية وتجارية يشتبه بها عسكرية في منطقة دارس ومواقع لاستخراج مواد البناء ونقاط أمنية في منطقة الأزرقين شمال العاصمة.
ووفق الاخبار اللبنانية يظهر الدور البريطاني جليا في الحرب حيث تتفق بريطانيا مع السعودية لتحضير القذائف والمعدات والطائرات وفق برنامج زمني متفق عليه بينهما، كما تولي كوادرها في السلاح الملكي البريطاني العمل بشكل مباشر مع إدارة مركز عمليات التحكم والسيطرة العسكري السعودي “الذي بلغ عددهم قرابة 6300 فرد من الخبراء والمستشارين من أفراد سلاح الجو الملكي البريطاني في السعودية لتقديم المشورة والتدريب”.
كما كشف جهاز الأمن والمخابرات اليمنية في 2017 عن تواجد قواعد أمريكية وبريطانية تحت غطاء التواجد السعودي الإماراتي للمطارات المدنية لأغراض عسكرية واستخبارية تجسسية في محافظة المهرة، وتحديدا في حوف وميناء نشطون ومطار الغيضة حيث تضم القاعدة العسكرية داخل المطار خبراء وعسكريين وآليات عسكرية بريطانية وأمريكية بحراسة سعودية مشددة.