السياسية- متابعات:

قالت صحيفة “غلوبال تايمز” إنّ “الإضرابات الأخيرة في المملكة المتحدة تمثّل دعوة إلى الاستيقاظ، موجَّهة إلى رئيس الوزراء، ريشي سوناك، الذي يصادف، أمس الخميس، مرور 100 يوم في منصبه”.

وأضافت الصحيفة، في تقرير مفصل، أنّ “من الصعب تحديد المدة التي يمكن أن يبقى فيها هو وحزبه في السلطة، إذا استمرت لندن في استغلال الوضع الدولي من أجل إظهار وجودها، بدلاً من معالجة المشكلات الاجتماعية في الداخل بفعالية، وتهدئة استياء الناس المتزايد”.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ نحو نصف مليون من المدرّسين والموظفين الحكوميّين وسائقي القطارات، ومن مهن أخرى، شاركوا، يوم الأربعاء، في أكبر إضراب تشهده البلاد، منذ عام 2011.

وتواجه المملكة المتحدة أزمات معيشية حادة، بصورة متزايدة، منذ خروجها من الاتحاد الأوروبي، مع تدهور الظروف المعيشية للشعب البريطاني. كما تسبّبت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بارتفاع حاد في تكاليف المعيشة في جميع أنحاء الغرب، وخصوصاً أسعار الطاقة والغذاء، التي ارتفعت بصورة كبيرة.

 

العوامل الداخلية والخارجية

ولفتت الصحيفة إلى أنّه “نتيجة تأثير العوامل الداخلية والخارجية، عانت التنمية الاقتصادية في المملكة المتحدة صدمة هائلة في عام 2022، بينما تدهور وضعها الاقتصادي العام بصورة أسرع”.

وعلى سبيل المثال، استمر التضخم في المملكة المتحدة في الارتفاع في الأشهر العشرة الأولى من عام 2022، بحيث وصل إلى أعلى مستوى له في 41 عاماً، وبلغ 11.1٪ في شهر أكتوبر.

وأضافت الصحيفة أنّه “على الرغم من انخفاض التضخم بصورة طفيفة في شهرَي نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر، بعد أن تولى سوناك منصبه في أواخر أكتوبر ونفّذ سياسات لتعزيز الاقتصاد وخفض معدل التضخم، فإنّ استياء الجمهور العام من الحكومة البريطانية نما بصورة أسرع. وأدى هذا الأمر، في النهاية، إلى الإضرابات الأخيرة للناس للتعبير عن استيائهم المتراكم منذ فترة طويلة.

 

السياسة الخارجية البريطانية

في الوقت نفسه، شددت الصحيفة على أنّه بينما تواجه المملكة مشاكل داخلية حادة ، مثل الارتفاع في أسعار الطاقة والتضخم، فإنها لا تزال ترسل مساعدات إلى أوكرانيا من أجل دعمها في ساحة المعركة.

وأكدت الصحيفة أنّ السياسة الخارجية البريطانية تعتمد الآن، بصورة كاملة، على الولايات المتحدة. لذلك، إذا لم تقدّم المملكة المتحدة نفسها على أنّها “مقاتلة من أجل الديمقراطية” في مسائل، مثل الصراع بين روسيا وأوكرانيا، فسيستمر دورها بيدقاً للولايات المتحدة في النظام الاستراتيجي العالمي.

علاوة على ذلك، فإنّ أكبر مخاوف لندن الآن هو ألا يهتم بها أحد بعد أن فقدت مكانتها كلاعب رئيس في الشؤون الدولية. ونتيجة لذلك، يتعين على المملكة المتحدة الاستمرار في تبني نهج قصير النظر للاستفادة من أزمة أوكرانيا من أجل إظهار وجودها في الساحة الدولية، وفق الصحيفة.

 

السياسة الداخلية البريطانية

وبسبب العلاقات الوثيقة بين حزب العمال والنقابات، فإنّ حزب المحافظين كان وسيظل يقف بحزم ضدّ الإضرابات، ناهيك بالتسوية مع النقابات. وبالتالي، فإنّ العداء بين النقابات والحكومة البريطانية لن يخفّ في أي شكل من الأشكال، ومن المتوقع أن تشهد المملكة المتحدة مزيداً من المواجهات.

وبحسب ما جاء في الصحيفة، فإنّ سياسة المملكة المتحدة فقدت “بوصلتها” منذ فترة طويلة، الأمر الذي زاد في صعوبة حلّ المشاكل المعيشية للبريطانيين، مشيرةً أيضاً إلى أنّ سياسيين بريطانيين متعددين ينشغلون بالانخراط في الجدال السياسي، ومحاربة خصومهم في البرلمان، ولا يبذلون أي جهد للبحث عن حلول عملية لمشاكل البلاد.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ الخبراء يعتقدون أنّ سوناك، أو حزب المحافظين، لا يزال يخاطر، في الوقت الحاضر، بفقدان السلطة في سياسة البلاد. ومع ذلك، في ظل الاتجاه الذي تستمر المملكة المتحدة في الانحدار فيه في عدد من الجوانب، لا يمكن لأي حزب أو سياسي إجراء تغيير كبير، وإنقاذ الموقف اليائس الذي وصلت إليه البلاد.

  • المصدر: الميادين نت
  • المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع