لا سلام في اليمن حتى انفصال الجنوب عن الشمال
بقلم: باتريك وينتور —-
(صحيفة: الجارديان البريطانية- ترجمة: أنيسة معيض- سبأ)
يقول رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي إن تجاهل إرادة الشعب هو “مدعاةً لعدم الاستقرار”
السلام في اليمن مستحيل دون الاعتراف بدعوات جنوب اليمن للاستقلال عن الشمال ، ومن المقرر أن يخبر قادة المجلس الانتقالي الجنوبي الذي تدعمه الإمارات العربية المتحدة النواب والمسؤولين البريطانيين في الوقت الذي يكثفون جهودهم للانخراط في محادثات السلام.
كان جنوب اليمن ، لفترة وجيزة دولة شيوعية وتوحد مع الشمال في عام 1990، ثم تعرض الانفصاليون الجنوبيون للهجوم عسكريا عندما حاولوا الانفصال في عام 1994. واستمر الاستياء الجنوبي من سيطرة الشمال على موارد البلاد، بما في ذلك الحوثيين ، حيث يعدون تيار كبير في الحرب الأهلية.
وصرح رئيس المجلس الانتقالي الذي يضم 24 عضوا ، الجنرال عيدروس الزبيدي ، لصحيفة الجارديان بأن حركته تمثل الجزء الأكبر من سكان الجنوب ، وتبسط سيطرتها بشكل كبير على المحافظات الثمانية الجنوبية ، بما في ذلك ميناء عدن، أكثر من سيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة على هذه المحافظات.
قال الزبيدي : “إن تجاهل إرادة الشعب هو مدعاةً للمزيد من عدم الاستقرار”. ” ليس للحكومة المعترف بها من الأمم المتحدة أي نفوذ في الجنوب ودورها غير موجود ولكن بقائها مرهون بدعم الائتلاف السعودي وإلا كان من الممكن أن تنهار بالكامل وتغرق البلاد في فوضى عارمة “.
وقال : إن المجلس الانتقالي الجنوبي يرغب في إجراء استفتاء يتم رصده بشكل مستقل للانفصال عن الشمال والعودة الى الوضع الذي كان عليه الجنوب ما قبل الوحدة.
وقال الزبيدي خلال حديثه الذي كان يتم ترجمته : ” إنها ليست حالة انفصالية. إنها دولتان أصبحتا دولة واحدة وترغب واحدة من الدولتين الانفصال […] لقد كانت هذه الوحدة نتيجة لفرضها من قبل نظامين استبداديين ، ولم يسأل أحد عن إرادة الشعب.”
وأضاف : ” بعد أن غادر البريطانيون عدن في عام 1967، ورثنا نحن في الجنوب مجتمعاً مدنياً يتمتع بأنظمة وهياكل. لقد كان مجتمعاً متنوعاً ومتسامحاً وعالمياً مفتوحاً […] بعد الوحدة المفروضة ، واجهنا مجتمعاً تحكمه القبلية والطائفية والفساد وكل سمات المجتمع الفاشل. كان هناك تعارض سياسي وثقافي جدي بين الجنوب ، الدولة التي تعمل بشكل كامل، والشمال الذي كان قائما على القبلية حيث كان دائما يوصم بالفشل”.
وأشار الزبيدي لصحيفة الجارديان إلى أن مارتن غريفيث، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، التقى بقادة المجلس الانتقالي الجنوبي لأربع مرات ، لكنه كان معارضا على الموافقة على طلبات الدخول رسميا إلى المحادثات في هذه المرحلة. إن مهمة محاولة التوفيق بين حكومة اليمن المعترف بها من قبل الأمم المتحدة وقوات الحوثي المسؤولة عن الشمال هي مهمته المباشرة.
كما يقال , إن إضفاء حالة اليمن كهوية موحدة من شأنه أن يصعب فقط ما يثبت أنها مفاوضات شاقة ، كما يقال. علاوة على ذلك ، لا يستطيع غريفيث التأكد من أن المجلس الانتقالي الجنوبي يمثل جميع المحافظات الجنوبية.
يؤكد الزبيدي أن ذلك الجزء من الصعوبة لدى غريفيث هو أنه يتفاوض مع حكومة يمنية موجودة فقط بالاسم. وقال الزبيدي، على النقيض من ذلك، ” نحن موجودون على الأرض ونحن جزء من أي حل”.
لقد تولى الزبيدي قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي منذ تأسيسها في عام 2017 بعد إقالته من قبل الرئيس اليمني ، عبد ربه منصور هادي كمحافظ لمدينة عدن بتهمة عدم الولاء.
سيطر المجلس الانتقالي الجنوبي على عدن ولقد عزز منذ ذلك الحين سلطته في الجنوب ، حيث قام ببناء قاعدة بين عائلات النخبة والشخصيات القبلية والقادة الإقليميين.
يتفق معظم خبراء اليمن ، أمثال مركز الفكر في صنعاء ، على أن قضية الاتحاد ، أو حتى الانفصال ، لا يمكن تجاهلها في أي تسوية سياسية نهائية.
وقد ساهمت مقترحات أقامت دولة اتحاد فدرالي التي أعدتها حكومة هادي في عام 2014 على إطلاق الحرب الأهلية الحالية منذ أن أشارت الخطة إلى أن المناطق الجنوبية الغنية بالموارد قد لا تحتاج إلى مشاركة ثرواتها مع الشمال الأكثر في عدد السكان. كان الحوثيون على وجه الخصوص يخافون من التهميش.
لا تزال هناك قضية واحدة : مدى احتمال أن يكون المجلس الانتقالي الجنوبي تحت رحمة لعبة مزدوجة من قبل قوات الأمن الإماراتية التي تسيطر بشكل فعلي على الجنوب. وتساعد العائلة المالكة لدولة الإمارات العربية المتحدة المجلس الانتقالي الجنوبي رغم أنها تدعم بشكل رسمي حكومة هادي ، منافس المجلس الانتقالي في الجنوب.
وقال الزبيدي عن علاقته بدولة الإمارات العربية المتحدة : ” بعد الانقلاب والاحتلال الحوثي للجنوب ، تدخل الائتلاف العربي بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة وأيدنا ذلك لأنه كان ضرورياً. لقد لعبوا دورا في المساعدة في إعادة أعمار الجنوب. إنها علاقة مفيدة للطرفين .”
ومع ذلك ، يتساءل البعض عن الحكمة من علاقته بالإمارات العربية المتحدة ، وهي قوة احتلال أجنبية لديها مصالحها التجارية وسجلها الخاص بحقوق الإنسان.
تهتم دولة الإمارات بحقول النفط في شبوة ، والمصنع الوحيد للغاز المسال في البلاد في بلحاف ومحطة النفط في الشحر ، وأبرزها الموانئ البحرية في جنوب اليمن ، بما في ذلك عدن والمخا والمكلا وجميعها موانئ إستراتيجية هامة.
إن الخطر الذي يواجه المجلس الانتقالي هو البحث بشكل قسري عن حلفاء قد تجد نفسها تدير جنوباً مستقلاً اسمياُ ، وهو في الواقع يدار من دبي. ومن ناحية أخرى ، يبدو أن السلام غير محتمل إذا لم يتم التطرق إلى طموحات المجلس الانتقالي.