بشــرى يحيى

 

الزهراء نموذج يحتذى به للمرأة المؤمنة لقد جسدت في حياتها من الصفات والمواقف التي جعلتها مؤهلة (لتكون سيدة نساء العالمين، وأن يقترن رضاها برضى الله وغضبها بغضبه الرسول ص وآلة لم يعاملها كأبنة له فقط وانما تعظيما لمكانتها وكمالها، كما يروى أنه إذا دخلت المجلس قام لها واجلسها بالقرب منه وعند سفره يكون آخر عهده بزيارتها وعند قدومه يبدأ بها.

فاطمة “الزهراء” عليها السلام بينت لنا دور المرأة الحقيقي من خلال علاقتها بالله وبدين الله وعلاقتها بالمجتمع وبأسرتها وطبقت دور المرأة في الإنسانية.

 

صفاتها كأنثى مؤمنة:

فاطمة الزهراء هي المنقطعة والمخلصة لله، لذا سميت “البتول” هي من كانت تبكي وتمسح التراب من رأس والدها، وتجهز السلاح لأبيها وتودعه إلى باب المنزل وتعد الطعام لأبيها في يوم الخندق لهذا سميت “أم أبيها”.

هي من تقوم بواجبها كزوجه تعد الطعام وتربي أولادها حتى شكت لأبيها وسألته خادما فأمرها أن تستعين بالتسبيح، هي من في سفرها بعد إحلالها من إحرامها حين دخل زوجها شم ريحا وكانت مكحلة ذهب للاستفتاء ما يدل اهتمامها بنفسها وبه.

هي من سألت عن نفسها قالت: لزوجها هل عهدتني كذا وكذا (فقال معاذ الله أنت أعلم بالله وأبر واتقى وأكرم وأشد خوفا من الله من أن أوبخك بمخالفتي)، ووصفها بقوله: والله ما أغضبتها ولا أكرهتها على أمر حتى قبضها الله ولا أغضبتني ولا عصت لي أمرا ولقد كنت أنظر إليها فتنكشف عني الهموم).

هي من تؤثر على نفسها وتطعم المسكين وهي من باعت قلادتها الذهب واشترت بها رقبة وأعتقتها دورها الديني، هي من كانت تشكي لأبيها وتبكي حرقة على الدين عندما تسمع بالات

والعزى، هي من كانت تخرج تدور بين بيوت الأنصار والمهاجرين تحثهم على نصرة الدين.

فاطمة الزهراء هي من اجتمعت عندها النسوة في مرضها وخطبت فيهم خطبة بليغة جهادها، لقد شاركت قولا وفعلا فكانت تحث على الجهاد في خطبتها وتقول الجهاد (شرف الإسلام)، وفي أحد ذهبت هي و14 من النساء بالطعام بعد المعركة وعالجت أبيها، كما كانت في كل سبت لها زيارة لمقبرة الشهداء وكانت ترمم قبر سيد الشهداء حمزة فيها.

ولقد كانت تتألم وتشارك في عزاء الشهيد كما فعلت في عزاء ابن عم زوجها جعفر ولقد أعدت الطعام 3 أيام لهم وهي مربية الشهيدين وسند زوجها المجاهد الذي سطر أعظم البطولات الجهادية.

لقد روت الأحاديث وكانت لها أراءها العلمية ولقد روي عن أم سلمه قولها : في فاطمة (وكانت والله آدب مني وأعرف بالأشياء كلها) وفي خطبتها لأبي بكر وخطبتها في مرضها ما يشير إلى غزارة علمها وحسن معرفتها بالله وبالأحكام الشرعية والدينية هذا وقد داهمتها المنية، بعد أبيها بستة أشهر فلم تروي الكثير عنه ونختتم بما روي عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم: أي شيء خير للمرأة؟ فلم يجبه أحد قال: فرجعت فذكرت ذلك لفاطمة قالت: فما أجابه إنسان ؟ قلت: لا. قالت: ليس شيء خيرا للمرأة [ من ] ألا يراها الرجال ولا تراهم !! قال: [فرجعت إلى النبي ] فأخبرته بما قالت فاطمة قال: فاطمة بضعة مني أو مضغة مني.

وأخيرا وفي واقعنا الذي قد خالطته الكثير من الثقافات يجب أن نرجع إلى القدوة لنا كنساء ونجسد شخصية الزهراء فيما أمكننا ونقوم بأداء دورنا ومسؤولياتنا في جميع المجالات التربوية والدينية وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى وجعلنا منتهجات نهج الزهراء.