منى المؤيد

 

جاء الدين الإسلامي الحنيف وجاء معه رفع مكانة المرأة وتوصية جميع حقوقها، وليس كما يصرح بعض الحاقدين والمرضى على أن الدين الإسلامي جعل من المرأة لا تساوي شيئ في المجتمع ولم يعطي لها أدنى حق، فمن يعرف الإسلام وحقيقته سوف يدرك ويعلم كم هو عظيم في تمييز المرأة وحمايتها وتوصيته بها في جميع مواقعها.

وأمام كل هذه الأطروحات فقد قدم السيد حسين بدر الدين الحوثي رؤية إسلامية قرآنية للمرأة ودورها في الحياة ومكانتها في الإسلام ويقول:(سورة النساء، لا يوجد هناك سورة اسمها سورة الرجال، وفي هذه السورة كثير من التوجيهات والأوامر المؤكدة المرفقة بالتهديد من الله سبحانه وتعالى لمن يخالف هذه الحدود).

وهكذا نجد أن الله عز وجل كرم المرأة وأعز شأنها وقدرها ورسم لها حياة واحدة ومسيرة واحدة لتنطلق مع أخيها الرجل جنباً الى جنب ولاغنى عن المرأة في أي موقع كان.

وكما أكد السيدان السيد حسين الحوثي والسيد عبدالملك الحوثي بأن الرؤية والنظرة القرآنية واحدة للرجل والمرأة، وكلها تقوم على أساس الخطاب الإلهي الواحد الموجه للرجال والنساء، وأن الوحدة بين الرجل والمرأة وحدة تكوينية وفطرية لها آثارها ونتائجها السلبية والايجابية المشتركة فيقول:( في الفطرة فيما بين بني آدم – الله جعل الرجل سكناً للمرأة وجعل المرأة سكناً للرجل جعلها لباساً للرجل وجعل الرجل لباساً لها قال تعالى «هن لباس لكم وأنتم لباس لهن».

ولو نأتي للنظر الى المرأة العربية المسلمة والمرأة اليمنية اليوم في ظل كل هذه الاحداث وما دورهن، لنبرهن للعالم أن المرأة اليمنية هي النموذج الراقي والقدوة الحسنة لجميع النساء العربيات المسلمات.

أما لو خصصنا الحديث عن المرأة اليمنية لم يكفينا طبع من المجلدات لتحدث عنها، وكما يعلم العالم أجمع بأن المرأة اليمنية من خلال العدوان الغاشم عليها في اليمن ولمدة ثمان سنوات، لم تكن مكتوفة الأيدي تنهل بالبكاء والحسرة، بل أثبتت انها المرأة المجاهدة الصابرة التي وقفت بكل شموخ وشجاعة وعنفوان في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي.

من لم يسمع عن المرأة اليمنية فعليه أن يسمع من هي ومن تكون فهي من تقدم زوجها وأخيها وابنها إلى الجهاد في سبيل الله والدفاع عن الوطن والعرض، وهي من تقدم القوافل تلو القوافل للمقاتلين في جبهات الشرف والكرامة، وتضحي بأعز ما تملك من الأنفس والأموال والمجوهرات استجابة لداعي الله وهو الجهاد لتبقى اليمن حرة ابية.

ولأن موضوع المرأة العربية بشكل عام والمرأة اليمنية بشكل خاص موضوعاً حساساً ومن أخطر المواضيع في هذا العصر خصوصاً لأن العدو بات يتحرك على المرأة وجعلها وسيلة للعمل فكرياً واخلاقياً ودينياً…… والخ لاستهداف الإسلام وزج الخلافات والمناظرات من هنا وهناك.

وكثيراً ما كان يسعى الغرب الكافر من اليهود وما زال يسعى اليوم وبكل وسائله المتعددة والمتنوعة لتقديم المرأة المسلمة والتي تنتمي الى الإسلام على انها مضطهدة ومهمشة وليس لها حقوق ولا مكانة، وهذه من أخبث أنواع الحرب التي يمارسها الأعداء على النساء المسلمات، لكي تنبذ اسلامها وتفهم من اسلامها هذا بأنه اسلام تخلف وظلام، وتكون مخالفة لتعاليم الإسلام، ومن هنا تبدأ الحرب الشيطانية على المرأة المسلمة وتبدأ في أخذ حقها المنحرف وهو الخروج عن تعاليم القرآن الكريم بالتبرج والتزين أمام الرجال والتحدث معهم بكل رقة ولطافة والخروج معهم على أن ذاك هو صديقها وهذا من التحضر والرقي، حتى يصل بها الحال على أن تكون في المجتمع امرأة عمياء لا كرامة لها ولا شرف وهذا ما يريده أعداء المرأة المسلمة، أن تكون نساءنا كنسائهم عاهرات متبرجات رخيصات ألعوبة يستخدمن كالأداة وعندما يبلغ بهن الكبر يتم رجمها والاستغناء عنها، وحتى إن أصابها العجز او المرض عليها أن تعمل لكي تأكل، ليس لها أب أو زوج أو اخ أو أبن ليهتم بها ويكون مسؤول عن صرفتها وحاجتها كما هو في ديننا الإسلامي.

وكما هو ملاحظ في يومنا اليوم بأن المرأة المسلمة تتأثر بتأثر بعض من النساء الغربيات في شكلها أو كلامها أو بعض من حركاتها التي لاتمد بصلة من مبادئنا وقيمنا وأخلاقنا.

العدو يعلم جيدا أن مسخ المرأة المسلمة ليس بالسهل، لأنها تملك من المبادئ والقيم ما تكفي لحمايتها من السقوط والانحراف، فكثيراً ما يبذل الجهد والعمل والتكرار لخلخلة المرأة المسلمة ولو بالشيء اليسير في عقيدتها وفكرها وهويتها.
أساليب العدو نوعية ومتعددة ومن هذه الأساليب انهم غيبوا شخصيات إسلامية عظيمة من وسائلنا التعليمية والتثقيفية كشخصية فاطمة الزهراء عليها السلام وزينب الحوراء عليها السلام وخديجة بنت خويلد عليها السلام وغيرهن من القدوات المؤمنات التي لهن تأثير كبير على حياة المرأة المسلمة، لأن العدو يدرك أن تغييب هذه الشخصيات هو تغييب المرأة المسلمة من طهارتها وعفتها ورفعتها.

يوضح السيد عبدالملك الحوثي حفظه الله ان الغرب واليهود ليسوا حريصين على إعطاء الحقوق لأحد لا للرجل ولا للمرأة، وإن هدفهم هو أخذ حقوق الجميع وانتهاكها.

اليهود والغرب هم أول من ظلم المرأة، ونحن نرى في هذا الزمن كيف يتلاعبون بقضايا المرأة ويستخدمونها لدعاية والاعلانات التجارية ويقدمونها بشكل مهين كسلعة للفساد.

أما الدين الإسلامي فقد أعطى حقوق المرأة كاملة منذ ولادتها حتى موتها وتكريمها وهي في آخر ساعات دخولها إلى القبر، منها :أنه وصى أن يكون للمرأة ميراث كما أن لها مهر عند الزواج وعلى الرجل أن ينفق عليها ويوفر لها السكن والطعام والدواء ويقوم بحمايتها ورعايتها ويكون محرم لها في السفر والأماكن البعيدة خوفاً من أن تؤذى هذا هو السلام، حتى عند طلاقها لها حقوق مشرعة من الله سبحانه وتعالى.

ختاماً… الى كل امرأة مؤمنة ومسلمة لآبد لهن من قدوات وأعلام كالزهراء عليها السلام سيدة نساء العالمين وغيرهن من عظيمات التاريخ يكن لهن هداة ومرجع وقادة.