“كورونا”.. الأرقام سترتفع والأوضاع تحت السيطرة ..!
فاطمة سلامة *
منذ ظهور أول حالة إصابة بفيروس “كورونا” في الصين قبل ثلاث سنوات، والعالم لم يعد صحيًا بخير. منذ عام 2020 والساحة الطبية مفتوحة على شتّى أنواع الفيروسات. لا تكاد الدول تلتقط أنفاسها من متحوّر حتى تستقبل متحوّرًا آخر. الفيروس الطارئ الذي حيّر في الكثير من خصائصه الباحثين في تطور وتبدل دائم. جهود بحثية مضنية بذلها علماء العالم بشأن المتغيّرات أثمرت في أحيان كثيرة، لكنّها أخفقت في القضاء نهائيًا على الفيروس. وما كادت الصين ــ التي وُصفت بالمركز الأساسي للانتشارــ ترتاح بعد فترة طويلة انقلبت فيها الحياة رأسًا على عقب، حتى سجّلت مؤخرًا ارتفاعًا قياسيًا بالأعداد. 90 بالمئة من مواطني ثالث أكبر مقاطعة في الصين تعدادًا في السكان أصيبوا حديثًا بالفيروس، عدا عن الإصابات في مختلف المقاطعات.
توقعات بارتفاع الأرقام
في لبنان، ثمّة موجة جديدة من كورونا وصلت، وفق ما أكّد قبل أيام وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض. تلك الموجة جراء تزايد الاختلاط في فترة الأعياد. وعليه، يُتوقّع أن ترتفع الأرقام في الأيام القادمة، وفق ما يؤكّد مستشار وزير الصحّة الدكتور محمد حيدر لموقع “العهد” الإخباري. حالة لبنان لن تكون بعيدة عما حوله. الأرقام تتصاعد في العالم وليس فقط في منطقتنا. الارتفاع الأول جاء في الصين، تاليًا في أميركا، والآن في أوروبا، مع الإشارة الى أننا “منفتحون” جدًا على أوروبا، ما يعني أنّ انتقال الحالات سيكون سهلًا.
أمام واقع الازدياد يأمل حيدر أنّ يكون ارتفاع الأرقام بشكل بسيط، أو بالأحرى بشكل تتمكّن معه المستشفيات من استيعاب الحالات في حال تطلّبت حالة المرضى المستشفى. في السابق لم تكن مسألة الكورونا كموجة أو كرقم تهمنا بقدر ما تهمنا الطاقة الاستيعابية للقطاع الاستشفائي للاهتمام بالمرضى. لا يعنينا كثيرًا الرقم الذي نصل اليه. ما يهمنا كم لا يزال لدينا من أسرّة في المستشفيات ومراكز العناية الفائقة لاستيعاب الحالات المتقدّمة. وفق حيدر، اذا كانت موجة الوباء تزيد الأعداد في البلد ــ بشكل لا تضطر فيه الناس للذهاب الى المستشفيات ولا تزداد معه الأرقام بشكل دراماتيكي كبير في مراكز العناية الفائقةــ يكون الوضع تحت السيطرة. تمامًا كما نكون في مرحلة نواجه فيها متحوّر “الأوميكرون” الذي تعرّفنا عليه. متحوّر ينتقل بسُرعة، يُصيب حالات كثيرة ولكن أعراضه خفيفة كالرشح، بمعنى أنها لا تؤذي إلا بعض الفئات، كمن لديهم نقص في المناعة، صغار وكبار السن، ومن لديهم أمراض مزمنة.
وحول زيادة الأرقام، يذكّر حيدر أنّ الشهر الماضي كان لدينا أعياد وقدم الى لبنان الكثير من المغتربين ما وسّع دائرة الاجتماعات العائلية التي ترافقت مع زيادة في أرقام الإصابات. لكنّ حيدر يُجري نوعًا من المقارنة بين عدّاد الإصابات العام الحالي ونظيره خلال العامين الماضيين. المقارنة تُبيّن أنّ الإصابات خلال شهر كانون الثاني الحالي لا تشبه ما سبق. حاليًا تزداد الأرقام بالعشرات ولغاية اليوم يُسجّل أقل من 200 إصابة يوميًا، أما في السابق فالأرقام كانت تزداد بالآلاف. وعليه، الوضع حاليًا تحت السيطرة وقادرون على السيطرة عليه. المُهم أن يكون لدى الناس الوعي. المطلوب من أي فرد يشعر بعوارض وضع كمّامة والابتعاد عن الآخرين، لا نقول أن يلجأ للحجر لأنّ الأفكار تغيّرت في هذه القضية، المطلوب وضع كمامة والابتعاد عن التواصل المباشر مع الآخرين.
يشدّد حيدر على أننا لا نزال نواجه متحوّر “الأوميكرون” كحال الصين والعالم. يشير الى أنّ الأعداد في الصين ازدادت بشكل كبير جدًا لأن بكين اتبعت في الفترة الأخيرة سياسية “صفر إصابات” على قاعدة وضع الجميع في الحجر. السياسة التي ولّدت مجتمعا بلا مناعة مجتمعية، عكس ما حصل في لبنان، عندما شهدنا موجة “أوميكرون” شديدة في صيف 2021، حيث كان الانتشار كبيرا والعوارض طفيفة.
300 ألف جرعة لقاح جديدة ستتوفر الأسبوع المقبل
وفي ما يتعلّق باللقاحات، يوضح حيدر أنها متوفرة. بدءًا من الأسبوع المقبل سيتوفّر في مراكز التلقيح 300 ألف جرعة لقاح بدعم من الدولة الفرنسية. كل لقاح يحتوي على مفعول لقاحين؛ لقاح لفيروس كورونا القديم وآخر لمتحور “أوميكرون. اللقاح المذكور لا يحتاج الى منصة ولا شروط أمام المستفيد منه لأنه عبارة عن جرعة تذكيرية. وفق حيدر، المطلوب رسميًا أن يتلقى الشخص جرعتي لقاح لفيروس كورونا، وجرعة ثالثة تذكيرية، ولا مانع من جرعة رابعة تذكيرية أيضًا.
ويشدّد حيدر على أنّ التوصيات العالمية حاليًا لا تنص على إجراء فحوصات كورونا كالفترة السابقة في المطارات. بعض الدول طلبت من القادمين إجراء فحص قبل يومين للتأكُّد من أنّ النتيجة سلبية. تمامًا كما ثمّة توصيات بضرورة وضع المسافرين كمامة في الطائرة في الرحلات الطويلة لأن خطر الانتقال أكبر.
* المصدر: موقع العهد الاخباري
* المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي الموقع