“جريفيث” ليس أكثر من عميل استخبارات…!
مجيب حفظ الله*
جانب آخر من جوانب استراتيجيات التآمر الإنجليزي والتي قادها أحد عملاء الاستخبارات البريطانية مرتدياً رباطة عنق دبلوماسية. الأمر لا يقتصر فقط على الدور العسكري بل يتعداه لما هو ابعد من ذلك فلندن ليست مجرد عاصمة غربية من عواصم العدوان بل هي تقوم بما هو أكثر من ذلك وأعمق اثراً.
يلعب البريطانيون لعبة الحمل الوديع الذي يستضيف تارةً اجتماعات اللجنة الرباعية التي شكلها العدوان تحت يافطة الدعم الإنساني واللوجستي الذي يفترض به أن يمنع انزلاق هذا البلد إلى الهاوية وهو الذي يقف على حافتها. وتارةً أخرى تتنكر لندن كما واشنطن بثوب عواصم السلام وهنَّ اُس هذه الحرب المجرمة وأساسها.
إنها الحقيقة التي لم تعد خافيةً على أحد وقد تكشفّت كل خيوط اللعبة الانجلو أمريكية المفضوحة. لطالما وجهنا أصابع الاتهام للدور المشبوه الذي تلعبه الأمم المتحدة كوسيطٍ يفترض به أن يكون نزيهاً في حربٍ مأساوية كالتي شنّت على بلادنا.. لطالما رأينا مبعوثي السلام الأمميين يلعبون دور الوكلاء للعدوان لا وسطاء السلام. ولطالما كُنّا نتهم بالتطرف لتأكيدنا على أن هؤلاء هم أدواتٌ للعدوان أكثر من كونهم وسطاء للسلام.
اليوم تكشف العديد من المراكز الاستقصائية والبحثية المتخصصة عن جملةٍ من الأدوار المشبوهة التي نفذها ولا يزال بعض مبعوثي الأمم المتحدة للسلام في بلادنا ان لم نقل كلهم.
على هذا الصعيد كشف تقرير دولي عن ارتباط مبعوث الأمم المتحدة السابق بجهاز الاستخبارات البريطاني اثناء مهمته في اليمن..
وبحسب موقع “منظمة رفع السرية” فقد كشفت التحقيقات الاستقصائية أن البريطاني “مارتن جريفيث” كان مرتبطاً بجهاز الاستخبارات البريطاني..
المنظمة البريطانية ذات الطابع الاستقصائي أكدت ارتباط “جريفيث” بجهاز الاستخبارات البريطاني “إم آي 6” والذي يدير عمليات عسكرية سرية في اليمن.
هذا الكشف ليس مفاجئاً لنا فلطالما شككنا في نزاهة هذا الإنجليزي المتآمر وأكدنا انه حصل على موقعه هذا بعد ان باع نفسه لاستخبارات بلاده والاستخبارات الامريكية وبقية اجهز الاستخبارات المرتبطة بالعدوان.
وفقاً للتحقيق البريطاني الاستقصائي فقد شارك “جريفيث” في تأسيس وتقديم المشورة لشركة “انترميديت البريطانية” التي تعمل بشكلٍ وثيقٍ مع جهاز الاستخبارات البريطاني ويديرها ضابطٍ سابقٍ في الجهاز البريطاني.
كما أن هذا المشبوه هو كبير الموظفين في طاقم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير الذي ملأت فضائحه الدنيا بعد ان اعترف بأن أدلة الحرب على العراق كانت ملفقةً ولم يكن هناك أدلةٌ من الأساس بل تم اختلاقها.
الارتباط الوثيق بين المبعوث الاممي وجهاز الاستخبارات البريطاني “إم آي سكس” يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن هذه الحرب العدوانية على بلادنا هي في مجملها لعبةٌ مخابراتيةٌ قذرةٌ توغّلت فيها أجهزة الاستخبارات الامريكية والبريطانية والغربية حتى النخاع.
إن توكيل مهمة المبعوث الأممي في بلادنا لضابط استخباراتٍ يفسر كل ذاك الفشل الأممي في مساعي السلام.
إدراكنا لطريقة تعامل الأجهزة الاستخباراتية والأمريكي يفسر تماماً لم تفشل الأمم المتحدة في كل مساعيها وخرائطها الوهمية للسلام.
يكشف التحقيق الذي نفذته منظمة رفع السرية اللندنية عن دور شركة “انتر ميديت البريطانية” في تعيين البريطاني “مارتن جريفيث” في أعلى منصب للأمم المتحدة في بلادنا.
ويقول التحقيق الاستقصائي إن الشركة المذكورة أطلقت حملة لتامين تعيين البريطاني “مارتن غريفيث” في منصبه السابق كمبعوث للأمين العام للأمم المتحدة.
ويضيف بأن وزارة الخارجية البريطانية منحت الشركة سالفة الذكر أكثر من أربعة ملايين جنيه إسترليني لتأمين تعيين جريفيث كمبعوثٍ خاص في بلادنا.
لا يكتفي الامريكان والبريطانيون بابتزاز الأمم المتحدة بل انهم صاروا يوظفون جواسيس مخضرمين في مهمات يفترض بها ان تكون دبلوماسية توفيقية.
هكذا تبدو الصورة في مجملها وهي تحمل بين طيّاتها الكثير من الزوايا المظلمة لحقيقة المؤامرة الكبرى التي قادت للعدوان على هذا البلد وتمزيقه.