السياسية- رصد:
حاولت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، الإيحاء ان علاقتها بالسعودية لم تعد كما في السابق، بعد جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، للإبقاء على القناع المزيف الذي طالما وضعه الحزب الديمقراطي الأمريكي على وجهه، وهو قناع “الدفاع عن حقوق الانسان”.
سمعنا بايدن، المرشح للانتخابات الرئاسية الامريكية، وهو يؤكد انه “سيجعل السعودية منبوذة كما هي فعلا”. وسمعنا أيضا ان ولي العهد السعودي رفض زيادة نتاج نفط “اوبك +”، وان السعودية سقطت في أحضان الدب الروسي والتنين الصيني.

وسمعنا أيضا، ان أمريكا ستقوم بقطع الدعم الاستخباراتي الذي تقدمه للرياض في عدوانها المستمر على اليمن منذ ثماني سنوات. وسمعنا كذلك ان العلاقات بين أمريكا والسعودية وصلت في الفترة الأخيرة الى أدنى مستوى تاريخي بين البلدين.

لكن هناك بون شاسع، بين ان نسمع عن العلاقات الامريكية السعودية، و بين ان نرى بأم العين هذه العلاقات. فكل ما قاله المسؤولون الامريكيون و المسؤولون السعوديون، عن هذه العلاقات في العلن، يتناقض كليا مع ما يجري وراء الكواليس، وهذه الحقيقة كنا قد اكدنا عليها اكثر من مرة ومن على موقع قناة “العالم”، إلا اننا هذه المرة سننقل هذه الحقيقة عن لسان الصحافة الامريكية نفسها، لنثبت اننا كنا على صواب عندما اكدنا على ان كل تلك التصريحات ليست سوى حملة أمريكية قادها بايدن، لغسل يد ابن سلمان من دماء خاشقجي، عبر اظهاره، كأول مسؤول سعودي يتمرد على أمريكا، وبذلك سيتم تسويقه للراي العام السعودي، بانه الشخصية القوية الوحيدة من بين ال سعود، التي تستحق ان تتوج ملكا على السعودية، ولا يضيره بعد ذلك ما ارتكب من فظاعات في داخل وخارج السعودية.

“وول ستريت جورنال” نقلت عن مسؤولين في إدارة بايدن قولهم: “أن مسؤولي البلدين يمضون قدما في مشاريع عسكرية واستخباراتية جديدة وجهود حساسة لاحتواء إيران، في عام 2023، وسط تعثر الجهود لإحياء الاتفاق النووي الدولي”.

وأضافت الصحيفة نقلا عن هؤلاء المسؤولين ايضا، انه :” في نوفمبر الماضي، تبادل البلدان معلومات استخباراتية مفادها أن إيران كانت تستعد لهجوم وشيك على السعودية وطورتا ردا منسقا”.

وفي رد على كل ما قيل عن خفض أمريكا دعمها العسكري للسعودية في اليمن ، كتبت الصحيفة تقول: أن “التعاون العسكري بين البلدين ظل مستمرا.. وان مقاتلات سعودية رافقت قاذفات أمريكية بعيدة المدى عبر مجال المملكة الجوي الوطني عدة مرات العام الماضي، في مناورات أجريت مع دول أخرى متحالفة مع واشنطن، بما في ذلك إسرائيل”.

وفي ذات السياق، ذكر المسؤولون الامريكيون للصحيفة :”أن الولايات المتحدة تعمل بشكل وثيق مع السعودية وإسرائيل ودول أخرى في الشرق الأوسط لتطوير أنظمة دفاع جوي منسقة جديدة وتوسيع التعاون في البحر لردع إيران”!.

اذا ما اضفنا، الى ما ذكرته صحيفة “وول ستريت جورنال”، إبلاغ ادارة بايدن، محكمة امريكية في نوفمبر الماضي، من ان وضع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، كرئيس حالي للحكومة السعودية يحميه من دعوى مدنية تستهدف ملاحقته بتهمة قتل خاشقجي!!. وكذلك عرقلة ادارة بايدن، في “ديسمبر/كانون الأول الماضي، مشروع قانون في الكونغرس، كان من شأنه أن يقطع الدعم الاستخباراتي الذي تقدمه الولايات المتحدة للرياض في الحرب باليمن”. تتكشف كذبة وجود جليد بين امريكا والسعودية والذي بدأ مؤخرا بالذوبان، كما روجت لها صحافة البلدين، فمثل هذا الجليد لم يكن موجودا اصلا ليذوب.

  • المصدر: موقع قناة العالم
  • المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع